ورأى الكاتب، في مقال نشرته مجلة (نيوستيتسمان) البريطانية، أن ترشيح ترامب لـ كافانو قد أثار أحد أكبر الخلافات في التاريخ الأمريكي.

ورصد وولف تردُّد صيحات "عار عليكم" في قاعة مجلس الشيوخ الذي صوّت عدد 50 مقابل 48 من أعضائه لصالح تعيين كافانو، لاسيما عند تصويت السيناتور الديمقراطي عن ولاية غرب فرجينيا، جو مانشن، الذي قوبل تصويته لصالح كافانو بصيحات منددة من جانب عدد من الناخبين الذين تمكنوا من دخول القاعة قائلين: "عار عليك يا جو مانشن، لن ننس ذلك".

ويواجه مانشن مهمة بالغة الصعوبة في إعادة انتخابه في ولاية غرب فرجينيا التي اكتسحها ترامب بفارق تخطّى 40 نقطة في الانتخابات الرئاسية 2016.

ورصد الكاتب صياح امرأة بين جموع المحتجين قائلة: "هذه لطخة في تاريخ أمريكا"؛ كما تجمّع نحو 50 أو 60 محتجا على عتبات الكونجرس وتم إلقاء القبض عليهم؛ أما ترامب فقد وصف المحتجين بأنهم "مدفوعو الأجر" في ترديد لنظرية المؤامرة الشائعة.

وتساءل الكاتب عن مردود تلك الخطوة من جانب مجلس الشيوخ بالمصادقة على تعيين كافانو كأحد قضاة المحكمة العليا؛ ورأى أن السؤال ذو شقين: الأول هو أن أثر كافانو على المحكمة سرعان ما سيظهر؛ ذلك أن المحكمة التي ظلت على مدى عقود ذات طابع تقدُّمي نظرا لأن أغلبية أعضائها التسعة تقدميون قد تغيرت الآن فبات التقدميون بها قلة أمام المحافظين.

ويتخوف البعض في ظل رجحان كفة المحافظين في المحكمة العليا، من الطعن على الحكم الشهير الذي أصدرته المحكمة بشأن قانونية الإجهاض، وسط ما يبدو جهودا حثيثة من جانب الدولة للتضييق على عمليات الإجهاض.
الشق الثاني من سؤال مردود تعيين كافانو، بحسب الكاتب، هو ما يعنيه ذلك على المشهد السياسي الأمريكي؛ وأكد وولف أن المعركة التي واكبت تعيين كافانو قد أثارت احتجاجات بين قواعد الديمقراطيين والجمهوريين على السواء.

وقال إن الأمر لا يتطلب الانتظار ريثما يأتي يوم الـ 6 من نوفمبر موعد الانتخابات لكي نرى الأثر الدقيق لتعيين كافانو في المحكمة العليا على المشهد السياسي الأمريكي، مؤكدًا أن الشروخ في المجتمع الأمريكي قد اتسعت بشكل دراماتيكي بعد هذا التعيين.