استعرض الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خلال لقاءه مساء اليوم "الثلاثاء" مع الرئيس السنغالي ماكي سال علاقات الأخوة والتعاون التي تجمع البلدين وآفاق دعمها وتطويرها في المجالات ذات الأولوية إضافة إلى تبادل الرأي حول المسائل ذات الاهتمام المشترك إفريقيا ودوليا والتأكيد على أهمية تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الإفريقية للدفاع عن مصالحها وضمان مستقبل أفضل لشعوبها.

جاء ذلك فى بيان لرئاسة الجمهورية التونسية مساء اليوم موضحا أن هذه الزيارة تأتى تجسيدا لحرص البلدين على تعزيز العلاقات المتينة بينهما التي يعود تاريخها إلى سنة 1962 والنهوض بمختلف مجالات التعاون من خلال الاستفادة من فرص الشراكة المتاحة بالإضافة إلى تكريس البعد الإفريقي لتونس ورغبتها في مزيد من الانفتاح على دول القارة الإفريقية وتعزيز علاقات التعاون معها.

وأكّد الرئيس التونسي التزام تونس بتعزيز اندماجها في محيطها الإفريقي وتوسيع علاقات تعاونها مع كافة الدول الإفريقية لا سيما مع تلك التي تجمعها بها علاقات تاريخية عريقة ومتميزة على غرار السنغال

ودعا الى الإسراع بعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التي لم تنعقد منذ سنة 2006 وضرورة الاستفادة المثلى من الإمكانيات وفرص الشراكة المتاحة ومن الموقع الاستراتيجي للبلدين وانفتاحهما على الخارج لتحقيق تقدما في كافة المجالات و تحديدا فى مجال التبادلات التجارية ورفع نسق الاستثمار.

من جانبه أشار الرئيس السنغالي بالزخم الذي تشهده العلاقات التونسية السنغالية معتبرا أن ذلك امتداد طبيعي لعلاقات متجذّرة أسس لها الزعيمان الراحلان الحبيب بورقيبة وليوبولد سنغور 

وأعرب عن تفاؤله بمستقبل التعاون بين البلدين مشيادا بالتجربة الديمقراطية التونسية ودور رئيس الجمهورية في تعزيز مكتسبات الدولة الحديثة وتحقيق الاستقرار لتونس.

كما أكّد رئيسا الدولتين على تطابق وجهات نظر البلدين إزاء عديد القضايا الإفريقية والدولية وخاصة الوضع في كل من ليبيا ودول جنوب الصحراء ومختلف التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها هذه المنطقة

من جانب أخر تركزت المباحثات التي دارت بين الوفدين التونسى والسنغالى على مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك و تدعيم سبل تنميتها خصوصا في مجالات الفلاحة والتجارة والصناعات الغذائية والاستثمار والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة والاقتصاد الرقمي والصحة، إلى جانب تبادل الخبرات في ميادين السياحة والسكن الاجتماعي.

واتفق الجانبان على عقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية السنغالية سنة 2019 لمتابعة تنفيذ نتائج الزيارة الرئاسية وتقييم واقع العلاقات وسبل مزيد دعمها في المستقبل.

وثمن الجانبان مساهمة القطاع الخاص في دفع نسق التعاون ومعاضدة الجهود المشتركة للبلدين للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى المستوى المأمول، ونوّها، في هذا السياق، بتنظيم لقاء الرئيس السنغالي يوم الأربعاء 19 ديسمبر الجاري مع عدد من رجال الأعمال التونسيين.

وشهد الرئيس التونسي و نظيره السنغالي حفل توقيع 6 اتفاقيات تعاون في مجالات البريد وتكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، والتربية والثقافة والإنتاج السينمائي المشترك والنهوض بالصادرات.