الغطريفي: خطاب الرئيس عقلاني وعلى المجتمع الدولي تفعيل المبادئ التي نادى بها

«خارجية النواب»: الرئيس بعث برسائل قوية وهامة تطرح مصر كشريك أساسي في المجتمع الدولي

أكد دبلوماسيون وخبراء بالعلاقات الخارجية أن ما طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73، هو رؤية مصرية شاملة لكل القضايا الراهنة لتحقيق السلام في خطاب عقلاني بعث برسائل قوية وهامة طرحت مصر كشريك أساسي في المجتمع الدولي.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد في خطابه أمس، أهمية تجديد الالتزام بثلاثة مبادئ لتفعيل النظام الدولي وهي الحفاظ على الدولة الوطنية، والالتزام بإيجاد حلول سلمية مستدامة للنزاعات الدولية والمبدأ الثالث هو الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

كما حدد الخطاب ثلاث قضايا أساسية تمثل أولويات ضرورية لتطبيق هذه المبادئ وهي تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، واستكمال العمل لإنفاذ المبادرة التى أطلقتها مصر خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى لإيجاد إطار دولى شامل لتطوير السياسات وأطر التعاون لمكافحة الإرهاب، أما القضية الثالثة هى معالجة أوجه القصور الكبير فى تعامل المجتمع الدولى مع قضايا حقوق الإنسان.

خطاب عقلاني

قال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73 مساء أمس، تطرق إلى كل النقاط والقضايا الراهنة في العالم العربي والشرق الأوسط، فضلا عن أنه دعوة لترسيخ أسس المواقف وتنسيقها بين الأطراف المختلفة.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الخطاب كان جيدا وعقلانيا ودعوة إلى تفعيل العمل الدولي ودور الأمم المتحدة في حل النزاعات، مضيفا أن الجميع يتطلع إلى مزيد من تفعيل كل المبادئ والقيم التي نادى بها الرئيس في خطابه أمس لعلاج الخلل في أداء الأمم المتحدة.

وأكد الغطريفي أن الرئيس في خطابه أعاد التأكيد على المواقف المصرية تجاه القضايا العربية كالأزمة الليبية والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب، مضيفا أنه يتطلع إلى المرحلة التي يرصد بها تقدما على القضايا التي تناولها الرئيس السيسي وخاصة تفعيل النظام الدولي وفق المبادئ التي نادى بها.

رؤية لتحقيق السلام

ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة أمس تحدث باسم مصر والاتحاد الأفريقي ومجموعة الـ77 والصين، مضيفا أن الكلمة أكدت التزام مصر ببناء الأمم المتحدة وتحقيق التنمية الشاملة التي أنشئت من أجلها المنظمة الدولية.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السيسي أكد في خطابه أمس أنه مع إدراك مواطن الخلل في أداء الأمم المتحدة في العالم العربي والأفريقي فإن مصر لا تزال تؤمن أن الأمم المتحدة قادرة على تفعيل دورها لمزيد من الاستقرار ليصبح لها مصداقية لدى الشعوب، مناديا بالتعاون بينها وبين المنظمات الإقليمية.

وأكد هريدي أن الكلمة شملت كافة القضايا المحورية من وجهة نظر مصر والدول العربية والأفريقية والمجتمع الدولي، وحدد ثلاثة مبادئ لزيادة فاعلية المنظمة وكذلك ثلاث قضايا يجب أن تكون أولوية الأمم المتحدة على الصعيد السياسي، وهذه المبادئ هي حل النزاعات المسلحة بطريقة سلمية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والحفاظ على الدولة الوطنية.

وأشار إلى أن هذه المبادئ الثلاثة تمثل إجماعا دوليا وبدونها لن يكون عمل الأمم المتحدة ذات جدوى أو مصداقية، مؤكدا أن الخطاب يمثل رؤية مصرية لتحقيق السلام والتنمية بالعالم.

رسائل قوية وهامة

فيما قالت داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قوية وشملت رسائل هامة وطرحت مصر كشريك أساسي في المجتمع الدولي، مضيفا أن الخطاب قدم رؤية وطرح مصري بشأن القضايا الراهنة ما دفع رئيس الجلسة أن يشكر الرئيس بعد نهاية كلمته على الطرح الذي قدمه.

وأكدت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس بعث بعدة رسائل في كلمته منها ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة حتى تكسب مصداقية الشعوب العربية والأفريقية وتفعيل دورها وأهمية استمرارها، مضيفة أن السيسي استعرض ملف مكافحة الإرهاب ومجهودات مصر فيه وإطلاقها للعملية الشاملة سيناء 2018.

وأشارت يوسف إلى أن ملف حقوق الإنسان كان حاضرا بقوة في الخطاب وبعث برسالة واضحة باحترام مصر لهذا الملف وما حققته من قفزات فيه عبر تمكين المرأة والشباب، مضيفة أن السيسي أعاد التأكيد على موقف مصر من القضية الفلسطينية في رسالة قوية أن كل ما يطرح دون حل الدولتين هو تضييع للوقت.

وأضافت أن مصر والأردن أكدتا على هذا الموقف وربما جاء ذلك بتنسيق مشترك واتفاق بين الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مؤكدة أن الرئيس كان صريحا في كل القضايا التي تطرق لها الخطاب كدور الأمم المتحدة ودعم منظومتها والوضع في ليبيا.