حذر برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، من استمرار الوضع في اليمن على التدهور الحالي خاصة في ظل القتال المكثف المستمر في الحديدة وحولها، وانخفاض سعر العملة اليمنية، وارتفاع أسعار الأغذية، وعدم دفع مرتبات عدد كبير من اليمنيين، الأمر الذي قد يؤدى إلى ارتفاع عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد هناك بحوالي 3.5 مليون شخص.
وقال هيرفيه فيرهوزل المتحدث باسم البرنامج - في مؤتمر صحفي اليوم /الثلاثاء/ - إنه بين عامي 2017 و2018 ارتفع عدد الجوعى في اليمن بنسبة 25%، واضطر برنامج الغذاء العالمي إلى زيادة مساعداته الغذائية، مشددا على أنه لا يمكن للشعب اليمني تحمل أي صدمات إضافية، وأنه بدون حل سلمي للنزاع هناك فإن المنظمة الدولية تخشى من أن مستويات الجوع في البلاد ستستمر في الارتفاع.
وأضاف المتحدث أن برنامج الغذاء العالمي لديه حاليا ما يكفي من الحبوب في البلاد لمساعدة 6.4 مليون من الجوعى في اليمن لمدة شهرين ونصف، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية لديها عدة سفن من الشحنات الغذائية في طريقها إلى اليمن ومن ثم تتجه إلى مختلف الموانيء في جميع أنحاء البلاد، وأن المنظمة بدأت في استخدام ميناء (صلالة) في سلطنة عمان المجاورة كطريق تكميلي.
ولفت إلى أنه بسبب الوضع الأمني المتقلب للغاية في مدينة الحديدة فإن برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع الوصول إلى مخزونه من القمح البالغ 51 ألف طن في منشأة مطاحن البحر الأحمر، وهو ما يكفي لإطعام حوالي 3.7 مليون شخص من الجياع في شمال ووسط اليمن لمدة شهر، مؤكدا أن المنظمة الدولية تبذل كل ما في وسعها لضمان الوصول إلى مخزونات القمح.
وأشار فيرهوزول إلى أن اليمن يواجه حاليا أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث لا يعرف نحو 18 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد من أين تأتي وجبتهم القادمة، في حين يعتبر أكثر من 8 ملايين منهم على شفا المجاعة، محذرا من أن الملايين من اليمنيين الذين يكافحون حاليا لتغطية نفقاتهم سيعانون بشكل متزايد من الجوع والمرض.