السيسي يحدد عوامل نجاح أي حل للأزمة الليبية أمام «باليرمو».. وخبراء: مصر حلقة الوصل ورؤيتها تهدف إلى وحدة المؤسسة العسكرية وجمع الفرقاء السياسيين.. وجهودها تحتاج مساندة المجتمع الدولي
«الحلبي»:
رؤية مصر بشأن ليبيا تهدف إلى تحقيق وحدة الجيش وجمع الفرقاء
«الشهاوي»:
مشاركة مصر في «باليرمو» استمرارا لجهودها لدعم وحدة الدولة الليبية ومؤسساتها
«العمدة»:
مصر حلقة الوصل في القضية الليبية.. والاجتماعات المشتركة بداية الحل
مع اختتام
الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لمشاركته في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالأزمة
الليبية في باليرمو الإيطالية اليوم، أكد خبراء إستراتيجيون أن مشاركة مصر بالقمة
هي استمرار لجهودها لدعم وحدة الدولة الليبية ومؤسساتها والحفاظ على وحدة الأراضي
الليبية وتوحيد المؤسسة العسكرية، موضحين أن مصر هي حلقة الوصل في القضية الليبية
وعلى المجتمع الدولي أن يدعم جهودها وأن يتوحد الفرقاء الليبيين.
وخلال
القمة، أكد الرئيس أن أي مقترحات لحل الأزمة الليبية لا بد أن تشمل كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية نظرا لطبيعة الوضع المتشعب
والمركب للأزمة، وضرورة أن تكون تلك المقترحات متسقة مع الاتفاق السياسي وخطة المبعوث
الأممي، وأن يتحمل جميع الليبيين مسؤولية التنفيذ.
وشدد
السيسي على أن يكون دور المجتمع الدولي في مجمله داعما للتسوية في ليبيا بدون اَي انحياز
لطرف من الأطراف، آخذا في الاعتبار أهمية عامل توحيد مسار الحل السياسي لمنع الأطراف
التي تهدف لعرقلة التسوية في ليبيا للمناورة بين مسارات دولية متوازية.
مرتكزات الرؤية
المصرية
اللواء طيار
أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن الرؤية المصرية بشأن
الملف الليبي واضحة وتركز على عدة نقاط أبرزها الحفاظ على وحدة الدولة وتوحيد الجيش
الليبي وجمع الفرقاء السياسيين للاتفاق على عملية سياسية تنهي حالة الفوضى في ليبيا.
وأوضح الحلبي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أعمال القمة
المصغرة في باليرمو لبحث الأوضاع في ليبيا سيعرض هذه الرؤية والتي تتماشى مع ما يطرحه
مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا الدكتور غسان سلامة، مضيفا إن مصر قامت بجهود عديدة باستضافة
الفرقاء السياسيين والعسكريين لتوحيد المؤسسة العسكرية كمسار مهم إلى جانب المسار السياسي
لتتم الانتخابات في أمن واستقرار.
وأكد أن غياب
الاستقرار في ليبيا يمثل مشكلة لشمال أفريقيا وأوروبا في ظل وجود إرهابيين واحتمال
انتقال آخرين هاربين من الشرق إلى ليبيا بعد الهزائم التي تلقتها الجماعات الإرهابية
في سوريا، مضيفا أن الوضع يزداد خطورة ولم يعد هناك مجال للانتظار.
وأضاف إن مصر
مستمرة في محاولاتها وجهودها لتحقيق وحدة المؤسسة العسكرية ولم شمل الفرقاء السياسيين
وهي أهداف نبيلة حيث تقف مصر على مسافة واحدة من الجميع وتحتاج جهودها إلى مساندة المجتمع
الدولي وإعادة النظر في قرار مجلس الأمن الصادر عام 2011 الذي حظر تسليح الجيش الليبي.
الدعم
المصري المستمر
فيما قال اللواء
محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في
القمة المصغرة اليوم للقادة المعنيين بالأزمة الليبية في باليرمو الإيطالية هي دلالة
على الدعم المصري المستمر للشعب الليبي وجهدها في الحفاظ على وحدة الدولة الوطنية ودعم
مؤسساتها والحفاظ على الجيش الليبي كأهم الحلول التي تراها مصر لحل الأزمة المستمرة
منذ أكثر من 7 سنوات.
