عقدت الشعبة المعمارية، بنقابة المهندسين، برئاسة المهندس ماجد سامي إبراهيم، ندوة لاستعراض مشوار حياة المعماري العالمي، الدكتور الغزالي كسيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة، وبالتعاون مع جمعية المهندسين، المعماريين، برئاسة المعماري سيف أبوالنجا.
تحدث «كسيبة»، عن مشوار حياته العملية الممتد لما يقرب من 60 عاما، وعن فلسفته المعمارية التي جعلته واحدا من أعلام العمارة في العصر الحديث، كما استعرض بعضا من أعماله التي وضع تصميمها، وعلى رأسها متحف الحضارة، والسفارة المصرية في جيبوتي، ومسجد حلوان، ومبنى اتحاد مقاولي البناء والتشييد.
البداية بصورة
بدأ «كسيبة»، استعراض مشوار حياته بصورة أقرب ما تكون لصورة فوتوغرافية، لكنها كانت في الحقيقة عبارة عن صورة رسمها لسفينة بريطانية، تحمل الجنود الإنجليز، المنسحبين من بورسعيد، عام 1956، ووقتها كان مايزال طالبا في المرحلة الثانوية، وعن تلك الصورة قال: «من هنا بدأت»، موضحا أنه تمكن من رسم هذه الصورة بعدما اختبأ في مكان بالقرب من السفينة البريطانية، وراح يرسم كل ما تراه عينه، وهو ما كان سيكلفه حياته، لو تم كشف وجوده وقتها.
عشق الرسم
وأشار المعماري الكبير، إلى عشقه للرسم منذ طفولته الأولى، الذي جعله ينضم لعضوية جماعة الرسم، طوال سنواته الدراسية، ولما رأى مدرس مادة الرسم، تفوقه الدراسي الكبير، بالتزامن مع تميز كبير في موهبة الرسم، نصحه بأن يلتحق بكلية الفنون الجميلة، وتحديدا قسم العمارة، لكنه في قرارة نفسه كان يتمنى الالتحاق بقسم عمارة السفن، وهو القسم المُنشأ حديثا في أواخر الخمسينات بهندسة الإسكندرية، إلا أنه في النهاية رضخ لنصيحة مدرس الرسم، والتحق بكلية الفنون الجميلة قسم العمارة.
فنون جميلة
وأشاد «كسيبة» بطريقة التعليم في كلية الفنون الجميلة، وقت التحاقه بها، مشيرا إلى أن 70 طالبا، فقط الذين نجحوا في اجتياز الاختبارات للالتحاق بالكلية، من بين أكثر من 300 متقدم، في دفعته، مشيرا إلى أنه تم تقسيم الطلاب الـ70، إلى 3 مجموعات، تولى التدريس لكل مجموعة، عدد من الأساتذة، والمعيدين، طوال سنوات الدراسة؛ مما خلق نوعا من العلاقة الحميمة بين الطلاب، وأساتذتهم، وفي السنة النهاية من الكلية يتم تجميع المجموعات الثلاثة، في مجموعة واحدة لخوض السنة الدراسية النهائية معا.
وأشار «كسيبة» إلى حرصه في السنة النهائية، على أن يكون مشروع تخرجه حلا لأزمة قائمة بالفعل؛ ولهذا اختار مشروع إنقاذ معابد أسوان من الغرق في مياه بحيرة ناصر، بعد تحويل مجري النيل لبناء السد العالي، وهي القضية التي كانت مثار اهتمام مصر كلها في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن الحكم على مشروعات تخرج الطلاب، كان يتم من خلال لجنة تضم أساتذة الكلية، و4 أساتذة من تخصصات مختلفة، من خارج الكلية.
المشوار العملي
وانتقل «كسيبة» إلى الحديث عن مشواره العملي، بعد التخرج، وهي السنوات التي بدأها بتعيينه معيدا في كلية الفنون الجميلة، وحصوله على الدكتوراه، في نهاية الستينات، ثم سفرة للجزائر، والمغرب، وتونس، وبعض الدول الأوروبية، مؤكدا أن تلك الفترة منحته خبرات واسعة، بعدما رأي تجارب عمرانية ثرية.
ومع عودته لمصر عام 1975، بدأت رحلته في التميز المعماري، قائلا: «إن أول مسابقة معمارية شاركت فيها، لم أفز بها، لكني استفدت كثيرا منها، ففزت في أغلب المسابقات التي شاركت فيها بعد ذلك، وكان على رأسها مسابقة متحف الحضارة، عام 1982، ومسابقة السفارة المصرية في جيبوتي، ومسابقة مسجد حلوان، ومسابقة فرع البنك المركزي بكورنيش النيل، ومبنى اتحاد مقاولي البناء والتشييد».
الفلسفة المعمارية
واستعرض الدكتور «كسيبة» فلسفته المعمارية، في كل تلك المنشآت، وتناول بالشرح تفاصيلها المعمارية، وكانت التيمة الرئيسة في كل تلك الأعمال، كما قال المعماري عصام صفي الدين، الصديق المقرب من أسطورة العمارة العالمية، أنها تتميز بالخيال، والجمال، والإحساس العالي، والدقة، وتعكس ثقافة واسعة، وحرص على أن يكون المبنى صحيا.