مصطفى السيد: حرب الاستنزاف مرحلة افتتاحية لنصر أكتوبر.. والجندي المصري كلمة السر
قال
اللواء مصطفى كامل السيد، رئيس عمليات سلاح الصاعقة خلال حرب أكتوبر، إن هزيمة 1967 وحرب
الاستنزاف ثم حرب أكتوبر هي كتلة واحدة لا تتجزأ، مضيفا إن الهزيمة أدت إلى تنفيذ حرب
الاستزاف والتي كان لها أهداف محددة نابعة من رؤية استراتيجية للقائد السياسي
آنذاك الرئيس جمال عبد الناصر تقوم على جملة بسيطة يتفهمها الجميع وهي ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، ورسالة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
وأوضح في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الشعب المصري اعتقد اعتقادا راسخا أن هناك
حربا قادمة لاسترداد الأرض والكرامة المصرية، مضيفا إن تلك المرحلة كان أول
أهدافها استعادة الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، وإعادة تسليحها بـأسلحة مناسبة
لتواجه العدو، والتخطيط الاستراتيجي لإدارة عملية هجومية.
وأضاف
السيد إن حرب الاستنزاف أدت مهامها وكانت المرحلة الافتتاحية لحرب 1973، مؤكدا أن التخطيط
للحرب جاء متناسقا من حيث الإعداد لمسرح للحرب وإعادة توزيع القوات وإعادة أخذ
المرابط للمدفعيات والأسلحة الثقيلة ونشر الأسلحة الجوية في المطارات المختلفة،
وبعدها بدأ الخداع الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي.
وأشار إلى
أن الخداع على هذه المستويات نجح ولم يدركه العدو على الإطلاق، حتى أنه قبل
العملية بـ24 ساعة أرسل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الدكتور محمد حسن الزيات
وزير الخارجية آنذاك لواشنطن للقاء المسئولين لبحث الحل السلمي لاحتلال سيناء، كأحد
أدوات خطة خداعية منسقة على درجة كبيرة من الدقة والتطبيق التنفيذ.
وأكد أن الاختيار
الدقيق لتوقيت الاقتحام في الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا جاء لأسباب محددة، حيث
اعتادت الجيوش بدء الحرب إما مع أول ضوء أو مع آخر ضوء، لكن وسط النهار كانت خطوة غير معتادة، موضحا أن من بين أسباب اختيار ذلك التوقيت تمركز القوات الإسرائيلية في شرق
القناة والمصرية في الغرب فإذا بدأ الهجوم
أول النهار ستكون الشمس مواجهة للقوات المصرية فستكون نقاط واضحة للنيران
الإسرائيلية.
وأشار إلى
أن المقدم صلاح نحل المسئول عن تحديد التوقيتات استمر لسنة كاملة يدرس المدر
والجذر في قناة السويس على الطبيعة، لاختيار الوقت المناسب الذي تصل فيه المياه إلى سطح
الأرض لأن الفارق كان قد يصل لـ 6 أمتار ما يعيق عملية العبور، مؤكدا أن الضربة
الجوية خطط لها أن تقوم بمهامها في وسط الضوء وتعود ولا يستطيع العدو الإسرائيلي أن
يتابعها فكانت الفترة بين الثانية ظهرا ونهاية اليوم كافية لوصول الطيران وضرب
الأهداف الإستراتيجية.
وألمح
السيد إلى أن 90 ألف جندي نجحوا في عبور قناة السويس وهو النصف الأول للجيش
والجيوش الميدانية، أثناء ضرب المدفعية ، فكان 2226 مدفعا تضرب في آن واحد و228 طائرة تضرب الأهداف، مؤكدا أن هذا التنسيق جسد صورة من صور احترافية القتال للقوات
المصرية.
وعن دور
سلاح الصاعقة، أكد أن وحدات الصاعقة هي إحدى وسائل نجاح حرب 73، لتمكنها من العبور
واحتلال المواقع، مضيفا أن كل الأسلحة كانت تكمل بعضها ولولا الجندي المصري وشجاعته ما كان لأي سلاح أن يؤدي مهمته، فالجندي المصري نجح في تسلق الساتر الترابي الذ يبلغ ارتفاعه 22 مترا وهو يحمل أسلحته وذخيرته، كما أن الإيمان والعقيدة دفعت الجنود للنجاح في الحرب
فبعضهم خدم من سنة 1967 حتى 1973.
وتطرق السيد إلى
دور اللواء الراحل باقي زكي يوسف الذي رحل قبل شهرين والذي أنقذ القوات المصرية
كلها واقترح فتح الثغرات بضخ المياه بدلا من التفجير بالمفرقعات وغيرها لأنها
ستأخذ وقتا.
وأكد أن
نتائج حرب أكتوبر ليست عسكرية فقط إنما سياسية فكانت نقطة تحول في النظام الدولي
القائم آنذاك، كما بدأت بعدها عمليات تفكيك التضامن العربي بعد الموقف الذي قاده
الملك السعودي الراحل فيصل بمنع إمداد الغرب والولايات المتحدة بأي قطرة
نفط، ما جعل الغرب يفكر في إحداث تفكيك في الكيانات العربية فوقعت الأحداث لتدمير
سوريا وليبيا والعراق وغيرها.
وأكد
اللواء مصطفى السيد أن حرب 6 أكتوبر وثورة 30 يونيو أنقذا مصر وأفسدا هذه المخططات
من القوى الغربية والإقليمية.