رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الرئاسة في أسبوع.. السيسي يلقي كلمة باحتفالية نصر أكتوبر 45.. ويلتقي الرئيس القبرصي وعدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة

12-10-2018 | 09:38


تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حيث ألقى كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، وعقد اجتماعا لمتابعة جهود الارتقاء بكفاءة منظومة الكهرباء، واستقبل السيدة ميلانيا ترامب قرينة الرئيس الأمريكي، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وقام بزيارة لجزيرة كريت اليونانية شارك خلالها في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في جولتها السادسة، وشهد الندوة التثقيفية التاسعة والعشرون للقوات المسلحة.


استهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بإلقاء كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، أكد خلالها أن يوم السادس من أكتوبر هو أحد الأيام التي بذلت فيها أمتنا المصرية والعربية جهداً يفوق الطاقة، وأثبت فيها جيشنا الوطني مقدرة تفوق ما توقعه الجميع، وقدم فيها شعبنا القوي الصامد عطاءً يفوق كل تصوّر، فكانت نتيجة الجهد والمقدرة والعطاء نصرا خالدا تتداول سيرته الشعوب، ويجتهد في تفسيره خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية.


وقال الرئيس إن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن - فقط - من أجل استرداد أرضنا، وإنما كان السلام أيضاً نصب أعيننا، فالشعوب العريقة ذات التجربة التاريخية الممتدة على مدار الزمن، تعرف معنى السلام وتسعى إليه، وتدرك جيداً أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وتوازن القوة، وهو ما أدركه شعب مصر العظيم، ونفذته قيادتها التاريخية متمثلة في الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذي نتوجه اليوم بتحية إلى روحه وإلى أرواح شهداء مصر الأبطال.


وأضاف الرئيس أن مصر أثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب، ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحدياً لا يقل عن تحدي القتال، وفي الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر تستطيع التنفيذ، وأن إرادتها في السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية.


وتابع الرئيس قائلا: إن تحديات الحياة لا تنتهي، وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها، وها نحن في مصر واجهنا تحدياً من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية، تحدي الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها، ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى وانتشار الإرهاب المسلح الغادر، وأننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 حتى 1973 ، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره، كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضاً هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية، آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل.


ووجه الرئيس - في ختام كلمته - التحية مجددا عرفاناً وامتناناً وتقديراً، لأرواح أبطال مصر شهداء جيشها العظيم الذين روت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس، فأثمر لنا سلاماً وأملاً في الحياة لملايين المصريين، كما وجه التحية من القلب لأبناء وأسر شهداء مصر في كل العصور، وفي الحرب على الإرهاب التي لا تقل خطرا، وقال إننا نقول لأسرهم إن مصر تتذكر بكل الخير بطولات أبنائها ولا تنسى تضحياتهم، وأن أبناء هذا الشعب الأصيل يوفون بعهد العمل والعطاء والتعمير لهذا الوطن العزيز، لننعم فيه والأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا بالحياة الكريمة الآمنة.


واستقبل الرئيس السيسي والسيدة قرينته بقصر الاتحادية ميلانيا ترامب قرينة الرئيس الأمريكي، ورحب الرئيس والسيدة قرينته رحبا بالسيدة ميلانيا ترامب بالقاهرة، حيث أعرب الرئيس عن حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين.


كما أشاد الرئيس بالتعاون الثنائي بين الدولتين، لا سيما الدور الذي تقوم به الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر لتمويل المشروعات في بعض المجالات خاصةً الصحة والتعليم والسياحة، وتقديم التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك دعماً لجهود مصر للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بهدف تحقيق نهضة تنموية شاملة ومستدامة.


وأعربت السيدة الأمريكية الأولى عن حرصها على العمل على تعزيز التعاون بين البلدين خاصةً في المجالات الاجتماعية، وذلك امتداداً للشراكة المثمرة بين مصر والولايات المتحدة.


وتطرق اللقاء إلى عدد من مجالات التعاون بين البلدين وكيفية تعظيم أوجه التنسيق بشأنها، حيث تم استعراض الجهود المصرية في تطوير عدد من القطاعات كالصحة والتعليم والسياحة، بالإضافة إلى تناول اهتمام الدولة بتعزيز دور المرأة في المجتمع وحماية حقوق الطفل والنهوض بالشباب.


هذا وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، وذلك في إطار المتابعة المستمرة للرئيس لجهود الارتقاء بكفاءة منظومة الكهرباء.


