رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الشهاوي يوضح سبب اختيار توقيت الهجوم في 6 أكتوبر.. ودور سلاح الحرب الكيميائية

5-10-2018 | 18:14


قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن حرب 6 أكتوبر 1973 حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وكان بها معجزة وهي المقاتل المصري صاحب عقيدة النصر أو الشهادة، وكانت هناك مصاعب كثيرة أمامه تم التغلب عليها بالتخطيط والدراسة والتدريب مثل المانع الحارق الذي خططته إسرائيل لإشعال القناة بالنابلم والمواد الحارقة لتيأس القوات المصرية من اقتحام القناة.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المانع تغلبت عليه القوات من خلال غلق فتحات دفع المواد الحارقة إلى قناة السويس في الليلة السابقة لحرب أكتوبر المجيدة، مضيفا إن الساتر التراب كان يرتفع لـ22 مترا ودرجة ميله على شاطئ القناة تقدر بـ80 درجة، وكان به ألغام تضعها إسرائيل عليه لإحباط محاولة التسلق تم التغلب عليه بواسطة 1500 مجموعة من سلالم الحبال.

وأضاف الشهاوي إن إسرائيل كان تخطط لإشعال نار تصل في ارتفاعها إلى 15 مترا في القناة بمساحة 300 متر، مؤكدا أن اختيار التوقيت ساعة الصفر في الثانية ظهر 6 أكتوبر تم بعبقرية لتزامنه مع شهر رمضان لما له من قيمة روحية لدى القوات المصرية واعتقاد إسرائيل أن هذا الشهر شهر كسل للمسلمين كما أن به ثلاثة أعياد إسرائيلية هي عيد الغفران وعيد المظلات وعيد التوراة التي يحرم العمل فيها، واختيار يوم السبت لأن يحرم به العمل أيضا ويوافق عيد الغفران.

وأكد أن حالة المد والجزر في هذا اليوم كانت في أقل مستوى ما سهل عملية اقتحام وعبور القناة بواسطة الزوارق المطاطية، مضيفا إن اختيار توقيت الثانية ظهرا كان للخداع لأن العمليات العسكرية تبدأ إما في أول ضوء أو آخر ضوء لكن القوات العسكرية نفذت في الثانية وخمس دقائق ظهرا حتى تكون الشمس في عيون طياري العدو ولا يستطيعون تمييز الأهداف بدقة وتكون خلف الطائرات المصرية التي نفذت الضربة الجوية.

وأشار إلى أنه بعد الضربة الجوية قامت المدفعية بإطلاق 121 ألف دانة في فترة التمهيد النيراني على مواقع العدو الإسرائيلي وخط بارليف لتدميرها واقتحمت القناة مجموعات استطاعت تسلق النقاط القوية وما إن انتصف ليل السادس من أكتوبر إلا وكان قد تم محاصرة كل النقاط القوية وسقوط نصفها.

وعن سلاح الحرب الكيميائية، قال الشهاوي ، كان له دور كبير في حرب أكتوبر المجيدة حيث كانت له مهمات وهي إعداد القوات المسلحة للعمل تحت ظروف استخدام العدو الإسرائيلي لأسلحة الدمار الشامل ولا بد من تدريب القوات على مجابهة استخدام تلك الأسلحة، مضيفا أنه عمل على إخفاء الكباري الحقيقية والخداعية باستخدام مولدات الدخان حتى ينخدع العدو عن الكوبري الحقيقي ليضرب بعيدا عنه لتسهيل عبور القوات المدرعة والمكيانيكية على الكباري التي تم إنشاؤها بعد 6 ساعات من الاقتحام.

وأضاف إنه ساهم أيضا في تعمية نقاط ملاحظات العدو ووسائل مقذوفاته المضادة للدبابات من خلال صواريخ الدخان حتى يسهل اقتحام تلك النقط، مؤكدا أنه حرب أكتوبر هي معركة الأسلحة المشتركة، حيث تعاونت كل أسلحة القوات المسلحة.

وقال إن أبرز المشاهد التي لا تنسى هي وقت علم القوات بتوقيت الهجوم وساعة الصفر وكذلك أثناء اقتحام قناة السويس وتسلق الساتر الترابي حيث كان الكل يصيح الله أكبر وهي الصيحة التي تلهب مشاعر الجنود والمقاتلين وخاصة أن الكل كان منتظرا تلك اللحظة وفي رمضان ولم يتم الإفطار إلا بعد ساعات من الإفطار.

وأكد الشهاوي أن أبرز عوامل نجاح الحرب هي الإيمان بالله والثقة بالنفس والروح المعنوية العالية وأن مصر تريد تحرير الأرض والعرض من العدوان الإسرائيلي، والتدريب الجيد والقيادة الحكيمة ورعاية الله للأبطال، وكلها أسباب ساهمت في هذا النصر الذي ما زال بعد 45 سنة يزخر بالعديد من الأسرار في الإعداد والتخطيط الاستراتيجي.