يبحث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الإثنين، مع نظيره الألماني الدكتور فرانك فلاتر شتاينماير، ورئيس البرلمان فولفجانج شويبله، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسئولين والسياسيين ورجال الأعمال الألمان، سبل توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والسياحة الألمانية في مصر، إلى جانب زيادة حجم التبادل التجاري، والتنسيق وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن مناقشة مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وكان الرئيس السيسي قد استقبل مساء أمس الأحد بمقر إقامته بالعاصمة الألمانية برلين السفير ولفجانج إيشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، والذي يعد أحد أهم المحافل العالمية السنوية التي يلتقي خلال فعالياتها العديد من القادة والشخصيات الدولية من مختلف دول العالم في المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، لتبادل وجهات النظر والآراء وبحث سبل تسوية النزاعات سلمياً من خلال الحوار المعمق بين الخبراء المتخصصين في تلك المجالات .
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أعرب عن تقديره لمؤتمر ميونخ كمنبر عالمي لدراسة السياسات الاستراتيجية، مشيراً إلى حرص مصر على المشاركة في أعماله على نحو مستمر، في ضوء دوره الهام في تبادل الأفكار والآراء بين النخب السياسية والأمنية والعسكرية على مستوى العالم بشأن التعامل مع التحديات التى يواجهها المجتمع الدولي.
وذكر المتحدث أن الرئيس السيسي أعرب عن حرصه على مشاركة مصر في فاعليات مؤتمر ميونخ، وطرح رؤيتها بشأن سبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، خاصة في ظل سعي مصر الدائم والمستمر لاستعادة الاستقرار بالمنطقة وفق إطار المحددات الثابتة لسياستها في الحفاظ على كيان الدولة الوطنية وترسيخ تماسك مؤسساتها واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية.
وأوضح أن السيسي شدد على أهمية عملية بناء الوعي لدى شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلي ومن ثم البدء في الإصلاح وصياغة الحلول التي تأسس علي تشخيص سليم على نحو ينهي معاناة تلك الشعوب ويطلق مرحلة حقيقية من التنمية في المنطقة.
وبدوره، أكد رئيس مؤتمر ميونخ حرصه على الالتقاء بالرئيس السيسي لتوجيه الدعوة له للمشاركة في أعمال الدورة القادمة لمؤتمر ميونخ للأمن، خاصة في ظل دور مصر الهام والمحوري في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وهو ما يعزز من أهمية تكثيف التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا الإقليمية المختلفة على نحو يثري من حوارات وفعاليات المؤتمر.
وأضاف السفير بسام راضى إن اللقاء شهد استعراض آخر التطورات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، حيث حرص رئيس مؤتمر ميونخ على الاستماع إلى رؤية الرئيس السيسي فيما يخص الأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، فضلاً عن جهود مصر في مكافحة الإرهاب وكذلك الهجرة غير الشرعية، والتي اعتمدت على مقاربة شاملة تسعى إلى علاج جذور المشكلتين عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشاد السفير إيشنجر بالجهود المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي مصري ضمن الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين استضافتهم ألمانيا منذ عام 2015، وهو ما يدلل على نجاح الاستراتيجية المصرية في التعامل مع تلك الظاهرة، والتي تعد بمثابة نموذج يحتذى به في هذا الإطار.