وأكد الرئيس السيسي اهتمام الدولة بقطاع الكهرباء في ضوء ما يمثله من أهمية قصوى في تلبية احتياجات مصر التنموية، موجها بمواصلة تطوير أداء الشبكة القومية عبر استكمال تنفيذ المشروعات الجديدة للطاقة الكهربائية ورفع كفاءة المشروعات القائمة، مع الالتزام بالبرنامج الزمني المحدد في هذا الصدد، بما يضمن استيعاب زيادة الاستهلاك وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين في كافة أنحاء البلاد، لاسيما محافظات الصعيد والمناطق النائية.


كما وجه الرئيس بالتوسع في المشروعات القومية لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن مراعاة أقصى درجات الدقة والكفاءة في إطار الاضطلاع بأعمال البنية التحتية في التجمعات السكنية الجديدة لضمان الإدارة الاقتصادية المثلى للطاقة الكهربائية في تلك المناطق.


وأطلع الرئيس السيسي - خلال الاجتماع - على تطورات أعمال إنشاء البنية التحتية الكهربائية بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم عرض الخبرات الدولية المختلفة التي شهدت تجارب مماثلة في هذا المجال، كما تطرق الاجتماع إلى مستجدات المشروعات المختلفة الجاري إنشاؤها في مختلف أنحاء الدولة لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.


واستقبل الرئيس السيسي، عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حيث أشاد بالدور الهام للوكالة في نشر ثقافة الطاقة المتجددة على مستوى العالم، ودعم جهود تحقيق الاستدامة في مجال الطاقة عن طريق تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للوصول إلى أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.


وشهد اللقاء التشاور حول عدد من موضوعات الطاقة، حيث أكد الرئيس السيسي الأهمية التي توليها مصر لتنفيذ مشروعات قومية ضخمة في مجال توليد ونقل وتوزيع الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة كمسار وطريق تنتهجه الدولة، خاصةً قطاع الطاقة الشمسية الذي يشهد تنفيذ مشروعات هي الأضخم في العالم، مشيرا إلى خطط الحكومة لبلوغ نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى 20% عام 2022، و42% عام 2035، وذلك سعياً نحو جعل مصر دولة مصدرة للطاقة المتجددة والتقليدية عن طريق مشروعات الربط الكهربائي الجاري تنفيذها مع بعض دول الجوار الإقليمي، والتي شارف بعضها على الانتهاء، كما نوه الرئيس باهتمامنا بالمحادثات الجارية مع الوكالة لوضع خريطة للطاقة الحرارية في مصر وكيفية الاستفادة منها.


وأعرب الرئيس عن حرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة، لاسيما في إطار تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام القادم 2019، خاصةً في ظل ما تتمتع به الكثير من الدول الأفريقية من العديد من مصادر الطاقة المتجددة غير المستغلة، ملقيا الضوء في هذا الصدد على الدور المصري تجاه صياغة وإطلاق المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة في مؤتمر باريس لتغير المناخ، وكذا المشاركة الفاعلة في تشكيل وصياغة وثائق المبادرة.


والتقى الرئيس السيسي مع رؤساء تحرير كبري الصحف الكويتية، وأجرى معهم حوارا تناول العلاقات الثنائية مع دولة الكويت الشقيقة، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وجهود مكافحة الفكر المتطرف، فضلا عن استعراض خطوات مسيرة التنمية في مصر.

وقام الرئيس السيسي بزيارة جزيرة كريت اليونانية، شارك خلالها في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في جولتها السادسة، وذلك في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في نوفمبر 2014.


وتهدف قمة كريت إلى البناء على ما تحقق خلال القمم الخمس السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها في إطار الآلية، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.


واستهل الرئيس السيسي الزيارة بعقد لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، لا سيما قطاعات السياحة والاستثمار والطاقة، حيث أعرب الجانبان في هذا الصدد عن حرصهما على تطوير مجالات جديدة لتحقيق طفرة نوعية في التعاون الثنائي بين الدولتين، وكذا سرعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما سواء في الإطار الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان.


وتناولت المباحثات بين الجانبين عدداً من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ومستجدات الأزمات القائمة في المنطقة، بالإضافة إلى مساعي إحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.


