بالصور.. من السترات الصفراء بفرنسا مرورا بالحركة الخضراء في إيران والثورة البرتقالية بأوكرانيا.. تعرف على ألوان الاحتجاجات حول العالم
عندما تبحث عن وسيلة لنقل رسالة معقدة إلى العالم كله، فما عليك إلا أن تبحث عن شئ بإمكانه الاستحواذ على الاهتمام عبر الثقافات المختلفة بطريقة خاطفة للأنظار ولا يمكن نسيانها.
وأبرز مثال على ذلك هي حركة السترات الصفراء التي ظهرت في فرنسا في 17 نوفمبر الماضي، حيث بنيت تلك المظاهرات على السترات الصفراء التي يجب على الفرنسيين حملها في سياراتهم، وارتدى المتظاهرون تلك السترات أثناء احتجاجهم على رفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسعار الوقود.
هز أصحاب السترات الصفراء العالم كله بإصرارهم على تحقيق مطالبهم، وتركوا الرئيس ماكرون يناضل من أجل الاحتفاظ بالحكم.
وبحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتدت بريس" الامريكية، لم تكن تلك الحركة التي يميزها ارتداء محتجيها السترات الصفراء الحركة الأولى من نوعها، وفيما يلي استعراض موجز لعدد قليل:
حركة حقوق الإجهاض الخضراء بالأرجنتين 2018
تظاهرت السيدات في الارجنتين في وقت سابق من هذا العام للمطالبة بالحق في الإجهاض، حيث قمن بوضع المناديل الخضراء في مختلف الأماكن العامة، للتنبيه على أهمية مطالبهن بحقوق الإجهاض.
وصوّت المشرعون في أغسطس الماضي ضد مشروع القانون الذي كان سيسمح بالإجهاض في الأسابيع الأربعة عشر الأولى من الحمل، لكن المجموعات النسائية عبر أمريكا اللاتينية تعهدت بالقتال من أجل الحق في الإجهاض.
حركة المظلات بهونج كونج 2014
ارتبط اللون الأصفر ارتباطا وثيقا بالاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديموقراطية بهونج كونج، والمعروفة بـ"حركة المظلات"، والتي اندلعت احتجاجا على سياسة الحكومة والمطالبة باستقالتها.
اعطت المظلات الصفراء المستخدمة كحماية من رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع للحركة اسمها.
الحركة الخضراء بإيران 2009
اندلعت أكبر احتجاجات إيران منذ ثورتها الإسلامية عام 1979 من إعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد المتنازع عليه، وكان منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي قد اختار اللون الأخضر لحملته التي تطالب بالتغييرات داخل نظام الحكم الديني الإيراني.
وسميت بالحركة الخضراء لأن التظاهرات اتخذت من اللون الأخضر شعارا لها فى الشوارع، وهو اللون المفضل في التقاليد الإسلامية وربطه آخرون بالطبيعة.
واعتمد أولئك الذين احتجوا على فوز أحمدي نجاد وسط مزاعم واسعة النطاق بتزوير الانتخابات استخدام اللون الأخضر، وفي نهاية المطاف، سحقت قوات الأمن المظاهرات بعنف وقتلت العشرات، وقبضت على الآلاف وعذبت الآخرين في السجن.
ثورة الزعفرا بمينمار 2007
كان الرهبان البوذيون في طليعة الاحتجاجات الجماهيرية في عام 2007 ضد الحكومة العسكرية للبلاد، وأعطى لون ثيابهم الحركة اسم ثورة الزعفران الشهيرة.
اندلعت تلك الثورة احتجاجا على قرار الحكومة برفع أسعار الوقود، وشارك فيها ما يقرب من 10 آلاف راهب في ماندالاي، وسحقت الشرطة تلك الاحتجاجات بعنف.
القمصان الصفراء والقمصان الحمراء بتايلاند 2006
تمثل القمصان الصفراء والقمصان الحمراء التايلندية فصيلين سياسيين متعارضين، وهما: خصوم رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا، وأنصاره.
واستمدت القمصان الصفراء هويتها من اللون المرتبط بالملك الراحل بوميبول أدولياديج، وتزامنت الاحتفالات الملكية بعيد ميلاده الستين على العرش مع الاحتجاجات لإجبار تاكسين على ترك منصبه بسبب إساءة استخدام السلطة المزعومة.
فيما ارتفعت القمصان الحمراء ردا على ذلك بعد إقالة ثاكسين في انقلاب عسكري في سبتمبر 2006.
واللون الأحمر هو لون العلم التايلاندي الذي يمثل "الأمة"، وهو أحد الأعمدة الثلاثة التي يطلق عليها تايلاند، إلى جانب الدين (الذي يمثله الأبيض) والملكية (الأزرق).
الثورة البرتقالية بأوكرانيا 2004
كان البرتقالي هي لون الحملة الانتخابية للمرشح الأوكراني المؤيد للغرب فيكتور يوشينكو في الانتخابات الرئاسية عام 2004.
وتحدى مؤيدوه انتصار منافسه الموالي لروسيا في جولة الإعادة، وانتشروا في الشوارع فيما أطلق عليه اسم الثورة البرتقالية.
وأجبرت الاحتجاجات الضخمة السلطات على إلغاء النتيجة وإصدار أمر بإجراء انتخابات جديدة فاز فيها يوشينكو، وألقت روسيا باللوم على الغرب لدعم الاحتجاجات.
الولايات الزرقاء والولايات الحمراء بأمريكا 2000
ظهرت فكرة "الولايات الزرقاء" و"الولايات الحمراء" في الولايات المتحدة في أعقاب انتخابات 2000 المتنازع عليها عندما استخدمت شبكات التلفزيون الخرائط على الهواء بشكل متكرر لتفصل بين الولايات التي تدعم حاكم ولاية تكساس جورج دبليو بوش و نائب الرئيس آل جور.
الثورة الصفراء بالفلبين 1986
عندما عاد زعيم المعارضة الفلبينية بينينو "نينوي" أكينو جونيور إلى الوطن في 21 أغسطس 1983 بعد سنوات في المنفى، ظهر نشطاء مؤيدون للديمقراطية يرتدون قمصانا صفراء وفساتين وقبعات وشرائط في مطار مانيلا ومقر إقامته للترحيب به.
كان اللون مستوحى من أغنية "اربط الشريط الاصفر حول شجرة أولي أووك"، وهي أغنية عن سجين سابق يتساءل عما إذا كان ما زال موضع ترحيب في الوطن.
وقد قُتل أكينو في المطار، وأثار الاغتيال الوقائي احتجاجات ضخمة بلغت ذروتها في ثورة "قوة الشعب" غير العنيفة.
كما أطلقت الانتفاضة المدعومة من الجيش على "الثورة " باللون الذي جمع بين أعداد كبيرة من المتظاهرين من جميع مناحي الحياة، وهو الأصفر.