بعد 45 عاما على انتصار أكتوبر.. سيناء تشهد خطى التعمير ودحر الإرهاب.. وعسكريون: العملية الشاملة 2018 تشبه حرب 1973 وستنجح في تطهيرها.. والمشروعات الجديدة انطلاقة تنموية
اللواء
علي حفظي: تحرير سيناء استمر 22 عاما.. والمشروعات الجديدة انطلاقة تنموية
سمير فرج:
سيناء ماضية في طريق التنمية.. والتعمير أساس تأمين الأرض
»الشهاوي»: العملية الشاملة 2018 تشبه حرب أكتوبر.. والجيش سينجح في تطهير
سيناء
أكد خبراء
عسكريون أن سيناء مع مرور عام 2018 تسير في طريق التنمية والتعمير عبر مجموعة من
المشاريع التي تشهدها في كافة المجالات، موضحين أن العملية الشاملة سيناء 2018
تعمل على تطهير أرض سيناء من الإرهاب كما قامت حرب أكتوبر لتحريرها من الاحتلال
الإسرائيلي.
22 عاما
للتحرير
اللواء علي حفظي، محافظ شمال سيناء
الأسبق، وأحد أبطال حرب أكتوبر، قال إن سيناء قطعة غالية من أرض مصر وتمثل الدرع الذي
يقف أمام غزوات الطامعين، مضيفا أن نصر أكتوبر هو أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث لقنت
الجانب المعادي درسا لا يزال يعاني من آثاره حتى الآن.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه بعد انتصار أكتوبر 1973 تحولت النظرة الاستراتيجية لسيناء من كونها ساحة عسكرية
للحرب والدفاع إلى نظرة استراتيجية للاستفادة من خيراتها وتنميتها لصالح مصر وهذا لم
يكن ليحدث لولا النجاح في حرب أكتوبر، مؤكدا أن هذا الانتصار أجبر العدو الإسرائيلي
على التوجه للسلام بعد الخسائر التي تكبدوها.
وأشار حفظي إلى أن احتلال سيناء تم
في ستة أيام في نكسة 5 يونيو 1967 إلا أن عملية التحرير استمرت حتى 22 عاما حتى استرداد
آخر قطعة أرض وهي طابا في 1989، مضيفا أن هذه الفترة قسمت إلى 6 سنوات عسكرية حتى حرب
1973 وبعدها 9 سنوات سياسية حتى تحرير سيناء عام 1982 وبعدها 7 سنوات تحكيمية لإثبات
أحقية مصر في طابا وانتهت في 1989 باسترداد شبر من سيناء وهي طابا.
وأكد أن هذه الفترة هي خير دليل على
أن المصري لا يفرط في ذرة رمل من أرضه، مضيفا أنه بعد ذلك بدأ المشروع القومي لتنمية
سيناء في مشروع متكامل لكل الجوانب السياحية والزراعية والصناعية والتعدينية، وكان
له شقين الأول مسئولية الدولة حينها بتأسيس البنية التحتية والخدمات والثاني على رجال
الأعمال والمصريين بالاستثمار والعمل.
وأوضح الخبير العسكري أن هذا المشروع
حققت الدولة فيه نحو 80% مما كان مخططا خلال منتصف التسعينيات لكنه توقف وظل معطلا
حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأ في تنفيذ مشروعات تنمية سيناء، مؤكدا أن مشروع
قناة السويس الجديدة الذي افتتح عام 2015 هو تأكيد للتوجه الجديد للاستفادة من سيناء، مبينا أن سيناء الآن تشهد مشروعات تنموية
في كافة المجالات الزراعية والصناعية والثروة السمكية والتعدين وإنشاء المدن الجديدة
وشبكة طرق وكباري والأنفاق والكباري العائمة التي تربط سيناء بالوادي، وكل هذه المشروعات
بداية جديدة لانطلاقة تنموية نحو سيناء جديدة.
