رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«فاينانشيال تايمز»: صعود القادة الشعبويين في فرنسا يهدد بتمزيق اتفاق باريس للمناخ

2-12-2018 | 11:01


رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن صعود القادة الشعبويين في فرنسا يهدد بتمزيق الاتفاق المناخي، الذي تم التوصل إليه في العاصمة الفرنسية عام 2015، فضلا عن إمكانية أن تتسم محادثات الأمم المتحدة في هذا الشأن بالإشكالية والخطورة.

وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - "إنه في ذات الوقت وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يقود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة لتمزيق الاتفاق.. ومع اقتراب محادثات الأمم المتحدة حول المناخ لهذا العام في بولندا الاثنين المقبل، أصبح ترامب وغيره من الزعماء الشعبويين يمثلون أكبر تهديد منفرد لدوام اتفاق المناخ".

وأضافت إن الاتفاق في جوهره يحمل أهدافا نبيلة، لكنه يعتمد على التعاون بين الدول حتى يتم تفعيله بشكله الصحيح، وحيث ستحدد كل دولة هدفها الخاص بالانبعاثات.. وبدءا من عام 2020 عندما يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، ستختار كل دولة هدفا جديدا لتقليل الانبعاثات كل 5 سنوات، مشيرة إلى أنه خلال محادثات العام الجاري (كوب 24) وتحت رعاية الأمم المتحدة يجب أن تتفق الدول المشاركة على مجموعة من القواعد حول كيفية القيام بذلك من خلال العمل على النسخة المطبوعة المتبقية من الاتفاق الأصلي.

واعتبرت الصحيفة أن صعود النزعة الشعبوية في أوروبا وأمريكا اللاتينية مرورا بآسيا أدى إلى إظهار الاتفاق، الذي بُنى على مجموعة من المثل العليا التي تبدو الآن قليلة العرض، بصورة هشة وضعيفة، كما أن اقتراح الولايات المتحدة بالانسحاب منه شجع الآخرين على أن يكونوا أكثر انتقادا.

وأشارت إلى أن الأمر يزداد صعوبة بسبب حقيقة أن انتخاب ترامب أعقبه ظهور قادة قوميين آخرين، كثير منهم يشاطرون وجهات نظره حول اتفاق باريس.. ففي البرازيل، قام الرئيس المنتخب جائير بولسنارو بالتلاعب بشكل عام بفكرة الانسحاب من الاتفاقية، وقال "إنه يريد تخفيف القيود على إزالة الغابات في الأمازون". 

وفي الأسبوع الماضي، تراجعت البرازيل عن عرضها لاستضافة محادثات المناخ 2019.. وقالت إيزابيلا تيكسيرا وزيرة البيئة السابقة في البرازيل، والتي ساعدت في التفاوض على اتفاق باريس، "إنه من الصعب مشاهدة تلك الانتقادات التي توجه إلى اتفاق المناخ.. وأخشى أن يمثل ذلك تحولا عالميا جديدا". 

وتتزامن ردة الفعل السياسية ضد اتفاق باريس مع ارتفاع في الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون، ويرجع ذلك أساسا إلى تزايد استهلاك الفحم.. ومع بدء محادثات المناخ السنوية في كاتوفيتشي، وهي مدينة فحم سابقة في جنوب بولندا، فإنه من الواجب تسليط الضوء على مدى صعوبة التخلي عن الوقود الأحفوري.. كما أن شركة الفحم المملوكة للدولة هي واحدة من رعاة المؤتمر.

وعلى الرغم من تعهد الموقعين على اتفاق باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن التعهدات الحالية بعيدة كل البعد عن تحقيق ذلك.. ويري العلماء أن العالم يسير على الطريق نحو ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 3 درجات بحلول نهاية هذا القرن إذا استمرت السياسات الحالية.