بعد مسيراتهن ضد ترامب.. هذه أولى مظاهرات الأمريكيات في التاريخ
دائمًا تسعى النساء على مر العصور لتعديل الأوضاع؛ إما بهدف تغيير التاريخ تارة أو المطالبة بحقوقهن تارة أخرى، وغالبًا تكون المظاهرات سبيلهن لذلك، باعتبارها السلاح الأقوى للديمقراطية.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية، على مدار تاريخها مظاهرات نسائية حاشدة، كان آخرها قبل يومين، ضد تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التي اعتبرنها عنصرية ضدهن، بالتزامن مع تنصيبه رئيسًا خلفًا للرئيس باراك أوباما، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانات والسياسيات، إضافة لتضامن عدد كبير من سياسيي أمريكا، أبرزهم وزير الخارجية السابق جون كيري.
أما أولى المظاهرات النسائية في أمريكا، فكانت عام 1913، حيث قادت إينز ميلهولاند، صاحبة الـ26 عامًا، أكبر مسيرة نسائية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، للمطالبة بحق النساء في التصويت بالانتخابات الأمريكية.
سار خلف إينز في المسيرة، أكثر من 5 آلاف سيدة، بينهن سيدات الأعمال وهن يرتدين اللون الأزرق، والكاتبات باللون الأبيض، والفنانات باللون الوردي، والموسيقيات باللون الأحمر، وطالبن جميعًا بحقهن في التصويت.
وخلال المسيرات، لم تسلم السيدات من إهانات المارة سواء من المواطنين العاديين أو المسئولين الحكوميين، من ضمنها قول أحد الضباط لهن: "لو كانت زوجتي معكن، لكسرت رأسها"، كما أسفر الاعتداء على المسيرة عن نقل حوالي 100 امرأة للعلاج بالمستشفيات.
ورغم تجاهل الرئيس ويدروو ويلسون للحدث وقتها، كان للمسيرة أكبر الأثر في تغيير رأى كبار الساسة الرجال والرأي العام الأمريكي، حتى موافقتهم على تعديل المادة 19 من الدستور الأمريكي، وحصلت المرأة الأمريكية على حقها في التصويت عام 1920.