رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مؤتمر يدعو قادة أفريقيا لتحقيق التنمية ومكافحة الإرهاب بالتحول للاقتصاد الأخضر

5-10-2018 | 19:32


بدأت اليوم الجمعة فعاليات مؤتمر (إعادة وسم أفريقيا) في مدينة واجادوجو عاصمة جمهورية بوركينافاسو بحضور العديد من القادة والمسئولين من ممثلي دول القارة السمراء والبنك الإسلامي للتنمية، وهو المؤتمر الذي ركز على مواجهة تحديات القارة الأفريقية، ولا سيما تحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب من خلال التحول نحو (الاقتصاد الأخضر).

وجاء عنوان المؤتمر (إعادة وسم أفريقيا) بما يعني تطوير الاقتصاد الأفريقي ليصبح اقتصادا أخضر يحافظ على البيئة خصوصا في قضايا استغلال الطاقة المتجددة والنظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، وقد صنفت الأمم المتحدة الاستثمار في الطاقة المحافظة على البيئة في القارة السمراء باعتبارها إحدى دعائم تنمية الاقتصاد الأفريقي.

وفي دورته الخامسة، يعقد المؤتمر للمرة الأولى في أفريقيا بعد أن عقد في دوراته السابقة خارج القارة، حيث استضافته من قبل العاصمة البلجيكية بروكسل، كما كان اختيار مدينة واجادوجو عاصمة بوركينافاسو باعتبارها واحدة من دول منطقة غرب القارة الأفريقية التي بحاجة إلى دعم مجال التنمية المستدامة بالاعتماد على (الاقتصاد الأخضر).

وحضر المؤتمر عدد من القادة والشخصيات الأفريقية من بينهم روك مارك كريستيان كابوري رئيس بوركينافاسو الدولة المضيفة ونانا أكوفو آدو رئيس جمهورية غانا، وبريجي رافيني رئيس وزراء دولة النيجر والمهندس هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والتابعة للبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى قيادات الحكومة في بوركينا فاسو وعدد من الوزراء في مجال الاستثمار والطاقة من الدول الأفريقية.

كما شارك في افتتاح المؤتمر أكثر من خمسمائة شخصية من مختلف المؤسسات المعنية بالقارة الأفريقية، بالإضافة إلى تغطيات العديد من وسائل الإعلام الأفريقي المقروءة والمسموعة والمرئية والبث الحي في القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد روك مارك كريستيان كابوري رئيس بوركينا فاسو في كلمته الافتتاحية أن هذا المؤتمر يؤكد التزام بلاده وسائر المشاركين من قادة وممثلي الدول والمؤسسات العالمية والإقليمية بالعمل على مواجهة تحديات القارة الأفريقية.

ولفت إلى أن من بين هذه التحديات التغير المناخي ونقص المياه وتناقص مصادر صيد الأسماك وتآكل الغابات فضلا عن النفايات السامة، مشددا على ضرورة تحقيق وحماية الاقتصاد الأخضر واستحداث وظائف تتفق مع الحفاظ على البيئة من أجل التنمية المستدامة للمواطنين، مشيرا إلى أن هدف مكافحة التغير المناخي، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر يأتي ضمن أهم أهداف الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة في القارة.

من جانبه، أكد نانا أكوفو آدو رئيس جمهورية غانا أهمية التعليم والتدريب الفني للمواطنين وخصوصا في مجالات الاقتصاد الأخضر، مشيرا إلى أن على مسئولي القارة العناية بالبيئة في ظل ما تتعرض له الأراضي في أفريقيا من تهديدات بيئية.

وقال إنه رغم ضرورة الاهتمام بقطاعات التصنيع وسائر القطاعات في الاقتصاد، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يحدث بمنأى عن الحفاظ على البيئة.

وأشار إلى أن ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية ومواجهة ما تسعى لتنفيذه من عمليات في دول القارة عموما وفي منطقة الساحل والصحراء على الأخص، وأعرب عن تقديره للتضحيات التي تقدمها جمهورية بوركينافاسو بسبب الهجمات الإرهابية والتي تتعرض لها المنطقة بأكملها وأبدى تعاطفه معها بسبب الهجمات الأخيرة وما خلفته من ضحايا.

وقال إن القارة الأفريقية تواجه العديد من التحديات من بينها الفقر والبطالة والتغير المناخي والافتقار للمؤسسات المستقرة، ومن ثم يجب الاعتناء بالاقتصاد الأخضر في طريق تحقيق التنمية المستدامة والذي سيساهم في الكثير من الحلول لمشكلات القارة.

وبدوره، أبدى بريجي رافيني رئيس وزراء جمهورية النيجر تعاطفه مع دولة بوركينا فاسو في ضحايا الهجمات الإرهابية التي شهدتها بوركينا فاسو مؤخرا، مؤكدا تصميم دولة دولة النيجر على محاربة هذه الظاهرة.

ولفت إلى أهمية مواجهة التحديات الخاصة بانتقال القارة الأفريقية نحو الاقتصاد الأخضر والالتزام بالاتفاقيات الدولية في هذا الإطار مثل اتفاقية باريس وغيرها وما تتضمنها من التزامات.

وقال إن الاقتصاد الأخضر له آثاره الإيجابية على تنمية الموارد المحلية كما يقدم حلولا للكثير من التحديات التي تواجه دول القارة لتحقيق التنمية المستدامة مشيرا إلى أن بلاده تبنت استراتيجية للتحول نحو هذا الاقتصاد الذي يحافظ على البيئة.

ومن جانبه، أكد المهندس هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والتابعة للبنك الإسلامي للتنمية على الأولوية التي يوليها البنك لقضية التنمية المستدامة بما في ذلك في القارة الأفريقية التي تشهد حالة من التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

وأضاف أن الاقتصاد الأخضر يحقق النمو في الدخل، كما ينمي مصادر الطاقة وعوائدها، فضلا عن التنوع البيئي، كما أن تطوير السياسات البيئية يعطي فرصا للنمو الاقتصادي، وفي إطار سعي جميع الدول نحو الانتقال في اتجاه الاقتصاد الأخضر فإن هناك تجارب في هذا الاقتصاد شهدتها العديد من الدول مثل مصر وغانا والمغرب وغيرها.

ولفت المهندس هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة التابعة للبنك الإسلامي للتنمية إلى أن برنامج التحول نحو الاقتصاد الأخضر والذي تبنته تونس لمدة 10 سنوات بين 2005 و 2015، حقق الكثير من النتائج الإيجابية والتي انعكست كذلك على المشروعات المتوسطة والصغيرة فيها، وفي السنغال حقق استخدام الطاقة الشمسية الآلاف من الوظائف.

وأشار إلى أن البنك الإسلامي للتنمية يدعم هذا التوجه لمساعدة الدول الأعضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقا للاتفاقيات الدولية في هذا الإطار، كما يحرص البنك على دعم أفريقيا وبناء شراكات استراتيجية مع جميع دولها.

وقد شهد المؤتمر تكريم عدد من المؤسسات والشركات العاملة في بوركينا فاسو وبعض ممثلي دول أفريقية أخرى ممن أقاموا مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة في مجال الحفاظ على البيئة في القارة السمراء.

كما قام رئيس جمهورية بوركينا فاسو بتكريم المهندس هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة التابعة للبنك الإسلامي للتنمية بمنحه وساما جمهوريا شرفيا تقديرا لجهود البنك الإسلامي والمؤسسة من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومساندة الدول الأفريقية في مسيرتها نحو تطوير اقتصاداتها.