وأوضح الشهاوي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ليبيا تقع في نطاق الأمن القومي المصري ودائما
ما تستهدف مصر تحقيق الحل السياسي في ليبيا ودعم الدولة الوطنية والمؤسسات الشرعية
والتوافق بين الليبيين، مضيفا أن الهدف من القمة هو وضع آلية لإجراء الانتخابات العامة
ودعم الجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية.
وأكد أن القمة
تستهدف أيضا وضع خارطة طريق للخروج من النفق المظلم وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية،
مضيفا أن الحل الآن بيد الليبيين أنفسهم لأن هناك أطرافا لا تريد للأزمة أن تنتهي،
لذلك عليهم أن يوحدوا جهودهم ويسرعوا في الاستفتاء على الدستور والانتخابات لتصبح الدولة
واحدة تنعم بالتنمية.
وأشار إلى
أن ليبيا هي العمق الاستراتيجي لمصر لذلك حرصت مصر على استضافة القيادات العسكرية لتوحيد
الجيش وكذلك جمع الفرقاء السياسيين وتنادي دائما أمام المحافل الدولة بضرورة نزع سلاح
الميليشات والجماعات المسلحة والتي تصل إلى نحو 1700 جماعة تخلق الفوضى في الدولة.
وأضاف أن القيادة
السياسية المصرية تطالب بشكل دائم المجتمع الدولي لإنهاء حظر توريد السلاح للجيش الليبي
وتسليم الميليشيات لأسلحتها وأن يكون السلاح بيد الجيش الوطني فقط مما يقضي على الجماعات
الإرهابية التي تريد خلق الفوضى والإرهاب، مؤكدا أن مصر جهودها واضحة وتطلب من المجتمع
الدولي القيام بنفس المهمة.
وتابع الخبير
العسكري أن ليبيا يمكنها أن تساعد في التغلب على النقص في سوق النفط العالمي بعد العقوبات
التي فرضت على إيران مما أدى لانخفاض في المعروض، مضيفا أن الثروة النفطية لليبيا تقدر
بنحو 3 مليون برميل نفط يوميا لذلك تتسابق الدول الأوروبية على حل الأزمة هناك باهتمام
بالغ.
مصر حلقة
الوصل
ومن
جانبه، قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر تولي ليبيا
اهتماما كبيرا نظرا لانعكاس أمنها على الأمن القومي المصري بشكل مباشر، مضيفا أن مصر
هي حلقة الوصل فيما يتعلق بأي حل للقضية الليبية لأنها دولة جوار جغرافي مع الالتزامات
التي يفرضها البعد العربي والأفريقي والمتوسطي والإسلامي.
وأوضح العمدة،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه العوامل كلها تحتم على مصر أن تكون عنصر
فاعل فيما يتعلق بالأزمة الليبية لذلك جاء القبول السريع من الرئيس عبد الفتاح السيسي
إلى الدعوة التي وجهها له رئيس الوزراء الإيطالي للمشاركة في القمة المصغرة للقادة
المعنيين بالأزمة الليبية التي تعقد في مدينة باليرمو الإيطالية اليوم.
وأضاف أن الرؤية
المصرية لحل الأزمة الليبية تقوم على الحرص على استقرار الدولة الليبية وأن يكون الحل
من الداخل بالتوافق بين جميع الأطراف وتوحيد الجيش الليبي، مؤكدا أن الرؤية المصرية
هي عامل فاعل ومؤثر في الأزمة الليبية ونجحت بالفعل في إنجاز نحو 80% من الإجراءات
التي شهدها الشأن الليبي حتى الآن.
وأكد العمدة
أن الرئيس السيسي طالب من قبل برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي ليتمكن من ممارسة مهمته
في تطهير الأراضي الليبية من الإرهابيين، مضيفا أن مصر تستضيف أيضا اجتماعات لتوحيد
الجيش وتأهيل وتدريب العناصر الليبية.
وأشار إلى
أن وجود المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية وفايز السراج رئيس
حكومة الوفاق في إيطاليا واجتماعاتهم المشتركة بحضور الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي
هو بداية لحل سريع للأزمة الليبية، مضيفا أن استقرار الحالة الأمنية في ليبيا قضية
ذات اهتمام مشترك بين مصر وإيطاليا.
وأوضح أن استقرار
ليبيا سيكون لها انعكاسا إيجابيا على أمن جنوب أوروبا وحل أزمة الهجرة غير المشروعة
وهو ما تسعى إليه إيطاليا باستضافتها لجولة المفاوضات الحالية.