سلطنة عُمان: ندين العنف والإرهاب.. وعلى مسافة واحدة من جميع أطراف النزاعات
علي مرافئ نيويورك رست سفينة الدبلوماسية العمانية، حيث تواصل
سلطنة عمان إجراء مباحثات مهمة مع مختلف دول العالم ضمن مشاركتها في أعمال الدورة الجديدة
للجمعية العامة للأمم المتحدة.
تتابع مبادراتها وجهودها في إطار المواقف الثابتة للسلطان
قابوس بن سعيد سلطان عمان التي تعكس الاهتمام بتفعيل التعاون الدولي من جهة، ودعم جهود
حل الأزمات العربية الراهنة من جهة أخرى، مع الدعوة إلى إحلال السلام و إلى نشر ثقافة
الحوار والتسامح ونبذ التطرف واحترام التعددية، وكذلك سعيها الدءوب لحفظ الاستقرار
الإقليمي والسلم والأمن الدوليين.
دعم نهج الحل السلمي القائم على الحوار
أجرت السلطنة في هذا الإطار وفي غضون ساعات معدودات، مشاورات
مهمة خلال مشاركة يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية في اجتماعات
الجمعية العامة.
فقد عقد جلسة مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش.
تناول اللقاء تطورات ومستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة،
خاصة فيما يتعلق بالوضع السياسي والإنساني في اليمن. واتفق الجانبان على ضرورة إيجاد
حلٍ سلمي للأزمة السياسية اليمنية، والتي خلفت وراءها هذه الكارثة الإنسانية، في إطار
الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة، والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي مارتن غريفيث
بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مع تعزيز الجهود المتعلقة بالأوضاع الإنسانية،
في ظل دعم نهج الحل السلمي القائم على الحوار بين مختلف الأطراف.
تقديم كافة وسائل الدعم الإنساني
في توقيت سابق عقد يوسف بن علوي اجتماعا مع الرئيس اليمني
عبد ربه منصور هادي، والذي ثمن مواقف السلطنة الداعمة لليمن وأمنه واستقراره والتي
تجسدها روابط الأخوة والجوار بين البلدين بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.
وأشار الرئيس عبد ربه منصور إلى عمق العلاقات التاريخية و
تعدد جوانب التعاون والتنسيق في مختلف المجالات. و تناول اللقاء جملة من القضايا والمواضيع
ذات الاهتمام المشترك، كما تم التأكيد على دعم السلطنة وحرصها الكامل على تقديم كافة
وسائل الدعم اللوجيستي الإنساني للشعب اليمني .
على صعيد متصل؛ استقبل الوزير المسئول عن الشئون الخارجية،
رئيس منظمة الصليب الأحمر بيتر ماورور، و تم خلال المقابلة بحث العديد من الموضوعات
التي تتعلق بالجانب الإنساني لهذه المنظمة.
وقد شكر رئيس الصليب الأحمر حكومة السلطنة على جهودها الدائمة
ودعمها المستمر لأنشطة المنظمة الإنسانية خاصة فيما يتعلق بالشعب اليمني.
رأب الصدع الخليجي
- في مقر البعثة العمانية بنيويورك : التقى يوسف بن علوي
مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، وتمّ خلال اللقاء
بحث التعاون والجهود المبذولة من أجل رأب الصدع الخليجي وتحقيق تطلعات شعوب دول المجلس
في الرخاء والأمن والاستقرار.
كما شارك في الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأمريكية
مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والأردن.
بحث حل الأزمة السورية
- في إطار جهود السلطنة لدعم الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة،
عقد الوزير المسئول عن الشئون الخارجية جلسة مباحثات ثنائية مع نائب رئيس الوزراء ووزير
الشئون الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم. وقد بحث الوزيران، خلال الاجتماع،
تطورات الأوضاع والمستجدات على الساحة السورية.
حياد عماني كامل.. السلطنة على مسافة واحدة من جميع أطراف
النزاعات
عكست المشاورات تأكيدا جديدا على أن سلطنة عُمان تدين العنف
والإرهاب وعلي مسافة واحدة من جميع أطراف النزاعات. فقد استقبل يوسف بن علوي بن عبد
الله، بمقر بعثة السلطنة بالأمم المتحدة، رئيس وفد المعارضة السورية الدكتور نصر الحريري.
وأشاد الحريري خلال المقابلة بجهود السلطنة الدائمة بغية
حل الأزمة السورية، مبينًا أن الوفد في حالة تشاور وتواصل مستمر معها، مؤكدًا حرص السلطنة
على استقرار الأوضاع في سوريا، وعلى توفير المناخ الملائم لعملية سياسية شاملة توفر
حلًّا دائمًا للأزمة يتواءم مع متطلبات وطموحات الشعب السوري وينهي معاناته الإنسانية.
اجتماعات مع رؤساء وفود
كما عقد لقاءات مع نظرائه ممثلي ورؤساء وفود كل من بريطانيا
وجورجيا وصربيا وايرلندا واليونان واستونيا.
اجتمع أيضا مع وزير الشئون الخارجية في جمهورية كوريا الشمالية
ري يونج هو.
ناقش الجانبان المستجدات في شبه الجزيرة الكورية، والجهود
القائمة لإحلال السلام والأمن والاستقرار، في منطقة عانت من الصراعات، في إطار الجهود
المبذولة من الولايات المتحدة لإحلال السلام، وكذلك جهود منظمة الأمم المتحدة في ذات
السياق.
كما عقد مباحثات ثنائية مع كلٍ من نائب رئيس وزراء كوسوفو
ووزير الشئون الخارجية بهجت باتسولي، وإلمار محمد ياروف وزير الخارجية الأذربيجاني.
تم بحث العلاقات
السياسية والاقتصادية والثقافية المتميزة، وكذلك سبل ووسائل تعزيز ها ودفعها للأمام.
وتناول اللقاءان عدداً من الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك على المستويين الدولي
والإقليمي.
إعادة فتح المفاوضات
اجتمع يوسف بن علوي أيضا مع منسق الأمم المتحدة لعملية السلام
في الشرق الأوسط والمبعوث الخاص للأمين العام للسلطة الفلسطينية نيكولاي ميلادينوف.
تناول اللقاء المستجدات على صعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية
وأهمية إعادة فتح المفاوضات لتحقيق حل الدولتين. و تم التطرق إلى جهود السلطنة ودوّل
الخليج في تأمين المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
التقى كذلك مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج
العربي تيموثي ليندركنج، وتناول اللقاء المستجدات والتطورات في منطقة الخليج عامة،
واليمن خاصة.
من جانبه أعرب المسئول الأمريكي عن تقدير الولايات المتحدة
للدور الإيجابي الذي تقوم به السلطنة، وتم بحث آليات تعزيز التعاون بين الجانبين لاستمرار
العمل على تحقيق السلام والتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
ثم التقى الوزير المسئول عن الشئون الخارجية مع رئيس معهد
السلام الدولي، تاريه رود لارسن، والذي أشاد بدور السلطنة المحايد وسياستها المتزنة
في ظل الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
من جانبهم يؤكد المحللون السياسيون أن جلسات الاجتماعات واللقاءات
والمشاورات المكثفة التي قامت بها السلطنة مع العديد من الأطراف، خلال ساعات معدودات،
تعكس الإسهام العماني الايجابي المتجدد من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم،
والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الراهنة في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا وليبيا،
مما يعجل إنهاء معاناة الشعوب.