رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عبد الله حسن: الصحفيون يتعرضون للمخاطر في كل مكان ووفقا لطبيعة الحدث

1-11-2018 | 17:43


 أكد الكاتب الصحفي عبد الله حسن وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة، أن الهدوء والاستقرار الأمني الذي تتسم به أجواء بعض البلدان بشكل عام، لا يعني بالضرورة عدم وجود مخاطر قد يتعرض لها الصحفي، والذي هو دائما محل استهداف، وذلك ارتباطا بطبيعة أحداث معينة قد تطرأ في هذا النوع من البلاد، وتتسبب في تعرض الصحفي لمخاطر وأزمات معينة.


جاء ذلك في كلمة عبد الله حسن خلال مشاركته والكاتب الصحفي إبراهيم أبو كيله رئيس تحرير جريدة (الرأي) وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الحريات، في الحلقة النقاشية التي تعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، وينظمها الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة محرري الصحافة، وبحضور ممثلين عن المؤسسات والهيئات الصحفية العربية والأجنبية.


واستعرض الأستاذ عبد الله حسن خلال كلمته مواقف من واقع خبرة عمله كمحرر عسكري ومراسل لوكالة أنباء الشرق الأوسط خارج مصر، في مجال التعرض للمخاطر، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المصرية أولت اهتماما كبيرا ومكثفا لحماية وتأمين الوفد الصحفي والإعلامي الذي كان يشارك في لتغطية وقائع انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء في حقبة السبعينيات، وهو الأمر الذي تمكن معه الصحفيون من أداء عملهم بطمأنينة ووسط أجواء آمنة تماما لتلك الأحداث.


وأشار إلى أنه عاصر خلال فترة عمله مديرا لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر ما بين أعوام 1993 إلى 1996 وقوع بعض حالات الاستهداف بحق الصحفيين من جانب الجماعات الإرهابية التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وهو ما اضطرت معه سلطات الدولة الجزائرية حينها، إلى توفير مرافقات أمنية للصحفيين خلال تنقلاتهم، حماية لهم من الأخطار.


وروى الأستاذ عبد الله حسن واقعة تعرضه وعدد من الصحفيين، للاعتداء بالضرب من قبل المجموعات اليهودية المتعصبة، إبان تغطيته وقائع جلسة النطق بالحكم في القضية التي أقيمت ضد المفكر والفيلسوف الفرنسي الشهير روجيه جاروي، والتي اتهم فيها جارودي بإنكار تعرض اليهود لمحارق ممنهجة خلال فترة الحرب العالمية الثانية.


وأضاف أن تجمعات اليهود المتعصبين بالجالية اليهودية في فرنسا، كانت تقوم باستهداف المكتبات التي تقوم بتوزيع كتاب جارودي (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) كما أنها استهدفت الصحفيين العرب الذي كانوا يقومون بتغطية جلسة النطق بالحكم، وكان هو من بينهم، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ممثلة في سفير مصر لدى فرنسا في ذلك الوقت علي ماهر، سارعت لمخاطبة السلطات الفرنسية بكل حسم وقوة، للوقوف إلى جانبه وبقية الصحفيين المصريين ممن تعرضوا لاعتداءات تجمعات المتعصبين.


وتطرق الأستاذ عبد الله حسن إلى عمليات تدريب الصحفيين على مواجهة المخاطر المهنية، وضرب مثلا بوكالة أنباء الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الوكالة لديها مركز تدريب يقوم على تدريب صحفيي الوكالة وكذلك الصحفيين العرب بصورة مهنية متميزة، كما أن الوكالة لطالما كانت حريصة على إصدار (بوليصة تأمين) للمراسلين الذين توكل إليهم مهام تغطية أخبار مناطق الحروب والنزاعات الساخنة، حتى يتسنى لهم أداء مهمتهم الصحفية وهم مطمئنون.


من جانبه، أكد الكاتب الصحفي إبراهيم أبو كيله، أن نقابة الصحفيين المصريين تقدم العديد من الخدمات لأعضائها، في مجالات الرعاية الصحية، والبدلات النقدية التي تستهدف الارتقاء بمهاراتهم التكنولوجية المهنية، فضلا عن المعاش الشهري بخلاف المعاش الذي تقدمه الدولة للصحفي.


وأشار إلى أنه في مجال السلامة المهنية للصحفيين، توجد لجنة للتدريب والسلامة المهنية داخل النقابة، تضطلع بمهام وأنشطة مهمة في مجال تقديم التوعية في كل الجوانب التي من شأنها المساعدة في حماية الصحفي أثناء تأدية واجبه المهني.


ولفت إلى ضرورة وضع وثيقة للسلامة المهنية والحماية من المخاطر، يتم الاتفاق عليها بين الصحفيين العرب، وتنطوي على جانب ملزم، بهدف حماية الصحفيين ودعمهم في مواجهة ما يتعرضون له من مخاطر.


وأكد أنه يجب التفرقة بين الصحفي الذي يؤدي عمله في مجال التغطية الإخبارية للمناطق الساخنة، كالحروب والكوارث والاضطرابات، وبين الصحفي الذي يؤدي عمله وسط بيئة آمنة تماما مثل مجالات تغطية الفن والثقافة والرياضة، وهو ما يتطلب الاتفاق على معايير ثابتة لمفهوم السلامة المهنية في العالم العربي.