نشاط السيسي في أسبوع.. استعراض جهود الحكومة في تطوير منظومة الرعاية الصحية.. ومتابعة نشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي المعتدل.. وبحث التعاون المشترك والقضايا الإقليمية مع «بوتين» في روسيا
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعين لاستعراض جهود الحكومة في تطوير منظومة الرعاية الصحية، ومتابعة خطوات تنفيذ استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العامين القادمين، كما قام بزيارة لروسيا استهدفت انطلاق التعاون بين مصر روسيا في جميع المجالات إلى آفاق جديدة.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والمستشار هشام بدوي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وشريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية.
وتناول الاجتماع استعراض جهود الحكومة في تطوير منظومة الرعاية الصحية على مستوى الجمهورية والاستعدادات الجارية لإطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، فضلا عن آخر مستجدات مبادرة الرئيس للمسح الشامل لفيروس "سي" والأمراض غير السارية، ومبادرة الانتهاء من قوائم انتظار مرضى التدخلات الجراحية العاجلة.
ووجه الرئيس السيسي باستمرار جهود تطوير منظومة الرعاية الصحية والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين تمهيداً لإطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، في ظل الأثر المباشر لقطاع الصحة على الحياة اليومية للمواطنين، وحرص الدولة على الاستثمار في العنصر البشرى، مع مراعاة تقييم ومراجعة ما يتم اتخاذه من إجراءات لضمان كفاءة عمل المنظومة، حيث أكد الرئيس ما سيمثله المشروع القومي للتأمين الصحي من نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ القطاع الصحي وأولى خطوات الإصلاح الفعلي لمنظومة الرعاية الصحية في مصر.
كما وجه الرئيس بضرورة استمرار التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة لمتابعة تنفيذ المبادرة القومية للمسح الشامل لفيروس "سي" والأمراض غير السارية، بما يساهم في القضاء على هذا المرض بين المواطنين، فضلاً عن الاستفادة من نتائج هذا المسح في إطار خطط الدولة للتصدي للمخاطر التي قد تهدد صحة الإنسان المصري، ودراسة سبل التعامل معها.
ووجه الرئيس أيضا بالاستمرار في تنفيذ مبادرة الانتهاء من قوائم انتظار مرضى التدخلات الجراحية العاجلة، بما يساهم في رفع الأعباء عن كاهل المواطنين خاصة الفئات الأكثر احتياجاً.
واستقبل الرئيس السيسي الرئيس التنفيذي لشركة "بيدريني" الإيطالية للرخام والجرانيت، وتم خلال اللقاء الاتفاق على إنشاء مدينة للرخام بمنطقة الجلالة، تتضمن سبعة مصانع لإنتاج الرخام، ومصنع لإنتاج الجرانيت، وكذا مصنع لمستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى معهد تدريب مهني على حرف صناعة الرخام، وذلك في سياق المشروعات القومية الكبرى التي تشهدها مصر خلال الفترة الأخيرة.
واستقبل الرئيس السيسي رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان الروسية، حيث أكد اهتمام مصر بتعزيز أواصر التعاون الممتد مع روسيا، لاسيما في ضوء التطور الذي تشهده العلاقات المصرية الروسية في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات بصفةٍ عامة، ومعرباً عن تطلعه إلى أن يمتد هذا الزخم ليشمل جمهورية تتارستان بما لها من وضع متميز داخل روسيا الاتحادية.
وشهد اللقاء التباحث حول عدد من موضوعات التعاون الثنائي، وأهمها سبل زيادة التبادل التجاري بين الجانبين، حيث أكد الرئيس السيسي انفتاح مصر على تعزيز حجم الاستثمار التتري المُباشر في مصر، أخذاً في الاعتبار تنوع السوق المصري واتساع حجمه، وانخفاض تكلفة العمالة، والآفاق التي يمكن أن تتيحها المشروعات التنموية الكبرى في مصر للشركات التترية، وكذا فرص الاستثمار القائمة في عدد من المجالات الاقتصادية المصرية الواعدة، فضلاً عن اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع العديد من الدول الأفريقية والعربية والاتحاد الأوروبي، والتي ستسمح لهذه الصناعات بالتمتع بوضع تفضيلي يتيح لها سلاسة النفاذ إلى تلك الأسواق الكبيرة، كما تطرق إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد كمظلة ملائمة يمكن للجانب التتري استغلالها في هذا الصدد.
كما استعرض الرئيس جهود مصر الحثيثة خلال السنوات الماضية في نشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي المعتدل، وذلك في إطار مكافحة الفكر المتطرف، وهي الجهود التي تعد نموذجا يحتذى به للتعايش وقبول الآخر وتحقيق مفهوم المواطنة بكافة معانيها الشاملة، مؤكدا على استعداد مصر لنقل تجربتها في هذا الصدد إلى الجانب التتري من خلال مؤسسة الأزهر الشريف.
وتضمن اللقاء التشاور حول سبل تعزيز وزيادة أعداد السياح الوافدين من إقليم تتارستان إلى مصر، خاصةً في ضوء عودة حركة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو.
وقام الرئيس السيسي بزيارة لجمهورية روسيا الاتحادية استهلها باستقبال تيجران ساركسيان رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي، الذي يضم في عضويته دول روسيا، وكازاخستان، وقيرجستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا.
وأشار الرئيس في بداية اللقاء إلى أهمية العلاقات التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي على المستوى السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي، معربا عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، في ظل التوجه الاستراتيجي لدى مصر لتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوراسي بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين.
