رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ثمار زيارة السيسي الناجحة لروسيا محور اهتمام رؤساء تحرير الصحف القومية

18-10-2018 | 09:35


ألقى رؤساء تحرير الصحف القومية الضوء، في مقالاتهم ورسالاتهم من العاصمة الروسية موسكو اليوم الخميس، على ثمار زيارة الرئيس السيسي الناجحة إلى روسيا التي اختتمت أمس، وتوقيعه اتفاق الشراكة الشاملة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

فمن جانبه، قال علاء ثابت رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" تحت عنوان "قمة الإنجاز بين السيسي وبوتين" إن هناك فصلا جديدا في العلاقات بين مصر وروسيا دشنته «قمة سوتشى» أمس، التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في تتويج للقاء التاسع بين الزعيمين.

وأوضح ثابت أن الرئيس السيسي يعد الأكثر لقاء بنظيره الروسي في تاريخ علاقات الدولتين منذ عام ١٩٤٣، مشيرا إلى أن القمة شكلت رافعة قوية لتعزيز الروابط القائمة بين القاهرة وموسكو، لاسيما توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية، التي تعد إنجازا بحد ذاته، بالنظر إلى محاورها التي تشمل أطيافا واسعة: سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا، وعكست القمة اتساع مساحات التوافق في الرؤى تجاه القضايا المشتعلة إقليميا ودوليا.

وقال: "إن من أبرز ثمار قمة سوتشي الشراكة الاستراتيجية الموقعة أمس، عنوان لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين الدولتين والشعبين الصديقين، حيث تتسق الخطى وتتوافق الأهداف وتلتقي المصالح، على قاعدة الاحترام المتبادل".

وأضاف رئيس تحرير الأهرام: "كان لافتا إشارة الرئيس السيسي إلى أن البلدين ينتقلان من مرحلة التبادل التجاري إلى التصنيع المشترك، ونقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا بمصر، ضاربا المثل بمشروع الضبعة النووي المقرر توقيع اتفاقيته النهائية نهاية العام، لاسيما مع اكتمال أعماله التمهيدية، وكذلك المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، وهو ما يمكن اعتباره طفرة حقيقية فى حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر، ويبرز الثقة الدولية بنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، لاسيما أن تلك المنطقة الصناعية تجذب 7 مليارات دولار استثمارات وتخلق 35 ألف فرصة عمل، بحسب تصريح بوتين، وإشادته بارتفاع التبادل التجاري بين الجانبين العام الماضي 22%، وتجاوزه 6.7 مليار دولار".

ولفت الكاتب، إلى أن قمة "سوتشي" تزف بشرى للشعب المصري، بتوقيع اتفاقية بقيمة مليار يورو، لشراء 1300 عربة قطار لمصر، مما يفتح الباب واسعا، لإنهاء مشكلات السكك الحديدية في بلادنا، ومعها معاناة المواطنين المتكررة مع الحوادث وتردي الخدمة.

وعن ثمار تلك القمة أيضًا، قال الكاتب: "شد انتباهي تصريح الرئيس الروسي بأنه ناقش مع الرئيس السيسي المسائل المتعلقة باستئناف الرحلات السياحية إلى الغردقة وشرم الشيخ، وقوله إن أصدقاءنا في مصر يبذلون كل ما بوسعهم من أجل ضمان الأمن، وتشديده على أن روسيا تسعى لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة في وقت قريب، وهو قرار أعتقد أن الظروف قد اختمرت لتنفيذه، وأن هذا ربما يكون أقرب مما نتوقع".

ورأى ثابت، أن التوافق المصري- الروسي على ضرورة اجتثاث الإرهاب، يعد أحد الركائز الأساسية لصلابة التفاهم بين الدولتين، في إطار استراتيجية منسقة لتبادل المعلومات حول الإرهابيين وتعقبهم وداعميهم وخرائط انتشارهم، لمنعهم من تمزيق الأوطان وقتل المواطنين.

