أماني الطويل: الرئيس يعرض رؤية مصر للقضايا الملحة خلال المنتدى الأفريقي الأوروبي

سعاد شلبي: التحول الرقمي قضية تهم أفريقيا.. ومصر دورها ريادي بالقارة

أكد دبلوماسيون وخبراء بالشأن الأفريقي أن المنتدى الأفريقي الأوروبي هو فرصة لتعزيز التعاون بين القارتين في مجالات التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، موضحين أن مشاركة مصر في هذا المنتدى تعكس دروها الاستراتيجي في الربط بين القارتين نظرا لمكانتها في القارة السمراء واقتراب توليها لرئاسة الاتحاد الأفريقي.

وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في أعمال منتدى «أوروبا - أفريقيا»، بحضور أكثر من 50 رئيس دولة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، تلبيةً لدعوة كل من المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

فرصة لتعزيز التعاون

السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، قال إن المنتدى الأفريقي الأوروبي المنعقد اليوم في النمسا يعكس الرغبة الأوروبية بتعميق تواجدها وعلاقاتها في القارة التي تعتبر مكانا هاما للاستثمار ولديها فرصا واعدة ومواد خام، مضيفا أن هذا المنتدى يبحث تعزيز التعاون الأوروبي الأفريقي في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.

وأكد الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال المنتدى تكتسب أهمية مزدوجة نظرا لدور مصر الريادي في القارة وامتلاكها فرصا واعدة في الاستثمار إلى جانب استعدادها لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي بدءا من يناير المقبل، مضيفا أن ذلك يدعو مصر لتكون الوسيط بين الجانبين الأفريقي والأوروبي.

وأشار إلى أن قضية التحول الرقمي تهم القارة الأفريقية لرغبتها في الاستفادة من التقدم التكنولوجي الأوروبي لتحقيق تقدما في الصناعة وتطوير المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مضيفا أن كلمة الرئيس في المنتدى اليوم ستستعرض لرؤية مصر لدفع التنمية في القارة.

التحول الرقمي

فيما قالت السفيرة سعاد شلبي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن المنتدى الأفريقي الأوروبي هو لقاء يعقد بشكل سنوي منذ نحو 10 سنوات وكانت النسخة الماضية منه في بلجيكا وتستضيف النمسا نسخته الحالية لكونها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، مضيفة أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت بدعوة من سيباستيان كورتز الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

وأوضحت شلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنتدى يركز على ملف هام وهو التعاون الرقمي كقضية تشغل اهتمام القارة الأفريقية لأن التكنولوجيا الحديثة تشغل قطاع كبير في ظل وسائل الاتصال الحديثة، مضيفة أن المنتدى سيتطرق أيضا إلى قضية الهجرة غير الشرعية التي سبب منها البطالة وضعف التنمية في القارة.

وأشارت إلى أن هناك اهتمام أوروبي بمكافحة الهجرة غير الشرعية من أفريقيا من شواطئ البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي، مضيفة أن المنتدى يركز أيضا على زيادة العلاقات الاقتصادية الأفريقية الأوروبية عن طريق اتفاقيات تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات والشراكة في مجالات مختلفة كالتكنولوجيا.

وأكدت أن مصر تلعب دورا رائدا في القارة، وتزامنا أيضا مع اقتراب توليها لرئاسة الاتحاد الأفريقي في يناير 2019 تزداد أهمية المشاركة في فعاليات المنتدى، موضحة أن قضايا مكافحة الإرهاب وخاصة في دول الساحل والصحراء الممتدة من جنوب ليبيا وحتى مالي وكذلك التعاون في مجال التكنولوجية الحديثة والطاقة الجديدة والمتجددة والاستفادة من التكنولوجيا الأوروبية وزيادة التعاون والتبادل ومكافحة الهجرة غير المشروعة بطريقة إيجابية واستيعاب كلها محاور بارزة في كلمة الرئيس اليوم.

رؤية مصر

وقالت الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر عن رؤية مصر للقضايا الأفريقية الملحة في المرحلة القادمة خلال كلمته اليوم بالمنتدى الأفريقي الأوروبي في النمسا وعلى رأسها الابتكار والإبداع وربط أفريقيا بمناهج المعرفة الحديثة المرتبطة بالعالم الرقمي وانعكاساته على الجانب الاقتصادي.

وأوضحت الطويل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنتدى يركز على كيفية تواصل أفريقيا بالعالم الرقمي ويعالج مسألة التهديدات الأمنية في القارة وتأثيرها، مضيفة أن النمسا خلال عام توليها للاتحاد الأوروبي تستضيف هذا المنتدى لمناقشة قضية ملحة وهو قضية التحول الرقمي وتعزيز التعاون في هذا المجال.

وأكدت أن أفريقيا تهتم بتلك القضية لتصبح لديها القدرة على امتلاك آلية للتواصل مع العالم في الوقت الراهن في ظل الثورة المعرفية الراهنة وضرورة أن تكون القارة السمراء على هذا المستوى من التقدم التكنولوجي، مضيفا أنه من المتوقع أن يخرج عن المنتدى نتائج تتعلق بالهجرة غير الشرعية وتأثيرها وكيفية مواجهتها من مداخل متعددة ليست أمنية فقط إنما اقتصادية وتنموية.

وأشارت إلى أنه على المستوى المصري فإن تواجد الرئيس في فيينا فرصة للالتقاء بكبرى الشركات النمساوية وتعزيز استثماراتها في مصر في مجالات متعددة أبرزها النقل وكذلك نقل الخبرة التكنولوجية إلى مصر.