رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ملجأ كاثوليكي أيرلندي يكشف خفايا الماضي

25-3-2017 | 14:25


وكالات:

لم تفاجأ كاثرين كورليس عندما وصلتها أنباء العثور على "بقايا أطفال" تحت أرض كان يعتليها ملجأ تديره راهبات كاثوليك، غربي ايرلندا.
وقالت كورليس، التي أدى بحثها إلى إعلان الاكتشاف الاسبوع الماضي"كنت مندهشة بسبب كشف المستور". لكن لا يزال الطريق طويلا بين ما قالته كورليس في دراستها عام 2014 بأن 796 طفلا رضيعا دفنوا في أرض الملجأ إلى حصول أيرلندا على إجابات وتحقيق العدالة.
واتهمت الملاجئ الكاثوليكية أكثر من مرة بممارسة انتهاكات ضد النساء غير المتزوجات وأطفالهن، وتراوحت القصص بين العمل القسري إلى التعذيب وسوء المعاملة.
يقول البعض إن كل ذلك كان بسبب الشعور بأن الضحايا لا يستحقون العيش بسبب خطاياهم. ويرى آخرون أن الراهبات كن يقمن بذلك بدافع الحصول على المال.
ويقول بيتر مولريان إنه عاش في الملجأ، الواقع في بلدة توام بمقاطعة جالواي، عندما كان طفلا صغيرا وأنه يعرف ما حدث هناك.
ويقول مولريان لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) إن "أختي توفيت وهي تبلغ من العمر تسعة أشهر. والراهبات قلن إنه لا يوجد أطفال مدفونون هنا، وأن كل هذا من محض خيالي، لكنني أريد أن أعرف الآن أين هي، سواء كانت في تلك الحفرة" أم لا.
وعلى ما يبدو لم يكن هناك أي دليل على وجود محاولة للتستر على حالات الوفاة في الملجأ الذي كانت تديره راهبات بون سيكورز في الفترة ما بين عامي 1925 و .1961
وتم تسجيل جميع حالات الوفاة في شهادات. وتم العثور على الهياكل العظمية للأطفال لأول مرة في موقع الملجأ السابق أواخر سبعينيات القرن الماضي.
وكانت هذه الشهادات وغيرها من الوثائق، التي جمعتها كورليس في الفترة بين عامي 2011 و 2013، تشير إلى أن الوفيات ناجمة عن أمراض مثل الحصبة والالتهاب الرئوي والسل، ما أثار حفيظة كورليس وجعلها تتساءل ماذا حدث لبقايا هؤلاء الأطفال.
وقادتها أبحاثها إلى الاعتقاد أنهم جميعا دفنوا تحت الأرض في غرف مجاورة لبالوعة حيث كان يقع الملجأ السابق. وعلى الرغم من إعلان لجنة التحقيق، فإنها لم تتأكد بعد من عدد الوفيات.
وتقول كورليس إن ما حدث كان أفضل مما كان يمكننا تخيله"، حيث كانت تتوقع أن يكون هناك "المزيد من التستر والتعتيم" من قبل الدولة.
وتنظر الحكومة في الطريقة التي تم التعامل بها مع الأشخاص في 18 مؤسسة. على الرغم من أنه معروف منذ فترة طويلة أن الناس تعرضوا لسوء المعاملة في الملاجئ، إلا أن نتائج ابحاث مثل كورليس لا تزال لديها القدرة على صدمة المواطنين.
وعندما ظهرت نتائج دراسة كورليس المروعة عام 2014، دفعت العاصفة التي أثارتها وسائل الاعلام الحكومة إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الملاجئ التي تديرها جماعات دينية وتدعمها الدولة.
وتقول كورليس "هذه ليست سوى البداية فقط. واللجنة يجب الآن أن تقول لنا لمن تعود هذه البقايا البشرية وما هي حالتهم، إن الناجين وأقاربهم بحاجة إلى المعرفة".
ويقول مولريان، البالغ من العمر الآن 73 عاما، إن الحصول على الأجوبة شيء أساسي، ليس بسبب الطريقة التي كان يتم معاملة الأشخاص بها فحسب، ولكن بسبب العلامات التي خلفتها أساليب التعامل على أجسام الناجين.
ويتابع مولريان "كنت في الملجأ حتى كان عمري أربعة أعوام ونصف العام، حتى عام .1949 لقد كاد أن يحطمني ".
ويضيف مولريان "لم يكن هناك أحد يأتي أو يخرج أبدا. لم تكن هناك أي عناية بنا على الاطلاق. ولم يظهر أي شخص أي احترام لنا".
ولم تتحسن الأمور بالنسبة لمولريان بعد مغادرته للملجأ. حيث تبنته أرملة كان لها ابن كبير، أساء معاملته على نحو سيء للغاية.
ويقول مولريان "اضطررت للعمل طوال الوقت. ولم يكن من المسموح تكوين صداقات، وكنت أعاقب عن طريق إجباري على وضع نبات القراص تحت ملابسي. وابنها وضعني في كيس وهدد بإلقائي من فوق منحدر صخري. كل هذا حدث لي عندما كنت طفلا صغيرا".
وعملت جوليا ديفاني، متوفية الأن، في حديقة الملجأ. وقالت، في شهادة على شريط مسجل، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إنها ساعدت في وضع جثث الأطفال في غرف تحت الأرض.
وتقول ديفاني "إن الراهبات لم ينفقن أي أموال على إطعام الأطفال أو توفير الرعاية الطبية لهم. وكان الشيء نفسه يتبع مع عمليات الدفن. هذا بصرف النظر عن التستر على الأعداد الهائلة للوفيات عن طريق التخلص من الجثث، لم يردن انفاق المال على دفنهم بطريقة صحيحة".