ثم التقى الرئيس السيسي مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، وتم بحث سبل تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، والتعاون القائم بينهما في شتى المجالات، خاصةً في مجال الطاقة، كما شدد الرئيسان على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها في إطار آلية التعاون الثلاثي، وتطرق اللقاء إلى آخر التطورات على الصعيد الإقليمي وجهود التوصل لتسوية سياسية للأزمات التي تعاني منها بعض دول المنطقة.


وبدأت فعاليات القمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين الرئيس السيسي، بجلسة مباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث، حيث أشاد السيسي بدورية اجتماعات آلية التعاون الثلاثي بما تعكسه من عمق العلاقات بين الدول الثلاث وحرصها على مواصلة ترسيخ أطر التعاون القائمة وتعزيزها لتضم المزيد من المجالات الإضافية، وفي ذلك الإطار اتفق زعماء مصر وقبرص واليونان على إنشاء سكرتارية تنفيذية للآلية مقرها قبرص، بهدف التنسيق ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها.


كما توافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، يكون مقره القاهرة، ويضم الدول المنتجة والمستوردة للغاز ودول العبور بشرق المتوسط، بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعي بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة، ويسرّع من عملية الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية من الغاز بتلك الدول.


وتناولت المباحثات الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون الثلاثي التي تم الاتفاق عليها في مختلف المجالات، واستكشاف الفرص المتوفرة لتعزيز التنسيق المشترك في شتى القطاعات بين الدول الثلاث، بما يساعد على دعم النهج القائم نحو تعزيز التقارب بين شعوب مصر وقبرص واليونان.

وفي هذا الإطار أشاد الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني بالتقدم المحرز على الصعيد الاقتصادي في مصر وتحسن المؤشرات الاقتصادية على نحو ملحوظ، مؤكدين تطلع بلديهما لمزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر، خاصة في ضوء المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر لاسيما العاصمة الإدارية الجديدة ومحور تنمية قناة السويس.


وأكدت الدول الثلاث التزامها بمحددات الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لاسيما أمن ممرات الطاقة بها، وتعزيز ركائز التعاون بينهم في هذا الصدد، وذلك تلبيةً لتطلعات شعوبها نحو تحقيق الاستقرار وصون السلم والأمن، بالإضافة إلى تعظيم جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وإيلاء المزيد من الاهتمام للتعامل مع الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى تدفقات الهجرة غير الشرعية، وفي هذا الإطار، أكد الرئيس أن سياسة مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية هي سياسة وطنية خالصة نابعة من المبادئ الراسخة التي تتبناها مصر، منوهاً إلى أن مصر اتخذت خلال العامين الماضيين إجراءات شاملة شهد العالم بكفاءتها ونجاحها الكبير وأدت إلى إيقاف الهجرة غير الشرعية من الأراضي المصرية.


وعقب انتهاء أعمال القمة، شهد الزعماء التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين الدول الثلاث في مجالات الاستثمار، والتعاون الجمركي، والتعليم، والمشروعات الصغيرة، فضلاً عن التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التأمينات الاجتماعية بين مصر واليونان.


واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة، وأكد الرئيس في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن مصر لم تفقد الإرادة بعد حرب 1967، وأن النصر الذي تحقق في حرب أكتوبر 1973 كان معجزة بكل المقاييس، في ظل مقارنة قوة لم تكن في صالحنا وقتذاك، وأوضح أنه لم يكن ممكنا أبدا أن نسترد الأرض من العدو إلا بعد أن أذقناه الثمن الحقيقي للحرب، وأن الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في الحرب وأسرهم والذين كانوا يعدون بالآلاف كانوا السبب في إجبارهم على تسليم الأرض، وعلى القرار الاستراتيجي بإبرام السلام مع مصر، ومنذ ذلك الحين لم تتكرر خسائر الحرب مرة أخرى.


وقال الرئيس إن مصر تخوض في المرحلة الحالية حربا لا تقل عن معركة 73، إلا أن الفارق كبير حيث أن العدو في الأولى كان معروفا وواضحا، ونحن نواجه في المعركة الحالية عدوا جبانا تم تكوينه عن طريق زرع أفكار مغلوطة عن الدين، وأصبح العدو الآن يعيش بيننا، وطالب قادة الفكر بصياغة الصورة الحقيقة داخل عقول الكتلة الصلبة من المصريين، وتحصينها من الشائعات المغرضة.

ثم قام الرئيس بتكريم قيادات وأبطال حرب أكتوبر، وكذلك أبطال مكافحة الإرهاب.