ونبهت الصحيفة إلى أن توقيع الاتحاد الأوروبي، الأحد، على اتفاق تيريزا ماي إنما كان الجزء الأيسر من مهمة صعبة تضطلع بها رئيسة الوزراء. 

ورجحت الجارديان فشل ماي في مهمتها المتعلقة بتمرير الاتفاق في البرلمان البريطاني الشهر المقبل، في ظل تزايد مطرد لأعداد منتقدي هذا الاتفاق في ذلك البرلمان سواء من أعضاء حزب المحافظين الحاكم أو من غيره.

ورأت الصحيفة أن بريطانيا تشهد بداية فصل جديد من حياتها يكتنفه الغموض؛ بحيث لم يعد البريطانيون يرون بوضوح سوى أن بلدهم اقترب من نهاية غير سعيدة وغير ضرورية في قصة امتد زمنها زهاء 45 سنة.

ولفتت الجارديان إلى سيادة نغمة الحزن بوضوح في كلمات ساسة الاتحاد الأوروبي إبان التوقيع على اتفاق ماي بشأن بريكست، واصفين اليوم بالحزين بل والمأساوي؛ في حين وجدت ماي نفسها مضطرة للتعبير عن التفاؤل بشأن مستقبل بلادها؛ غير أن الأسابيع الماضية أثبتت أن بريطانيا في خسارة، وأن أي اتفاق بشأن بريكست هو اتفاق سيء للبلاد.

ونبهت الصحيفة إلى أن بريطانيا عانت بالفعل أضرارا وخسائر في تعاملاتها مع دول أخرى حول العالم ودول أعضاء بالاتحاد الأوروبي – على نحو ما ظهر بجلاء في النزاع الأخير حول السيادة على منطقة جبل طارق بين بريطانيا وأسبانيا.

وفي هذا الصدد، لفتت الجارديان إلى إعلان الاتحاد الأوروبي وقوفه إلى جانب أسبانيا، على لسان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر؛ ويأتي ذلك الموقف ببساطة لأن أسبانيا مع الاتحاد الأوروبي.

وتساءلت الصحيفة في ظل ذلك الموقف عما ستلاقيه المملكة المتحدة عندما تمضي وحيدة في مفاوضات مع الولايات المتحدة والصين وغيرهما.

ونوهت عن حقيقة أن الشعب البريطاني لم يعد مستعدا لإهدار مزيد من الوقت في الجدل حول بريكست؛ لكن عندما يتحد أنصار البقاء والخروج معا في مواجهة مقترَح ماي في هذا الصدد، فإن ذلك يقطع الطريق على أي آفاق في ظل هذا المقترَح.

ورصدت الجارديان زخما تكتسبه الدعوة لإجراء استفتاء ثان حول بريكست في أوساط الساسة والعامة على السواء.
واختتمت الصحيفة قائلة إن البريكست هو أزمة اقتصادية وسياسية وعامل تأجيح وانقسام، وأن البريكست فكرة حمقاء تتضح معالمها يوما بعد يوم ولمّا توضع نهايتها بعد.