وعن تقارب الرؤى بين الجانبين المصري والروسي، قال رئيس تحرير "الأهرام"، إنه "يمكن لأي متابع أن يرصد بيسر ملامح التوافق، ففي الشأن الفلسطينى، تتطابق وجهات النظر بين الدولتين على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس، وليس خافيا أن سوريا تعد ملمحا بارزا فى مسيرة التفاهم المصري الروسي، من خلال صيانة وحدة سوريا والوصول إلى تسوية سياسية تضع حدا لنزيف الدماء وتستأصل الإرهاب من الأراضي السورية".

وفي نفس السياق ، قال خالد ميري رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" في عموده "نبض السطور": "إذا كانت مصر وروسيا تحتفلان بمرور 75 عاما على انطلاق العلاقات الدبلوماسية فالمؤكد أن هناك طفرة غير مسبوقة في التعاون خلال السنوات الخمس الأخيرة، والمؤكد أن الصداقة القوية والاحترام الكبير اللذين يجمعان الزعيمين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين يقفان وراء هذا التقدم ويدفعان العلاقات إلى الأمام بكل قوة وفي كل الاتجاهات".

وأضاف الكاتب، أن العلاقات المصرية الروسية لخصها بوتين في عدة كلمات خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع السيسي، علاقات تقوم على الصداقة الممتدة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، مشيرا إلى أنها علاقات تتوج التقدم غير المسبوق فيها بتوقيع زعيمي البلدين الصديقين أمس على اتفاق للشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي.

وأكد ميري، أنه على المستويين الإقليمي والدولي كان التفاهم كاملا بين الزعيمين في ملفات سوريا وليبيا، لافتا إلى أن وجهات النظر متفقة حول القضية الفلسطينية وأن حلها لن يكون إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك كان التفاهم كبيرا في مواجهة خطر الإرهاب وتعزيز تبادل المعلومات بين البلدين في هذا الملف الهام لمنع انتقال الإرهابيين بين الدول المختلفة.

 

وفي مقاله "طاب صباحكم"، أكد عبدالرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة الجمهورية" تحت عنوان "مصر - روسيا.. صداقة وشراكة"، على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الرسمية لروسيا التي انتهت أمس جاءت علي قدر العلاقات التاريخية للبلدين، التي بلغت 75 عاماً، وأيضاً علي قدر ما يجمع الرئيس السيسي بعلاقة صداقة وود واحترام متبادل انعكست على مستوي علاقات البلدين، وتحقيق مصالحهما المشتركة، وتحقيق مصالح الشعبين.

ورصد "توفيق" العديد من النتائج والأمور غير المسبوقة التي تم تحقيقها خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا والتي جاءت على قدر قوة العلاقات بين البلدين والتي وصلت إلى حد الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، فقال الكاتب:

أولا: الرئيس السيسي أول رئيس مصري يقوم بزيارة لروسيا تتضمن مدينتين، وهو ما شهدته هذه الزيارة،  حيث تضمنت موسكو وسوتشي.

ثانيا: السيسي هو أول رئيس أجنبي يتحدث في المجلس الفيدرالي الروسي وأول رئيس عربي يزور المجلس وهو ما يعني قدر مصر والاحترام والتقدير الذي يحظي به الرئيس السيسي.

ثالثا: استقبال مديفيديف رئيس الوزراء الروسي للرئيس السيسي في منزله خارج موسكو هو دلالة على المكانة التي يحظي بها الرئيس السيسي والعلاقة القوية التي تجمعه بكبار المسؤولين الروس، واهتمام المواطن الروسي بزيارة الرئيس السيسي أيضاً، والحرص على الخروج لمشاهدة الموكب وتصويره والنداء علي الرئيس السيسي.

رابعا: العلاقة القوية والودية التي تجمع بين الزعيمين السيسي وبوتين. جسدتها حفاوة واستقبال بوتين للسيسي في سوتشي، وتناولهما العشاء منفردين كصديقين واصطحاب بوتين للسيسي في جولة بالمدينة.