كما أشاد الرئيس بمستوى التعاون بين مصر والاتحاد الأوراسي في ضوء قرب انعقاد الجولة الأولى للمفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق تجارة حرة، بما يُساهم في زيادة ومضاعفة معدلات التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة، وبما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين، خاصة في ضوء تطوير البنية التحتية في مصر، لاسيما في مجالات الغاز والكهرباء والطاقة والموانئ وشبكة الطرق الحديثة، بالإضافة إلى ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذي من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
ثم زار الرئيس السيسي مجلس الفيدرالية الروسي، وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسي، وأجرى مباحثات مع السيدة فالنتينا ماتفيينكا رئيسة المجلس وقيادات المجلس، وألقى كلمة أمام قياداته ونوابه، معرباً عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتنمية وتطوير علاقات الصداقة بين مصر وروسيا، لاسيما في بعدها البرلماني.
وأشاد الرئيس بالعلاقات المصرية الروسية وما شهدته من تطور خلال السنوات الخمس الأخيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك التنسيق والتشاور السياسي المتبادل بين البلدين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، معرباً عن حرص مصر على دفع وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين على كافة المستويات بما فيها التعاون على المستوى البرلماني.
ثم التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، وأجرى مباحثات موسعة معه، أشاد خلالها بقوة علاقات الصداقة المصرية الروسية الممتدة منذ ٧٥ عاما ًوما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة في السنوات الخمس الأخيرة ،وهو ما ينعكس على حجم وطبيعة مشروعات التعاون العملاقة التي يضطلع البلدان بتنفيذها حالياً، ومن بينها إقامة محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، ومشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، والتي تعد المنطقة الصناعية الروسية الأولى خارج أراضي روسيا، وما تمثله من شراكة جديدة تتخطي مرحلة الاستثمار والتبادل التجاري لتصل إلى مراحل التصنيع المشترك.
وتناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شهد تباحثاً حول عدد من ملفات التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الثقافية والسياحية وتوطين الصناعات والتعاون في مجال السكك الحديدية والطاقة وزيادة التبادل التجاري، حيث أوضح الرئيس أن الاستثمارات والصناعات الروسية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد في السوق المصري للاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية خاصة في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ واتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدا الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع روسيا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
ثم اختتم الرئيس السيسي زيارته لروسيا بعقد مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، استهلها الرئيس بوتين بالتأكيد على حرص على مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال توقيع الرئيسين على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، خاصة وأنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسي لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التي أقيمت عام ١٩٤٣، كما أعرب الرئيس الروسي عن تقدير بلاده لدور مصر في الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام.
وأشاد الرئيس السيسي بالانطلاقة القوية التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مدار الأربعة أعوام الماضية، معرباً عن اهتمام مصر بتطويرها وتنميتها في كافة المجالات، ومشيراً في هذا الصدد إلى أن توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين يعد تتويجاً لمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وتقنيناً للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين ووصوله إلى حوالي سبعة مليارات دولار لأول مرة، كما أعرب الرئيسان عن رضاهما عن مستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات في تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد في مايو الماضي، والتي تمثل نقلة حقيقية في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية في البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.
كما نوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيداً بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعرباً عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.
وعلى صعيد التعاون الثقافي بين البلدين، اتفق الرئيسان على إعلان عام ٢٠٢٠ عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين، كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٩.
وتطرقت المباحثات إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية، وأشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط .
كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أوضح الرئيس السيسي رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، لتمكينها من القيام بمهامها على نحو فعال، مؤكدا أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس أوضحت خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، مؤكداً أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا بجميع عناصرها.
كما توافقت وجة نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقاً لحدود عام ١٩٦٧ ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وتم خلال المباحثات أيضاً مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، في ضوء ما يمثله من خطر كبير على المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضا نتائج العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ والنجاحات الكبيرة التي حققتها في مكافحة الإرهاب.
وفي ختام المباحثات، قام الرئيسان بالتوقيع على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تناول متابعة خطوات تنفيذ استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة 2018/2020، والتي تهدف إلى المشاركة في خطة الدولة لبناء الإنسان المصري، فضلاً عن المساهمة في جهود الحكومة للتحول الرقمي وميكنة الخدمات الحكومية وترسيخ الاقتصاد الرقمي، وكذلك مساندة جهود دفع التنمية في مصر.
ووجه الرئيس باستمرار العمل على تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليكون إحدى الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة، والعمل على تهيئة بيئة جاذبة للإبداع والاستثمار التكنولوجي، وتعميق الصناعات التكنولوجية المتخصصة، وتطوير البنية الأساسية للاتصالات، بما يساهم في استراتيجية التحول إلى مجتمع رقمي وكذلك خطط الدولة للشمول المالي وتوفير أفضل وأحدث الخدمات للمواطنين.
كما وجه الرئيس بإيلاء الأولوية لتوطين التكنولوجيا ونقل المعرفة، بما يساهم في تكوين أجيال جديدة من النابغين والموهوبين القادرين على دفع القدرات المصرية في هذا القطاع، ووجه أيضا بزيادة حجم التصنيع الإليكتروني على أن يتضمن نسبا مرتفعة من القيم المضافة محلياً، بما يساهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب، وأمر الرئيس في هذا الصدد بالتوسع في إنشاء مجمعات للإبداع التكنولوجية في مختلف محافظات الجمهورية تساهم في اكتشاف وصقل المواهب وتطوير القدرات البشرية التي تتمتع بها مصر في هذا القطاع، فضلاً عن الالتزام بالجدول الزمنى لإنشاء "مدينة المعرفة" بالعاصمة الإدارية الجديدة.