في ذكرى رحيلها.. فيلمان لم يخرجا إلى النور لفايزة أحمد
سافرت فايزة أحمد إلى لبنان في أول
أبريل عام 1964 لتطمئن على أولادها فريال وأكرم وغادة وهم من زوجها السابق مختار
العابد الذي استقر في لبنان وأقام معه أولادهما، وقضت مع أولادها أكثر من عشرين
يوماً انهالت فيها العروض الفنية عليها، منها عقد احتكار لصوتها لمدة ثلاث سنوات
لحساب شركة اسطوانات سعودية مقابل 60 ألف جنيه مصري، وقد رفضت فايزة لأن العقد
سيمنعها من مزاولة نشاطها الفني في بلدها الثاني مصر.
رفضت أيضاً فايزة أحمد حسب ما نشر في تقرير
لها في مجلة الكواكب في 5 مايو 1964 عرضاً من التليفزيون اللبناني كي تسجل عدة
أغانِ جديدة بقناتيه 7 و11 وفضلت العودة إلى القاهرة كي تشارك في احتفالات تحويل
مجرى النيل في منتصف مايو من نفس العام، والاتفاق الوحيد الذي تم في بيروت كان
عقداً لإحياء ثلاث حفلات في الكويت أيام 18 و 19 و21 من شهر يونيو.
عكفت فايزة فور عودتها على حفظ أغنية
"فوق في العلالي" التي غنتها في احتفالات السد العالي كي تغنيها في
احتفال تحويل مجرى النيل، وأكدت فايزة في ذلك التقرير أنها ستبدأ تجربة الإنتاج
السينمائي بفيلمين جديدين لأنها لم ترض عن أفلامها السابقة، ليس عما أدته من مشاهد
أو أغانِ بل كانت تأمل أن تظهر أكثر جمالاً مما بدت عليه لأنها حسبما أكدت أنها
أجمل في الحقيقة من صورتها السينمائية ولم تجد الإهتمام الكافي من فنان المكياج
والإضاءة والتوجيه الفني ، لذا ستعمل جاهدة في فيلميها القادمين أن تظهر بشكل أفضل
مما سبق.
أوردت فايزة البيانات الكاملة عن
مشروعين لفيلمين جديدين ستقوم بإنتاجهما أولهما فيلم "صوت من السماء"
والقصة تشبه إلى حد كبير قصة حياتها، يكتب لها السيناريو والحوار يوسف جوهر
وسيخرجه حسام الدين مصطفى وتشارك فايزة في بطولته مع عماد حمدي ومحمد سلطان
والفيلم غنائي يروي قصة فتاة ريفية تمتلك صوتاً جميلاً وتأتي إلى القاهرة مع إبن
عمها وخالها وتتمنى العمل في الفن لكن تجد موافقة من إبن العم ورفض من الخال،
وتتقدم لأحد الإختبارات الموسيقية وتجد محاربة من مطربة الفرقة لكن أحد الموسيقيين
تبنى موهبتها إلى أن أصبحت مطربة مشهورة.
أما الفيلم الثاني الذي عزمت فايزة
على إنتاجه اختارت له إسم "مزامير داود" وستقوم ببطولته مع نادية لطفي
ومحمد سلطان وإيهاب نافع والفيلم قصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس وهو أيضاً الذي
سيخرج الفيلم .. وبعد هذا السرد الدقيق لبيانات الفيلمين إلا أنهما لم يظهرا للنور
ولم تمثل فايزة أحمد في أي منهما ، ومن المعروف أن فايزة ظهرت لآخر مرة في كمطربة
في فيلمين عام 1963 وهما "القاهرة في الليل" ثم "منتهى الفرح"
، والفيلمان كانا بمثابة دمج أغنيات فقط مع عدة مشاهد.
بقي أن نرجح أن مشروعي الفيلمين كانا
بمثابة دعاية فنية لإثبات عمق وجودها وعملها في مصر، ورداً على حرب الشائعات التي
تعرضت لها عند سفرها إلى لبنان والتي قال فيها مروجوها أنها استقرت في لبنان مع
محمد سلطان الذي افتتح محل كوافير هناك، وسنفرد لتلك الشائعات موضوعاً آخر قريباً.