في ذكرى ميلادها.. كيف سقطت نجوى سالم على المسرح هي وميمي شكيب؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة نجوى
سالم، تلك التي اشتهرت بجمالها وخفة ظلها في المسرح والسينما ورغم ذلك لم تنل
بطولة كاملة ، بل وحصرها المخرجون في أدوار ثانوية، ولكنها تمتعت بشهرة قوية في
الوسط الفني بأنها من أخلص الفنانين لمصر وأيضاً تجاه زملائها، فهي الفنانة
الوحيدة التي لازمت عبد الفتاح القصري في محنة مرضه وحتى رحيله، واستطاعت أن تحصل
على شقة له في مساكن الشرابية بعد أن انهار المنزل الذي كانت به شقته، وجمعت له
العديد من التبرعات من نجوم الفن وحصلت له أيضاً على جهاز تليفزيون يرفه عنه في
وحدته.
روت نجوى سالم لمجلة الكواكب في عدد
21 يونيه 1955 موقفاً طريفاً كانت قد تعرضت له عند التحاقها لأول مرة بفرقة
الريحاني، فقد كانت تبلغ من العمر آنذاك ـ حسب روايتها ـ 15 عاماً وكانت عمتها
تصحبها دائماً إلى مسرح الريحاني، وأعجبت نجوى ببطلات فرقة الريحاني وكان إعجابها
الأكبر بالفنانة ميمي شكيب، وعلمت عمتها بذلك الشغف والحب الجارف فعرضت عليها أن
تقابل ميمي شكيب وتصافحها، وهللت نجوى فرحة ووافقت على الفور.
دخلت العمة مع نجوى سالم من باب
المسرح الخلفي واستطاعت نجوى أن تلتقي مع ميمي شكيب وتصافحها ، وأصبحت من تلك
الليلة تداوم على حضور كواليس المسرحيات ولقاء نجوم الفرقة، وذات ليلة سمعت حديثاً
بين الريحاني وبديع خيري عن تغيب ممثلة ثانوية تعمل بالفرقة ولا يوجد بديل لها،
وعلى الفور تحركت نجوى سالم تجاههما وهنا نظر إليها بديع خيري وقال :
"وجدناها".
وافق الريحاني وبديع على أن تحل نجوى
محل الممثلة الثانوية، ولم تصدق نجوى نفسها، وفي اليوم التالي كان عليه أن تقف على
المسرح، فذهبت إلى كل صديقاتها لتخبرهن بأنها ستمثل على المسرح أمام ميمي شكيب، ودعتهن
جميعاً لمشاهدتها على المسرح، وفي المساء انتظرت نجوى بين الكواليس بعد أن حفظت
دورها الصغير وهو دور خادمة تدخل المسرح مسرعة عندما تناديها مخدومتها ميمي شكيب
التي تدخل من الجهة المقابلة ويدور بينهما حديث يضج له المتفرجون ضحكاً.
في العاشرة والنصف رفع الستار وجاءت
اللحظة التي تدخل فيها نجوى مسرعة بعد أن نادتها ميمي، ودخلت نجوى مسرعة ولم تكد
تخطو عدة خطوات على المسرح حتى سمعت صوت إحدى صديقاتها من بين صفوف الجماهير
تناديها : نجوى .. نجوى .. وهنا التفتت نجوى تجاه الصوت ناحية الجماهير وهي تخطو
مسرعة، وكانت ميمي شكيب تدخل من الجهة الأخرى ، وعندئد اصطدمت نجوى بميمي صدمة
هائلة وسقطت الاثنتان على أثرها على المسرح كتلة واحدة، ونزل الستار وحملوا نجوى
بعد أن أصابها الإغماء .. ولم يطردها الريحاني بل طردت نجوى نفسها .. وبعد فترة
عادت مرة أخرى للعمل في فرقة الريحاني وكانت قد عزمت على ألا تدعو أي من صديقاتها
أو جيرانها لمشاهدتها على المسرح.