خامسا: أن روسيا صديق وفي يعتمد عليه ويتجلى ذلك في أوقات الشدائد والمحن، سواء في الحروب التي خاضتها مصر وآخرها نصر أكتوبر 1973.

سادسا: مصر وروسيا لديهما إرادة سياسية مشتركة لتطوير علاقتهما التاريخية إلي شراكة استراتيجية شاملة تتضمن جميع المجالات.

سابعاً: هناك مشروعات مهمة للغاية تنفذها روسيا في مصر وأهمها محطة الضبعة النووية، أما المشروع الثاني فهو المنطقة الصناعية الروسية التي ستقام بشرق بورسعيد في المنطقة الاقتصادية بمحور تنمية قناة السويس على مساحة 5 كيلومترات مربعة وباستثمارات 7 مليارات دولار وتوفر 35 ألف فرصة عمل.

ثامناً: ما يجمع بين الرئيسين السيسي وبوتين من ود وصداقة واحترام وتشابه كبير فيما قدماه للوطن، وأيضاً التحديات التي تواجه مصر وروسيا وأخطرها الإرهاب الأسود وهناك رغبة قوية للتعاون في هذا الملف.

تاسعاً: الرئيس السيسي قدم العزاء للشعب والرئيس الروسي مترحماً على أرواح من سقط ومتمنياً الشفاء لمن أصيب ومؤكداً أهمية مواجهة هذا الإرهاب الأسود.

عاشراً: هناك مواقف متشابهة في العديد من الملفات والقضايا الدولية والإقليمية خاصة الأزمات في سوريا وليبيا واليمن وأيضاً ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية طبقاً للمرجعيات والقوانين الدولية.

الحادي عشر: يظل ملف السياحة الروسية والطيران الروسي رغم عودة الطيران إلي مطار القاهرة والطيران العارض إلا أن القضية أنه يظل أحد أهم الموضوعات التي ناقشتها قمة الرئيسين وقد وجه الرئيس بوتين وأعطى توجيهاته للمسئولين بتسريع وتيرة الإجراء لعودة الطيران الروسي إلي المطارات المصرية. وهو ما يعني أن الزيارة حققت نتائج كبيرة ومهمة علي كافة الأصعدة ومنها ملف عودة الطيران الروسي.

الثاني عشر: في اعتقادي أن زيارة الرئيس السيسي حققت نجاحات كبيرة ونتائج كثيرة وأضافت أبعاداً ومجالات جديدة لعلاقات البلدين التي أصبحت تشهد زخماً كبيراً وسيكون هناك تعاون في التجارة والصناعة والطاقة والاستثمار والمعلومات والأمن والعلاقات العسكرية والثقافة فعام 2020 سيكون عاماً ثقافياً للبلدين.

الثالث عشر: هناك إدراك حقيقي من الجانبين المصري والروسي أن التعاون يجب أن يليق ويكون علي مستوي قوة وتاريخ العلاقات بين البلدين. وأكدت قمة السيسي بوتين علي هذا المعني.

الرابع عشر: البيان المشترك للزعيمين السيسي وبوتين. أكد أهمية علاقات البلدين واستعراض مجالات التعاون وما سيشهده المستقبل القريب لتطوير هذه العلاقات التاريخية التي بلغت 75 عاماً.

الخامس عشر: النجاح الكبير للسياسة الخارجية هو نتاج عمل مصري مشرف فالمتدبر للعلاقات المصرية قبل 2011 وما بعدها وبعد 2013 مباشرة ربما لا يصدق ما تحقق فمصر استعادت مكانتها وتأثيرها ودوريها الإقليمي والدولي وتربطها علاقات قوية بكبار دول العالم ونجح السيسي في توظيف علاقاته القوية مع زعماء العالم في تسويق الفرص المصرية الواعدة.