أعلن هيرفيه فيرهوسل، المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي في جنيف، أن المنظمة الدولية تضح خططا حاليا لتوسيع مساعداتها في اليمن لتصل ما بين 12 الى 14 مليون شخص من المحتاجين شهريا، حيث سيحصل معظمهم على الطعام، ولكن حيثما أمكن على تحويلات نقدية لمساعدة المحتاجين في شراء المواد الغذائية الضرورية.
وقال فيرهوسل، في تصريح اليوم، إن البرنامج الأممى يقوم حاليا بتقديم مساعدات شهرية الى ما بين 7 الى 8 ملايين يمني، وأضاف إن هذا البرنامج ، وإزاء الوضع السيئ للغاية فى اليمن حاليا، يعمل على توسيع نطاق مساعداته خاصة وأن إتاحة المساعدات الغذائية وغيرها كان له دور فعال فى المساعدة على منع المجاعة فى اليمن.
وتابع أن المؤشرات حاليا تشير الى أن هناك حاجة الى بذل جهود أكبر لتفادى المجاعة الجماعية، وأشار الى أن الوصول الى 14 مليون يمنى بالمساعدات سوف يتطلب قدرا كبيرا من العمل اللوجستى والتمويل والإعداد، وحذر من أن الوضع يزداد سوء فى اليمن يوما بعد يوم.
وقال هيرفيه فيرهوسل، إن عملية تقييم الوضع الأمني الغذائي في اليمن والتي يجرى حاليا وستنشر نتائجها نهاية نوفمبر الجاري سوف تعطي صورة أكثر دقة عن إنعدام الأمن الغذائي، وأشار إلى أن عملية التقييم التي جرت في مارس الماضي، أفادت بأن من يعانون من إنعدام الأمن الغذائي كان يصل إلى 6.8 مليون شخص، ولفت إلى أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد الى قرابة 12 أو 14 مليون يمني (نصف عدد السكان تقريبا)، وسيكونون على بعد خطوة واحدة من الجوع.
وأضاف أن أزمة الأمن الغذائي فى اليمن هى من صنع الإنسان ونتيجة الصراع والانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار ومشاكل العرض والتوزيع، بما جعل العديد من المواد الغذائية بعيدة عن متناول معظم اليمنيين، وأشار إلى أن قيمة الريال اليمني انخفضت إلى النصف منذ يوليو الماضي، حيث خسرت 21 فى المائة من قيمتها في سبتمبر وحده وأكثر من 200 في المائة من قوتها الشرائية مقارنة مع ما قبل الأزمة، ولفت إلى أن سعر معظم المواد الغذائية الأساسية ارتفع بأكثر من 30 في المائة في أربعة أشهر، حيث فقدت أكثر من نصف مليون وظيفة منذ بداية النزاع، إضافة الى أن ما يقدر بنحو 1.2 مليون موظف حكومي لم يتلقوا رواتبهم لأكثر من عامين.
وقال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي إن القتال العنيف في مدينة الحديدة وحولها أدى إلى تأخير كبير في وصول الشحنات الإنسانية والتجارية، ونتيجة لذلك إرتفعت أسعار المواد الغذائية في المتاجر إلى أبعد من متناول العديد من الناس، وأشار الى أن ميناء الحديدة يستقبل نحو 70 % من الواردات إلى اليمن، والذي يعتمد على الواردات لجميع احتياجاته الغذائية التجارية تقريبا، وشدد على أهمية إبقاء طرق الإمداد مفتوحة خارج المدينة بحيث يمكن تزويد شمال ووسط اليمن بالأغذية والإمدادات الحيوية الأخرى.
وأضاف فيرهوسل أنه مع تفاقم الوضع في اليمن فإنه من المتوقع أن ترتفع احتياجات برنامج الغذاء العالمي التمويلية، وأشار إلى أن الميزانية الحالية لمساعدة ما يقرب من 8 ملايين يمنى تبلغ حوالى 125 مليون دولار شهريا، وأنه مع تدهور حالة الأمن الغذائي واستعداد البرنامج لتوسيع نطاق مساعداته فمن المتوقع أن يرتفع المبلغ تبعا لذلك.
وأكد على ضرورة أن يتوقف العنف في اليمن الآن، لإعطاء اليمن فرصة للابتعاد عن حافة الهاوية، وحذر ما لم يحدث ذلك فإن اليمن سيصبح بلدا للأشباح الحية ويتحول شعبه إلى أكياس من العظام.
وطالب المتحدث باسم المنظمة الدولية بوصول آمن وبدون عوائق للأغذية والامدادات الحيوية الأخرى إلى الحديدة وفي كل مكان يمكن فيه إنقاذ الأرواح، وشدد على أهمية أن تتوقف جميع مضايقات العاملين في المجال الإنسانى وجميع القيود المفروضة على تحركاتهم وجميع عمليات استهداف مرافقهم.
وقال إن المنظمة الدولية تنضم إلى الدعوة لاتخاذ تدابير طارئة من جانب البنك المركزي اليمني، بالشراكة مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد، وذلك من أجل استقرار الأسعار وإعادة بناء قدرة اليمنيين على تأمين أسس الحياة.
وحث المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، على الإفراج الفوري عن المرتبات العامة للبدء في استعادة سبل العيش المتدهورة بشدة، وقال إن شن حرب من خلال الأجور المحتجزة أمر قاس لا يمكن احتماله وغير مقبول من قبل أية معايير أخلاقية.