أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، أهمية أن تعمل كافة القوى السياسية على تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة التي تصون البلاد وتحفظ مصالحها، باعتبارها "ضرورة ومسئولية وطنية جامعة".. مشيرا إلى أن لبنان وصل إلى حافة الانهيار الشامل اقتصاديا وماليا ومعيشيا واجتماعيا.
وقال مفتي الجمهورية اللبنانية - في كلمة اليوم الإثنين، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف - "نحن مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، والذي يناضل من أجل تشكيل حكومة قادرة ومنسجمة تتصدى للمشكلات وتنقذ ما يمكن إنقاذه، وإلا فلماذا الانتخابات والتمثيل والمحاسبة والمسئولية".
وأضاف: "دار الفتوى تعتبر أن تأخير تشكيل الحكومة يعود لخلاف سياسي، ومن يشكل الحكومة هو رئيس الوزراء المكلف بالتعاون والتفاهم مع رئيس الجمهورية".. مشددا على أنه لا يجوز فرض شروط عليهما من أي طرف سياسي، بل طرح اقتراحات انسجاما مع تنفيذ الدستور واتفاق الطائف.
وحذر مفتي لبنان من التلاعب بمصير لبنان والدولة ومؤسساتها والمجتمع، مؤكدا أن هذا الأمر لا يقبله اللبنانيون الحريصون على التوافق الوطني.
وأشار إلى أن اللبنانيين لا يختلفون على قيمة العيش المشترك ووحدة الوطن والدولة، وأن الحرية والاستقلال قيمتان لا يصح التخلي عنهما أو المساومة عليهما، بالإضافة إلى الحكم الصالح والرشيد والذي لا يقوم إلا بعمل المؤسسات الدستورية (الرئاسة والسلطتان التشريعية والتنفيذية) معا.
وشدد على أنه من غير المقبول أو المعقول ألا تتشكل الحكومة وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها لبنان والاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.. مشيرا إلى أن التفاؤل مستمر بولادة الحكومة "مهما اشتدت العواصف وتنامت العقبات.
وأضاف أن مسار تشكيل الحكومة مستمر ولكن يحتاج إلى صبر لحين إيجاد صيغة ملائمة تنهي الأزمة الأخيرة المستحدثة (أزمة تمثيل سُنّة قوى الثامن من آذار) .. مشيرا إلى أنها ليست عقدة سُنّية كما يظن البعض، وإنما هي عقدة سياسية مستحدثة بامتياز وينبغي حلها بتعاون القوى السياسية، دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب.. معربا في ذات الوقت عن تخوفه أن يكون هناك عقد أخرى مخفية تظهر بعد الحل المنتظر.
من ناحية أخرى، أكد الشيخ عبد اللطيف دريان أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الحق والعدالة والعرب والمسلمين والمجتمع الإنساني، من أجل التحرير من الاحتلال الإسرائيلي، وحق العودة ومنع التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.