وتابع حفظي أن كل هذه المشروعات ستعمل
على رفع الكثافة السكانية في سيناء وبعد انتهاء العملية الشاملة سيناء 2018 ستكون سيناء
طاهرة وجاهزة للتنمية والتعمير، مضيفا أن القوات المسلحة مسئولة عن الحفاظ على أرض
مصر وعدم السماح لأي طرف أن يضع قدمه في سيناء أو أي قطعة في مصر، مؤكدا أنه قبل عام 1973 كانت سياسة الدول
الأعداء هي افتعال أزمة وتوجيه ضربة عسكرية ضد مصر كما حدث في عام 1956 و1967، لكن
بعد الانتصار في أكتوبر أدركوا أن تلك الاستراتيجية غير ناجحة ويتكبدوا خلالها خسائر
كبيرة فاتجهوا لاستراتيجية الهدم بالوكالة بإيجاد أطراف أخرى تحقق أهدافهم فأوجدوا
التنظيمات الإرهابية ومدوها بالتجهيزات والتمويل.
واختتم قائلا، إن مهمة العملية الشاملة
تتشابه مع مهمة حرب أكتوبر، لكن العدو مختلف، والقوات المسلحة مستمرة في العملية سيناء
2018 حتى تحقق أهدافها وتتطهر الأرض ويتحقق الأمن والاستقرار في سيناء وكل مصر.
معركة تطهير ضد الإرهاب
وقال
اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة
والأركان، إن روح انتصار
أكتوبر 1973 كانت متمثلة في الإرادة القوية والروح المعنوية العالية والقوة والصبر
والمثابرة، مضيفا أن هذه الروح ما زالت مستمرة لدى القوات المسلحة من خلال تنفيذ
العديد من الإنجازات التي تقوم بها كالقضاء على الإرهاب في العملية الشاملة 2018
وتنفيذ المشروعات القومية مثل مشروع قناة السويس الجديدة وإنشاء العديد من الطرق
والكباري والأنفاق لصالح الأمن القومي المصري.
وأوضح في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك تشابهًا بين حرب أكتوبر قبل 45 عاما
والعمليات العسكرية في سيناء التي انطلقت في فبراير الماضي منها أن الأرض واحدة
وهي سيناء، والجيش واحد وهو الجيش المصري، مضيفا: "استطعنا أن نحرر سيناء من
العدو الإسرائيلي في 1973 والآن يتم تطهيرها من الإرهابيين في العملية الشاملة
سيناء 2018".
وأكد
الشهاوي، أن الاختلاف بين عامي 1973 و2018 هو أن العدو في حرب أكتوبر كان معلوما
تنظيمه وأساليب قتاله، أما الآن فهي حرب الجيل الرابع أو حرب الأشباح أو العصابات
لكن القوات المسلحة كما استطاعت أن تحرر الأرض من الاحتلال الإسرائيلي الآن تطهر
سيناء من الإرهاب والإرهابيين وستنجح في مهمتها.
ماضية في طريق التنمية
فيما قال اللواء سمير فرج، مدير إدارة
الشئون المعنوية الأسبق، إن حرب أكتوبر عام 1973 كانت نقطة فاصلة في تاريخ الدولة الحديثة،
مضيفا أنه للمرة الأولى يضيع جزء من أرض مصر وذلك بالاحتلال الإسرائيلي لسيناء بعد
نكسة 1967، إلا أن القوات المسلحة والدولة المصرية نجحت في استعادة الأرض وتحريرها
من الاحتلال وإعادتها للسيادة المصرية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هذه الحرب تجسد فيها دور الشعب المصري ووقف مع الجيش والدولة وتحمل كل ما شهدته
تلك الفترة من صعوبات، مؤكدا أن القوات المسلحة المصرية استعادت قوتها وسمعتها بعد
انتصار أكتوبر وأصبحت في الترتيب العاشر على مستوى العالم.
وأكد فرج، أن سيناء بعد 45 عاما من الحرب
ماضية في طريق التنمية والتعمير لأنهما أساس تأمين الأرض حيث لا يمكن لجيوش العالم
أن تؤمن أرض صحراء، مضيفا أن التنمية والعمران خطط أساسية في التعامل مع سيناء في
2018، فهناك مشاريع الأنفاق لربط سيناء بوادي النيل ومشروعات المزارع السمكية في البردويل
ومصنع الأسمنت الجديد الجاري إنشاؤه والمدن الجديدة كبئر العبد الجديدة.
وأشار، إلى أن القوات المسلحة تخوض معركة
التطهير من الإرهاب في سيناء 2018، كما خاضت معركة التحرير ضد الاحتلال الإسرائيلي
في 1973، وبعد انتهاء العملية الشاملة 2018 ستصبح التنمية هي سمة أساسية لسيناء الجديدة.