أكدت الصحف اللبنانية الصادرة، اليوم الأربعاء، أن حزب الله يعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، بصورة واضحة ومتعمدة، لحين توزير أحد النواب الستة عن الطائفة السنية من حلفائه، وذلك خصما من الحصة الوزارية لتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
وأشارت صحف (النهار والجمهورية والمستقبل واللواء والشرق) إلى أن الحريري أصبح يخوض اليوم مواجهة منع حدوث اختلال في تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعدما أصبح حزب الله يتعامل مع مسألة توزير أحد النواب السنة الستة كحق مكتسب، ورفض الحزب تسليم لائحة مرشحيه لشغل المقاعد الوزارية إلا بعد توزير حلفائه.
ونقلت الصحف عن مصادر قولها "إن حزب الله يستهدف أيضا من هذا الأمر، حجب المقاعد العشرة (الثلث الضامن أوالمعطل داخل الحكومة) عن الحصة الوزارية المشتركة لرئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر، وبالتالي إضعاف كل الفرقاء السياسيين".
وأكدت الصحف أن الحريري يرفض رفضا قاطعا، وبصلابة متناهية، المساس بصلاحياته في عملية تأليف الحكومة، وكذلك أي مساس بحصة تيار المستقبل ممثل الطائفة السنية في الوزارة الجديدة، ويعتبر أنه الممثل الشرعي للسنة في لبنان مهما قيل خلاف ذلك، وأنه غير معني بتمثيل سنة الفريق المناوىء (8 آذار) في الحكومة.
وذكرت الصحف أن الحريري سيمضي في موقفه الرافض لتمثيل السنة المحسوبين على حزب الله من حصته الوزارية، وأن أي تمثيل لهم في الحكومة الجديدة يجب أن يكون من حصص الآخرين الوزارية وليس من حصة تيار المستقبل التي تشمل 5 حقائب وزارية، وأنه جاد في تلويحه بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة إذا ما أصر الآخرون على موقفهم بالانتقاص من حصة تيار المستقبل.
وأجمعت الصحف على أن الحكومة الجديدة في صيغتها النهائية أصبحت شبه جاهزة، وأن الحريري في انتظار أن يقدم حزب الله أسماء وزرائه، حتى يقوم بدوره بتقديم التشكيلة الحكومية إلى الرئيس ميشال عون لاعتمادها وإصدار المراسم اللازمة.
ولفتت الصحف إلى أن الرئيس ميشال عون، من جانبه، ليس في الوارد حتى الآن أن يقدم تنازلات بأن يكون تمثيل أحد النواب السنة المتحالفين مع حزب الله من حصته الرئاسية داخل الحكومة، وهو ما يشير إلى تعقد الموقف والمزيد من التأخير في تشكيل الحكومة.
كما نقلت الصحف عن مصادر سياسية قولها "إن حزب الله يريد حكومة أحادية لا حكومة وحدة وطنية في لبنان، ليقول أمام العالم أن هناك سنة مع حزب الله ومع الشيعة ومع إيران، وليظهر وكأنه اخترق المجتمع السني اللبناني، ومن ثم فإن الحزب في حالة استقتال، لإضفاء تلوينة سنية على كتلته الوزارية".