تم مساء أمس الثلاثاء انتخاب السياسي الدكتور برهم أحمد صالح قاسم رئيسا للبلاد خلفا للرئيس فؤاد معصوم.
وبعد أن أدي صالح اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية ، كلف الرئيس الجديد ، وهو التاسع فى ترتيب رؤساء العراق ، عادل عبدالمهدي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، حيث سيكون رئيسا للوزراء خلفا لحيدر العبادي.
والرئيس العراقي الجديد يبلغ ٥٨ عاما من العمر ، هو سياسي كردي عراقي تولى عدة مناصب حكومية سابقا، وشغل منصب رئيس حكومة إقليم كردستان مرتين ومنصب نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي ووزيرا للتخطيط. وعمل قياديا في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني منذ كان طالبا ، ويتمتع بعلاقات كردستانية، عراقية، إقليمية ودولية واسعة كونه سياسيا معتدلا ومنفتحا على جميع التيارات السياسية في البلاد.
ويتمتع بشبكة علاقات صميمية مع الوسط الإعلامي والثقافي ، وله العديد من النشاطات في المحافل السياسية والثقافية والاقتصادية العالمية.
ولد برهم أحمد صالح عام 1960 في مدينة السليمانية في كردستان العراق، في أسرة متعلمة ميسورة الحال وكان والده قاضيا، اعتقل من قبل نظام حزب البعث فى عام 1979 مرتين بتهمة انتمائه للحركة التحررية الكردية ، وأمضى 43 يوما في معتقلات الأمن حيث تعرض للتعذيب ، و أدى امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل وتخرج بتفوق حاصلاً على المرتبة الأولى في كردستان والثالثة على مستوى العراق ، و غادر برهم العراق متوجها إلى المملكة المتحدة لإتمام دراسته بعد الإفراج عنه ، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف في عام 1983 ، وفى عام ١٩٨٧ حصل على درجة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة ليفربول البريطانية .
ومع نشاطاته السياسية وانشغاله بقضية شعبه، انضم سرا لصفوف الاتحاد الوطني الكردستاني أواخر عام 1976 ، و أصبح عضوا في تنظيمات أوروبا ومسؤولا عن مكتب العلاقات الخارجية للإتحاد في العاصمة البريطانية (لندن)، وتم انتخابه عضوا في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر للحزب عام 1992 ، حيث تم تكليفه بمهمة إدارة مكتب الإتحاد الوطني الكردستاني في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أصبح ممثلا لأول حكومة في إقليم كردستان لدى واشنطن ، وكان له دور بارز في التعريف بقضية الكرد ومعاناة الشعب العراقي في دوائر وأروقة صنع القرار.
أطلق بالنيابة عن الحكومة العراقية مبادرة "العهد الدولي مع العراق"، والتي كانت ميثاقا للالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي ، وتهدف إلى مساعدة العراق في النهوض بواقع القطاعات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومساعدة العراق في التخلص من الديون المتربة عليه جراء سياسات النظام السابق.
و أسس صالح الجامعة الأمريكية في العراق – السليمانية ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس أمنائها ، وله نشاطات في المجال الثقافي ودعم نشاطات المجتمع المدني ، حيث ترأس هيئة أمناء الملتقى العراقي، وهو لقاء ديمقراطي عراقي يضم شخصيات وطنية وثقافية ووجهاء من أطياف المجتمع العراقي ويضم الملتقى منظمة واعدون ، ومشروع هيوا لدعم الطلبة المتميزين في الجامعات العراقية في بغداد وجنوب العراق وكردستان.
رشح من قبل القيادة الكردستانية رئيسا للقائمة الكردستانية التي حققت الفوز في الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان فى عام 2009 ، وكلف بتشكيل الحقيبة السادسة لحكومة إقليم كردستان حيث تولى منصب رئيس حكومة الإقليم على مدى الفترة الممتدة من عام 2009 إلى عام 2011 ، و تبنى برنامجا طموحا ومبادرات عديدة منذ توليه منصب رئيس الحكومة تهدف إلى دفع عجلة التنمية والازدهار والنهوض بواقع الخدمات والتعليم والصحة والإعمار، ومن هذه المبادرات إطلاق برنامج لتوفير الزمالات لطلبة الإقليم للدراسة في الجامعات العالمية الرصينة، ودعم صندوق الإسكان، وإنشاء جامعات جديدة، ومنح القروض الصناعية، وزيادة رواتب ذوي الشهداء والمؤنفلين والتنظيم القانوني لعمل منظمات المجتمع المدني وغيرها.
وفي عام 2014 رشح مع الدكتور فؤاد معصوم من قبل حزبه لشغل منصب رئاسة الجمهورية العراقية ، إلا أنه استبعد في انتخاب أجرى بينهما من قبل أعضاء الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي ، ليكون الدكتور فؤاد معصوم هو المرشح الوحيد للكتلة والذي انتخب فيما بعد في مجلس النواب العراقي رئيسا للجمهورية ٠
تولى برهم العديد من المناصب ، حيث شغل منصب رئيس حكومة إقليم كردستان للفترة من عام 2001 وحتى منتصف عام 2004 ، وبعد سقوط نظام حزب البعث في العراق، تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004 ، و وزيرا للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005 ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في أول حكومة منتخبة عام 2006حيث تولى مهمة الملف الاقتصادي رئيسا للجنة الاقتصادية، و مستشارا هندسيا في إحدى الشركات الإستشارية في المملكة المتحدة.
وبعد أن قام برهم صالح بإنشاء الائتلاف من أجل الديمقراطية والعدالة وفوزه هذه الكتلة بمقعدين في الإنتخابات البرلمانية العراقية 2018، إلا أنه تم التصويت من قبل أعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني لأجل عودته إلى حزب وثم ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية ٠