دعم «مصري- سعودي» متبادل في مختلف المجالات.. ودبلوماسيون: مصر داعم رئيسي للملكة.. والقاهرة والرياض «رمانة ميزان» الوطن العربي.. وتعاون مشترك لاحتواء أزمات المنطقة
يرى
دبلوماسيون، أن القمة المصرية السعودية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والأمير محمد
بن سلمان، اليوم في القاهرة ترسخ للعلاقة التاريخية بين البلدين، في ظل الأزمات
التي تشهدها المنطقة والتحديات التي تواجهها، مشيرين إلى أن اللقاء تطرق إلى الدعم
المصري للرياض في ظل المخطط الذي يستهدف القيادة السعودية وتعميق العلاقات والتعاون
المشترك بين البلدين في شتى المجالات.
وعقد الرئيس
عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، قمة ثنائية،
اليوم الثلاثاء، بمقر الرئاسة المصرية بمصر الجديدة بحثا التعاون المشترك
والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلًا عن التباحث
حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين
القاهرة والرياض.
وبدأ الأمير
محمد بن سلمان زيارة رسمية إلى مصر، مساء أمس، تستمر لمدة يومين يرافقه عدد من الوزراء وكبار المسئولين السعوديين.
داعم
إقليمي رئيسي للسعودية:
السفير أحمد
القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد
المملكة العربية السعودية، إلى مصر جاءت في وقت عصيب من إدارة علاقتها وتحالفاتها الخارجية،
مشيرا إلى أن القاهرة تدرك عملية استهداف قيادات المملكة العربية السعودية بعد مقتل
الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلادها في تركيا مطلع أكتوبر الماضي.
ولفت مساعد
وزير الخارجية الأسبق لـ«الهلال اليوم» إلى أن مصر في مثل هذه الظروف تكون حليفا طبيعيا
للملكة، موضحا أن الأمير محمد بن سلمان يدرك أن القاهرة داعم إقليمي رئيسي بحكم العلاقات
التاريخية بين البلدين باعتبارهما يشكلان مصدر القرار العربي ورمانة الميزان في منطقة
الشرق الأوسط.
وبين «القويسني»
أن التشاور بين البلدين يأتي وسط تطلع الرياض إلى الدعم المصري المعهود للمملكة وإدارتها
لأن الإقليم العربي لا يستقيم دون القاهرة والرياض، موضحا أن أهم الملفات التي طرحت
هو التأكيد على الدعم المصري للقيادة والشعب السعودي، والذي يأتي من علاقة استراتيجية
ولها مجالاتها المتنوعة والمتعددة.
وأشار إلى
أن هناك تعهدا مصريا بضمان أمن الخليج، والذي أكد عليه الرئيس السيسي في أكثر من محفل،
لافتا إلى أن العلاقات المصرية السعودية بها شق عسكري قوي يشمل مناورات وتدريبات مختلفة
بين الأفرع والأسلحة في البلدين، بجانب الالتزام بمكافحة الإرهاب بالمنطقة وحماية الأمن
القومي والمصالح العربية في البحر الأحمر، فضلا عن الجهود المشتركة في اليمن للحفاظ
على أمنها القومي.
وأوضح أن هناك استثمارات سعودية في مصر تصل إلى 27 مليار دولار، فضلا عن ضخ استثمارات كبرى
في شبه جزيرة سيناء، بجانب التنسيق على المستوى الاستخباراتي والأمني لاحتواء أي تصعيد
إزاء التوتر التي تشهده المنطقة بعد فرض الإدارة الأمريكية عقوبات جديدة على إيران.
«رمانة
ميزان» الأمة العربية:
السفير محمد
الربيعي، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، أكد
أن القمة المصرية السعودية ترسخ
التعاون والدعم المشترك بين البلدين في ظل الأزمات التي تحاك بالأمة العربية، مؤكدا
أن القاهرة والرياض يمثلان قلب الأمة العربية في مواجهة الأزمات والمخططات التي تستهدف
النيل من وحدة واستقرار الدول الشقيقة.
وقال الأمين
العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية لـ«الهلال اليوم» إن زيارة
الأمير محمد بن سلمان تؤكد على استقرار القيادة السعودية الحاكمة في ممارسة دورها
في التعاون الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تتعامل بحكمة
في عدد كبير من الملفات الهامة والحيوية.
ولفت
"الربيعي" إلى أن مصر تمثل القيادة الحقيقية للوطن العربي، مشيرا إلى أن
الرئيس السيسي استطاع حماية الأمة العربية من انتشار تنظيم داعش فضلا عن إحباط المخططات
التي تستهدف إسقاط الدول العربية.
وأكد أن زيارة
الأمير محمد بن سلمان للقاهرة تحمل دلالات كبيرة في ظل التحديات التي تواجه المملكة
العربية السعودية، لافتا إلى أن المملكة تريد أن تخبر العالم بأنها قادرة على قيادة
مؤسساتها وحماية مقدراته من مخططات الأعداء.
وأوضح أن مصر والسعودية يمثلان رمانة ميزان الوطن العربي وبهما تتزن
الأمة العربية وتتماسك وتستطيع مواجهة التحديات وقهر الأزمات.
الموقف
العربي إزاء العديد من القضايا:
وقال السفير
جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن لقاء الرئيس السيسي وبن سلمان، اليوم في غاية الأهمية لمراجعة الموقف العربي إزاء القضايا الإقليمية وبحث
العديد من الملفات الشائكة، مشيرا إلى أن مصر والرياض يتمتعان بعلاقات استراتيجية قوية
وتاريخية.
وأشار إلى
أن الزيارة ركزت أيضا على التعاون الاستثماري والاقتصادي في مختلف المجالات، وخاصة
أن الرياض تمتلك الحصة الاستثمارية الأكبر بين الدول العربية في القاهرة، مشيرا إلى
أن هناك مباحثات تمت بين الوفد السعودي في القاهرة حول تعزيز التعاون الاقتصادي وضخ
الاستثمارات المختلفة في السوق المصرية.
وأكد في تصريحات
خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن أهم ما تناوله اللقاء هو دعم الأمير محمد بن سلمان
وليا لعهد المملكة العربية السعودية، وإحباط المخططات التي تتعرض لها الرياض خلال الفترة
الأخيرة ومحاولة استهداف الدولة بإثارة القلاقل والفتن بأزمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي
في العاصمة التركية أنقرة مطلع شهر أكتوبر الماضي.