«اللوح»: يحمل إسرائيل المسؤولية القانونية والجنائية عن الجرائم بحق الشعب الفلسطيني
حمل سفير دولة فلسطين لدى مصر
ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية
القانونية والجنائية الكاملة عن الجرائم الاسرائيلي البشعة التي تُمارس بحق الشعب
الفلسطيني، مؤكدا على ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية الناجزة
دون إبطاء.
وقال السفير اللوح أمام مجلس
الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تطورات الاعتداء
العسكري الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومؤسساته وبناه التحتية المتكرر
على قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية والذي أودى بحياة عدد من الشهداء وعشرات
الجرحى، برئاسة السودان، وحضور الامين العام المساعد - رئيس مكتب الأمين العام
السفير حسام زكي، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة
السفير سعيد أبو علي، إن هذا الاحتلال الإسرائيلي يمعن بالاستمرار في ارتكاب
الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني بمختلف الأشكال والوسائل، مشيرا ان الشعب الفلسطيني
عانا على مدار 70 عاماً من مخططات خبيثة سعت لتزوير تاريخه، وطمس هويته، وتهويد
مقدساته، ومصادرة أرضه، ونهب ثرواته ومصادره الطبيعية، وتدمير بنيته التحتية
الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
وأكد اللوح بأن الهدف من كل هذه المخططات الإجرامية والسياسات
الاستعمارية الإسرائيلية العنصرية، هو إزالة الوجود الفلسطيني من على هذه الأرض،
وتدمير عوامل صمود الشعب الفلسطيني في وطنه، وحرمان الإنسان الفلسطيني من حقوقه
الإنسانية والسياسية، حتى يظلّ رهناً لإرادة المحتل الإسرائيلي الذي يريد ان يمرر
رؤيته و روايته، برؤيته العنصرية، أن يصبح عرقه اليهودي سيد هذه البلاد بل وسيد
منطقتنا العربية بأسرها متناسيا أو غافلا أن شعب الجبارين له بالمرصاد.
وأوضح، أنه لحق بقطاع غزة الصابر
الصامد المُحاصر، نصيباً كبيراً من هذه الرؤية الإسرائيلية الشريرة التي تهدف بكل
وضوح وصراحة إلى تضييق الحياة والعيش على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إغلاق
أفقه، وإفقاره إلى حد استحالة العيش، والهدف الإسرائيلي هو فرض سياسة الامر الواقع
وجعل هذا الشعب يقبل بعد ذلك بما يُرسم له من كيانية وهمية تابعة في غزة، منفصلة
عن الأرض الفلسطينية في الضفة، لا تمثل بأي حال استقلال أو دولة. وهذا ما يدبر له
المطبخ السياسي الصهيوني الذي يطبخ ما يُسمى بصفقة القرن.
وقال إن العدوان الإجرامي
الأخير على قطاع غزة نفذ الاحتلال جرائم متنوعة ودلالاتها في الأمثلة التالية:
قتلت همجية الاحتلال 14 شابا فلسطينا وجرحت 36 اخرا في استهتار واضح بحياة البشر،
ودمرت ما يقارب 880 بيت وعمارة سكنية، بشكل كلي أو جزئي لتهجير الناس والذين باتوا
فعلا في العراء، ودمّرت طائرات الاحتلال مبنى قناة الأقصى الفضائية لتكميم الأفواه
وحجب الحقيقة، ودمّرت مقر الاتحاد العام لكتاب وأدباء فلسطين لدثر الثقافة والهوية
الفلسطينية، بالاضافة الى تدمير فندق 'الأمل' في غرب مدينة غزة، لتقضي على أمل
الناس بحياة رغيدة.
