اعتبر وزير خارجية اليمن خالد اليماني اليوم الخميس أن محادثات ستوكهولم أولى خطوات السلام والاستقرار المستدامين في اليمن.
وقال اليماني - في مؤتمر صحفي عقب ختام المشاورات اليمنية في العاصمة السويدية استوكهولم - "تقدمنا خطوات جادة باتجاه إجراءات بناء الثقة، وهي الأساس لإرسال الخطوات الرئيسية على طريق بناء السلام المستدام في اليمن".
وأوضح أن ما تحقق بشكل رئيسي هو اتفاق ترتيبات الحديدة، وهذا الاتفاق يعني انسحاب المليشيات الحوثية من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ولأول مرة في تاريخ الانقلاب الدموي الذي قاده الحوثيون، تقبل المليشيات بالانسحاب من تلك الموانئ.
وأضاف أن الحوثيين - أخيرا - قبلوا بالانسحاب من مدينة الحديدة، وستعود إلى السلطات الشرعية عبر مؤسسات الدولة القائمة في المدينة وهو ما يعد إنجازا، وستبقى الحديدة ممرا آمنا للمساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة للأمم المتحدة.
وأوضح أن مدينة تعز تعاني الكثير من هذا الانقلاب الذي يسيطر على 10% من المحافظة، حيث يعمل على إرسال الأسلحة والمقذوفات ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحافظة ، يعيق الحركة الطبيعية للمواطنين .
ولفت إلى أنه خلال المحادثات تم الاتفاق على إنشاء لجنة بإشراف الأمم المتحدة، لرفع الحصار عن تعز وفتح الممرات الآمنة، وإنهاء آخر تواجد للانقلاب في تعز.
وأعرب عن أسفه لعدم التوصل إلى حل في الملف الاقتصادي بسبب تعنت المليشيات الحوثية خلال المحادثات، مضيفا أنهم كانوا يريدون تعزيز المؤسسات المالية والبنك المركزي اليمني في عدن، إلا أن الطرف الحوثي تعنت وأوقف كل هذا ورفض رفع المعاناة عن الشعب اليمني، لافتا إلى أن الحكومة الشرعية تريد أن تدفع مرتبات العاملين في الخدمة المدنية وفقا لقوائم 2014 لكن الانقلاب يصر على التحكم في هذه الموارد ويحولها إلى نفسه وخدمة التدمير ومشروع القتل.
وأكد أن الحكومة الشرعية اليمنية ستواصل العمل على مدار الساعة من أجل أن يقبل الانقلاب بالاتفاقيات الاقتصادية بضمانات من الأمم المتحدة حتى تتمكن الحكومة من دفع مرتبات العاملين المحالين للتقاعد.
وعن ملف مطار صنعاء الدولي، قال اليماني إن الحكومة على استعداد لفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية عبر مطار عدن الدولي إلا أن الطرف الانقلابي أصر على رفض الانخراط في هذا المشروع، لافتا إلى أن هذا المشروع كان سيوفر حلا إنسانيا لعشرات الآلاف من السكان الذين يضطرون للسفر لأكثر من 12 ساعة، فضلا عن الابتزاز الذي يتعرضون له خلال رحلتهم إلى عدن من الانقلاب"، مضيفا أن الحوثيين رفضوا فكرة رحلة داخلية تقوم بنقل المواطنين المسافرين دوليا إلى عدن ومنها إلى كل العالم.
وأشار إلى أنه تم التوقيع على اتفاقين.. الأول هو إطلاق سراح الأسرى والمخطوفين و الموضعين في الإقامات الجبرية.. والاتفاق الآخر الحديدة، وهي اتفاقات افتراضية، لأن من المفترض أن ينسحب الطرف الانقلابي وأن يطلق سراح المعتقلين وهناك اعتماد على ضمانات الصليب الأحمر بخصوص اتفاق الأسرى والأمم المتحدة ، ونتوقع أن يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات من جانب الحوثيين.
وشدد اليماني على أن أي تباطؤ من جانب الحوثيين في إطلاق سراح المعتقلين يعد مسئولية المجتمع الدولي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة والصليب الأحمر، مطالبا المجتمع الدولي بالمزيد من الضغط لكي يقبل الطرف الانقلابي تنفيذ التزاماته التي قطعها.