تسعى وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين لإحراز أوجه تقدم سريعة في تأسيس اتحاد دفاع أوروبي.

وقالت الوزيرة، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح "مؤتمر الأمن " في دورته السابعة عشر بالعاصمة (برلين )، إنه يجب أن يتسنى لقوات عسكرية أوروبية التدخل إذا لزم الأمر بقوة في النزاعات.

وأوضحت أن الطريق نحو تحقيق ذلك يتمثل في تكثيف الترابط بين القوات الوطنية، والتعاون في شراء وصيانة المعدات العسكرية والإسراع من اتخاذ قرارات بشأن أي مهام ملحة.

ويشارك في المؤتمر الذى يستمر يومين، عسكريون وسياسيون معنيون بشئون الدفاع، ومسئولون من شركات صناعة الأسلحة من أكثر من خمسين دولة، ويتشاورون في شئون الدفاع والأمن في أوروبا. 

ومن أبرز المشاركين: وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، وقائد القوات المسلحة الهولندية الأدميرال روب باور، والمفتش العام للجيش الألماني إبرهارد تسورن.

وقالت فون دير لاين إن التصعيد الأخير للنزاع بين روسيا وأوكرانيا يظهر مجددًا مدى ضعف القيم الأوروبية المشتركة، لافتة إلى أن الأمر يتعلق بمسألة احترام السيادة على الأراضي والرغبة في عدم تأجيج النزاعات، مؤكدة "علاوة على ذلك يدور الأمر حول مكتسب حضاري كبير لتهدئة وحل النزاعات بين الدول عبر وسائل القانون الدولي وسيادة القانون... الكرملين انتهك هذه القواعد والمبادئ خلال الأعوام الماضية".

وأشارت إلى أن كل ملابسات الوقائع في "مضيق كيرتش" لم تتضح بعد، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون واضحًا للجميع ما يدور حوله الأمر، 

ودعت الوزيرة الألمانية روسيا وأوكرانيا إلى تهدئة النزاع في مضيق كيرتش، وطالبت الطرفين بالعمل على تهدئة الأوضاع، وقالت موجهة حديثها إلى موسكو: "يتعين إطلاق سراح السفن والبحارة المحتجزين".

وأضافت أنه يتعين على أوكرانيا أيضًا أن تقدم أدلة على مجريات الأمور على نحو دقيق، وعلى روسيا أن تضمن حرية الملاحة عبر الممرات المائية وإلا تتصرف على نحو مناف لمبدأ "التناسبية".

وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قررت توسيع تعاونها العسكري الدائم، ويحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تأسيس جيش أوروبي، وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن دعمها للمقترح مؤخرًا، بينما انتقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة.

وناشد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو ينس ستولتنبرج دول الاتحاد الأوروبي عدم الابتعاد عن خططها الرامية لتأسيس اتحاد دفاعي.

وفي هذا السياق، قالت فون دير لاين إن الترسيخ داخل حلف الأطلسي وتزايد مسئولية الأوروبيين ينتميان لبعضهما البعض، وأضافت "أننا بحاجة لكليهما كي تظل أوروبا حرة ومتسامحة وآمنة وملتزمة بسيادة القانون أيضًا".

وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أن هناك كثيرًا من المشروعات التي يتم فيها إرساء "الطريق نحو تأسيس جيش للأوروبيين"، وذكرت في هذا السياق تنسيق التخطيط الدفاعي الأوروبي الذي من شأنه أن ينهي التشرذم "التي لا يمكن تحمله" في أنظمة تسلح مختلفة.

وأضافت، أنه من شأن الصندوق المالي الأوروبي للدفاع أن يوفر 13 مليار يورو لتمويل مشروعات مشتركة، لافتة إلى أنه من المقرر تنظيم عمليات الشراء وإدارة قطع الغيار والصيانة على المستوى الأوروبي.

وشددت الوزيرة الألمانية على مطلبها بالإسراع من اتخاذ قرارات بشأن القيام بعمليات عسكرية مشتركة بمشاركة البرلمانات الوطنية.

كما أكدت أنه لا بد من إتاحة اتخاذ قرارات بالأغلبية في شئون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كي لا يتسنى لفرادى الدول منع اتخاذ قرارات.