وأضاف السفير اللوح، أن ما
نشهده في كل حين وبشكل متكرر، من عدوان إسرائيلي عسكري همجي على شعبنا الفلسطيني
في قطاع غزة، ضمن موجات تدميرية متلاحقة، ما هو الا شكلا من أشكال الجرائم
الإسرائيلية على فلسطين، أرضاً وشعباً، وما هو إلا محاولات بائسة فاشلة لتطويع هذا
الشعب وجعله يقبل بما لا يليق بتضحياته وطموحاته الوطنية في الحرية والاستقلال وحق
تقرير المصير، ونحن من هنا، من بيت العرب، من منبر جامعة الدول العربية، المتمسكة
بمبادرة السلام العربية، نقول للاحتلال الإسرائيلي الغاشم المجرم، باسم القيادة
الفلسطينية والشعب الفلسطيني القوي: لا، لن تُفلح كل هذه الخطط، لن يُفلح كل هذا
التدمير، لن يفلح كل هذا الفتك بالحياة البشرية، لن تفلح محاولاتكم الغبية لتجاوز
الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني رقم صعب وعصي على الكسر
والتطويع.
وقال، إنه في كل يوم يمر على
هذا الاحتلال الإستعماري، يحلم بأنه يمر روايته الكاذبة المزورة وأنه يبني شرعية
وجوده على أرضنا وفي حياتنا ومائنا وهوائنا، لكنه يصحوا على ضوضاء فتاة يافعة تصفع
جندياً احتلالياً مثل أيقونة فين عهد التميمي، أو على صوت فلاح فلسطين يدافع عن
شجر الزيتون الذي نما في أرضنا منذ آلاف السنين، أو يصحو على صوت جندي مقاوم يحرس
أرض وطنه، أو عزيمة طفل صغير في غزة يحمل علم فلسطين بيد وراية العودة لفلسطين
التاريخية باليد الأخرى، ويهتف على خطوط
قطاع غزة في مسيرة العودة السلمية.
وتوجه، باسم الشعب الفلسطيني
المناضل، وقيادته الوطنية الثابت باسم القيادة الفلسطينية، باسم فخامة الرئيس الاخ
محمود عباس رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات إلى أشقائنا العرب بأسمى
آيات الشكر والتقدير على دعمهم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني. ونتوجه
بالشكر إلى جمهورية مصر العربية على جهودها الأخوية الحثيثة التي أثمرت عن وقف
العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة.
وتوجه بالشكر إلى دولة الكويت
الشقيقة على جهودها الكبيرة في مجلس الأمن، بصفتها العضو العربي في هذا المجلس،
هذه الجهود التي تحاول بإصرار دائم تحميل مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ الأمن
والسلم الدوليين، ومسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين والالتفات إلى الحقوق
المشروعة للشعب الفلسطيني، رغم أننا نشهد قصور مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته بسبب
وجود الإدارة الأمريكية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي مهما اشتدت جرائمه، كما أننا
نتوجه لكل الدول العربية التي تدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، سياسيا
وماليا.
ولفت السفير اللوح، إلى أن العدوان
الإسرائيلي على غزة، وقتل الأبرياء هناك، لن ينسينا ما يحصل في مدينة القدس
الشريف، عاصمة دولة فلسطين، من استهداف للمقدسات والهوية العربية الإسلامية
والمسيحية، وضرورة تذكير أشقاءنا العرب بدعم صمود أهل القدس في وجه حملات التهويد
والتهجير الإسرائيلية.
وأعرب بأن العدوان الإسرائيلي في غزة، لن ينسينا التمدد
الاستيطاني السرطاني في انحاء الضفة الغربية
والقدس الشرقية، بهدف السيطرة على الأرض ومنع التواصل الجغرافي للأرض الفلسطينية،
والقضاء على حل الدولتين، والتي كانت اخر محاولة هدم القرية البدوية في الخان
الأحمر مصادرة الأراضي المقامة عليها.
أضاف بأنه نوه إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
لن ينسينا قضية اللاجئين الفلسطينيين المستهدفة الآن بالتجفيف والتشويه من خلال
استهداف الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي لوكالة الأونروا، ولتشويه
تعريف اللاجئ الفلسطيني، وإهدار حقه بالعودة، وكذلك لا ننسى معاناة الأسرى
الفلسطينيين والعرب في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ونوكد عزمنا على العمل
لتحرير جميع الأسرى ونيل حريتهم والعيش بكرامة، مؤكدا رفضنا لمحاولات السطو على
مخصصات ورواتب أسر الشهداء والأسرى والذي لن يثنينا عن الاستمرار في دفعها مهما
كلف الثمن.