قمة «مصرية- نمساوية» في فيينا.. دبلوماسيون: زيارة الرئيس للنمسا تفتح أفاقا جديدة وفرصة للتعاون الشامل بين البلدين.. والإرهاب والهجرة غير المشروعة أبرز القضايا بمباحثات الجانبين
ثمن دبلوماسيون الزيارة الرسمية
الأولى التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى النمسا، والتي تعتبر أول زيارة
لرئيس مصري منذ 11 عاما، مؤكدين أن الزيارة تعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون بين
البلدين وفرصة للتعاون الشامل وتكتسب أهمية خاصة من جانبين الأول هو الشق الثنائي
بين القاهرة وفيينا والثاني هو المنتدى الأوروبي الأفريقي الذي سيشارك فيه الرئيس والذي
يتزامن مع قرب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي.
وبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه الرسمي اليوم في فيينا بعقد جلسة مباحثات مع الرئيس النمساوي "ألكسندر فان
دير بيلين"، بقصر الرئاسة في فيينا، تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات
السياسية والتجارية والاستثمارية، مع المستشار النمساوي سباستيان كيرتز وسيعقد
الجانبان مؤتمرا صحفيا في ختام مباحثاتهما.
ويرافق الرئيس السيسي وفد وزاري
رسمي يضم كل من وزراء الخارجية والاستثمار والصناعة والاتصالات، كما سيشارك الرئيس
في أعمال المنتدى رفيع المستوى بين أفريقيا وأوروبا لتعزير الشراكة بينهم، تلبيةً
لدعوة كلٍ من المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي
والرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
فتح آفاق
جديدة
السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي
السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى
النمسا هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم والأولى لرئيس مصري منذ 11 عاما، وستعمل
على دفع أوجه التعاون بين القاهرة وفيينا وتفتح أفاقا جديدة بين البلدين.
وأوضح شلبي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الزيارة تحمل شقين الأول هو زيارة النمسا بعد توجيه الدعوة الرسمية
للرئيس السيسي والثانية للمشاركة في المنتدى الأفريقي الأوروبي، مضيفا أن برنامج عمل
الرئيس في فيينا مكثف حيث يتضمن لقاءات مع نظيره النمساوي اليوم ويعقبها لقاءً بالمستشار
النمساوي ولقاءات مقبلة مع كبرى الشركات هناك والمشاركة في أعمال المنتدى.
وأضاف أن مباحثات الرئيس وقادة النمسا
ستكون مجالات لاستعراض حالة العلاقات المتطورة بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك،
مشيرا إلى أن الرئيس النمساوي ورئيس المفوضية الأوروبية كانا قد زارا مصر قبل عدة أشهر
والتقيا بالرئيس السيسي مما عبر عن قوة العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبية.
وأشار إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية
يعتبر على رأس الملفات التي تشغل اهتمام النمسا والاتحاد الأوروبي عامة ويدركون أن
مصر تقوم بدور فعال في مكافحتها، مضيفا أنه كان هناك حرص على دعوة مصر للمنتدى الأوروبي
الأفريقي وذلك نظرا لدورها الفاعل وقرب توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي أوائل العام
المقبل والتي ستكون لها دورا هاما في رعاية قضايا القارة.
وأكد الدبلوماسي السابق أن الرئيس يحرص
على الالتقاء برجال الأعمال وكبرى الشركات في كل زياراته الخارجية لحثهم على زيادة
استثماراتهم وشرح البيئة الاستثمارية المشجعة في مصر.
التعاون
الشامل
وقال
السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن برنامج عمل الرئيس عبد الفتاح السيسي
اليوم في فيينا يحمل مجموعة من اللقاءات الهامة مع قادة النمسا وهم نظيره النمساوي
"ألكسندر فان دير بيلين والمستشار النمساوى سباستيان كيرتز وكذلك رئيس البرلمان"،
مضيفا أن النمسا هي قاعدة حضارية أوروبية بالغة الأهمية وهي بوابة لدول شرق أوروبا.
وأوضح
بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن النمسا لها دورا تاريخيا وحضاريا وترأس
حاليا الاتحاد الأوروبي وهي صديق آخر لمصر داخل منظومة الاتحاد الذي يعتبر الشريك التجاري
الأول للقاهرة، مضيفا أن هناك جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين أبرزها
الهجرة غير الشرعية والإرهاب العابر للقارات والدول.
وأكد
أن مصر تتبنى سياسة في هذا الملف ليست أمنية فقط إنما ثقافية وتنموية لقطع السبيل أمام
الإرهاب، ويفتح الجانب التنموي أفاقا أخرى للتعاون في مجالات كالطب والأدوية والصناعات
الغذائية والزراعية والتعليم، مضيفا أن الجانب الآخر من الزيارة هو المشاركة في المؤتمر
الأوروبي الأفريقي وتعتبر مصر هي بوابة أفريقيا.
وأشار
إلى أن مصر لديها ملفات تمثل أسبقيات وأولويات الدول لاحتياجاتها والقاعدة المعلوماتية
والفنية في القارة، موضحا أن قضايا الشرق الأوسط ستكون حاضرة على مائدة مباحثات الرئيس
وقادة النمسا وأبرزها القضية الفلسطينية التي ستكون في المقدمة والأوضاع في سوريا وليبيا
والعراق.
ووصف
الدبلوماسي السابق الزيارة في مجملها بأنها فرصة تتسم بالشمول للتعاون على قاعدة سياسية
ومحاور كلا الدولتين يهتم بالتعاون فيها.