رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
الشعوب الأوروبية تصرخ من تفاقم الأزمات الاقتصادية.. خبراء: واقع أوروبا يعكس سراب تحقيق الثروة في عقول الشباب المصري.. والعنف المفرط ضد المتظاهرين يفضح ادعاءات الديمقراطية
كشفت الاضطرابات التي تشهدها الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية بها، الغطاء عن ما تعانيه شعوب أوروبا من تراجع في مستويات المعيشة وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة ووجود أزمات اقتصادية طاحنة لهذه الشعوب.
وأظهرت وسائل العنف التي استخدمتها الشرطة في أوروبا ضد احتجاجات المتظاهرين الصورة الزائفة عن الديمقراطية والحريات التي تصدرها حكومات هذه الدول للعالم.
استنكرت النائبة أمنة نصير، عضو مجلس النواب، طموح الشباب المصري والعربي في الرغبة للسفر إلى أوروبا، بينما تواجه أوروبا أزمات اقتصادية طاحنة أشعلت احتجاجات الشعوب ضد حكوماتها.
وأضافت نصير في تصريح خاص لـ "لهلال اليوم" أن طموح الشباب الراغب في الهجرة لتحقيق أحلامهم وجمع أموال مجرد سراب كشفه الوضع الاقتصادي المتأزم للعديد من الدول الأوروبية، مطالبة الشباب بالهجرة داخل البلاد لتعمير الصحراء، والمشاركة في خطة مصر لتحقيق التنمية الشاملة التي تدعم المشاريع الصغيرة ومساعدة الشباب في خلق فرص عمل حر والتى أثبتت نجاحها في الفترة الأخيرة.
واستطردت عضو مجلس النواب، أنها عندما كنت في امستردام وجدت عددا من الشباب المصري، كشفوا عن معاناتهم من مرارة الغربة وأن أوروبا لم تكن أرض الأحلام كما كانوا يظنون.
وأوضحت، أن الشباب المهاجر بشكل غير شرعي في أوروبا يعمل في مطاعم وينام في البدروم وغير قادر على العودة، بعد صرف أموال كبيرة من أجل السفر ولم يستطيعوا استعاضتها، حسب رواية بعض الشباب المهاجرين لـ نصير.
وناشدت الشباب المصري بالعمل أسوة بالشباب السوري قائلة: "أنظروا إلى شباب سوريا بعد ما حل بهم من دمار، بكافة أشكاله، فقد نجحوا فى مصر".
وأكدت أن شباب مصر هم الثروة الحقيقية للأمة المصرية، لذا ينبغي على الحكومة الاهتمام بهم قدر المستطاع وتنمية البنية النفسية والوطنية والعقائدية لتشجيع الشباب على النهوض بالوطن.
ومن جانبه، قال السفير حسن هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن استمرار الأزمة الفرنسية، وما يحدث من مظاهرات ومناورات بين الحكومة والشعب يشكل خطرا على كافة الأصعدة فى أوروبا.
وأضاف هريدى أن بقاء هذا الوضع فى فرنسا لن يكون للصالح العام الفرنسى، مؤكدًا أن هناك أصابع خفية للإرهاب الأسود، تعبث بفرنسا مستغلين انشغال الحكومة الفرنسية بفض المظاهرات .
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إلى أن الوضع الفرنسى المتأزم، سمح للجماعات المتطرفة بشن هجمات إرهابية هناك، مؤكدًا على أن هدفها زعزعة الأمن فى المنطقة لتحقيق أغراض دنيئة.
وأكد أن مايعانيه الشعب الفرنسي، من أزمات يعاني منها حكومات أخرى على مستوى العالم ، بسبب تعنت الحكومات التي تسير على المنهج الليبرالي المتبع في غالبية العالم الأوروبي فضلًا عن الطبقية والرأس مالية لافتًا إلى سيطرة الشركات الكبرى على أغلب قطاعات الاقتصاد في هذه الدول واحتكارها قطاع الأعمال ما قلص من قدرة الشركات الناشئة والصغيرة على المنافسة مما أدى إلى تزايد معدلات البطالة في هذه البلدان.
وبشأن البطالة فى فرنسا، أفاد بأن هذه الأزمة هى محور الساعة لدى العديد من البلدان، وليس فرنسا فقط ففرص العمل لم تعد متوفرة كما كانت من قبل مضيفًا أنه ينبغى على الحكومات إيجاد حلول لها وأن استمرار الوضع كما هو عليه سيؤدى إلى زعزعة الاستقرار السياسى فى كافة أنحاء العالم .
فيما استنكر اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستيراتيجية للقوات المسلحة السابق، ماحدث فى فرنسا من استخدام أساليب العنف المفرط فى فض الاعتصامات و المظاهرات.
وأضاف عز الدين ، أن ما يحث فى فرنسا من عنف مفرط تجاه الشعب الفرنسي من قبل الحكومة الفرنسية بمثابة رد صريح على دول العالم الادعاءات الكاذبة بشأن حقوق الإنسان والحريات، مشيدًا بدور مصر فى التعامل مع المتظاهرين بشكل سلمي.
وأكد مدير مركز الدراسات الاستيراتيجية ،على أن الإعلام الفرنسي والأوروبي لم يهاجم أو ينتقد مثل هذه الأساليب العنيفة المتبعة لفض المتظاهرين، لافتًا أنهم يتصيدوا ويصدروا عن مصر أقاول مغلوطة.
وأشار إلى أن مصر تسير على الطريق الصحيح من أجل تحقيق الصالح العام للمواطنين وأنها تعرف جيدًا كيف تراعى حقوق الإنسان والحفاظ على كرامة الشعب المصرى مع كبح جماح الخارجين عن القانون.
في الوقت نفسه، قال البنك الدولي، إن الاقتصاد المصري يتعافى بعد سنوات من تراجع النمو، مضيفا في أحدث تقرير له، أن الإصلاحات الأخيرة الاتي انتهجتها الحكومة المصرية في إطار خطة الإصلاح الاقتصادي بما في ذلك تحرير سعر الصرف وترشيد الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية للفقراء- عززت من تعافي الاقتصاد المصري وزيادة معدلات النمو وساعدت في تراكم احتياطيات أجنبية كافية.
ويتوقع البنك الدولي تسارع نمو الاقتصاد المصري من 5.6% عام 2019 إلى 8.5 %عام 2020 .