رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«صافيني مرة».. إضافة جديدة لدراسة المتغيرات في «ثقافة الزمان-المكان»

17-11-2018 | 09:42


إذا كانت الدراسات الثقافية معنية ببحث المتغيرات في "ثقافة الزمان-المكان" وفهم دلالاتها فإن الإبداع الروائي يشكل مادة ثرية لهذا النوع من الدراسات الثقافية وهو مايتجلى في الرواية الجديدة للكاتب الروائي والشاعر نعيم صبري :"صافيني مرة".

والرواية تحكي مسيرة جيل بدأ وعيه مع أغنية "صافيني مرة" التي شكلت بداية الصعود الفني للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ وهو الجيل الذي تفتح وعيه مع ثورة 23 يوليو 1952 وعاش سنوات انتصارات وانكسارات هذه الثورة المصرية التي قادها جمال عبد الناصر كما كابد متغيرات الواقع بين "الأحلام الكبيرة والطموحات النبيلة والتحديات القاسية".

وصاحب الرواية ذاته الذي تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة هو أحد أبناء هذا الجيل المفعم بالحنين لزمن مضى وغني فيه عبد الحليم حافظ أغنية "صافيني مرة" التي لحنها رفيق مشواره محمد الموجي في الشطر الأول من خمسينيات القرن العشرين بحديقة الأندلس القاهرية لتفتح له أبواب الشهرة وتكون علامة إبداعية فنية لجيل بأكمله .

وإذا كانت مجلة "نيويوركر" الأمريكية والمعروفة بمضمونها الثقافي الرفيع المستوى، قد تناولت مؤخرا باستفاضة أيقونة غنائية قدمها المبدع النوبلي الأمريكي بوب ديلان في عام 1974 بعنوان " دماء على المسارات" فللإبداع الروائي المصري أن يتواشج مع أيقونات غنائية مصرية مثلما فعل نعيم صبري في روايته الجديدة "صافيني مرة".

وفيما أصدر نعيم صبري من قبل رواية بالعنوان الدال: "دوامات الحنين"، واختار لكتاب عن سيرة طفولته عنوان "يوميات طفل قديم" فان حي "شبرا مصر" استقر في وجدانه كعلامة إبداعية بقدر ما خاض في التاريخ الاجتماعي والثقافي لهذا الحي القاهري وواقعه ومتغيراته كما فعل في روايته الجديدة "صافيني مرة" لتكون علامة إبداعية في دراسة متغيرات تقافة الزمان المكان او ما يسميه البعض اختصارا لدمج مفهومي الزمان والمكان : "الزمكان" .

ولئن كانت الرواية الجديدة تدور أحداثها في فضاء حي شبرا مصر الواقع شمال القاهرة فقد سبق لنعيم صبري وأن أصدر رواية بعنوان "شبرا" ضمن 12 رواية لهذا المبدع المصري الذي تفرغ للأدب اعتبارا من منتصف تسعينيات القرن الماضي فيما بدأ مسيرته الأدبية بكتابة الشعر ليصدر ثلاثة دواوين .