حذّرت الخارجية الروسية من إمكانية انخراط عدة أقاليم حول العالم في سباق للتسلح، بعد يوم من رفض الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار روسي يدعم التزام واشنطن وموسكو بمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى.
واعتبرت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته اليوم السبت، أن تصويت الجمعية العامة بالأغلبية ضد المشروع الروسي يمكّن الولايات المتحدة من تخريب المعاهدة، التي وقعتها واشنطن مع الاتحاد السوفييتي سابقا في 1987، والتي أعلنت الولايات المتحدة، هذا العام، اعتزامها الانسحاب منها بزعم عدم التزام روسي بها، بحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية.
ورفضت الجمعية العامة، أمس، مشروع القرار الروسي لدعم معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، حيث صوتت 43 دولة لصالح المشروع الروسي، فيما عارضته 46 دولة، وامتنعت 78 أخرى عن التصويت.
وتضمن مشروع القرار الدعوة لإجراء مشاورات بين روسيا والولايات المتحدة للحفاظ على المعاهدة التي تقضي بالتخلص من صواريخ متوسطة وقصيرة المدى تطلق من الأرض، وعدم تطويرها أو نشرها، وذلك على خلفية إعلان واشنطن عزمها الانسحاب منها.
وقال البيان: "الآن وبما أنه جرى تخريب معاهدة القوى النووية متوسطة المدة، قد تنخرط عدة مناطق في العالم في وقت واحد في سباق تسلح، إن لم يكن في مواجهة مباشرة"، منتقدا ما رأت أنه "سياسة تغاضٍ" أو "المساومة المبالغ فيها" من جانب الدول الرافضة للمشروع الروسي، والتي قال إنها مكّنت واشنطن من تخريبة المعاهدة.
إلى ذلك، حذّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف من نصب صواريخ أمريكية في أراضي البلدان الأوروبية، وهي الخطوة التي تراها موسكو مرجحة بعد قرار واشنطن الانسحاب من المعاهدة.
وقال بيسكوف إن روسيا ستضطر في تلك الحالة إلى تصويب صواريخها نحو منصات إطلاق الصواريخ الأمريكية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عبّر، أمس الأول، عن أسفه لاحتمال انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، منبها إلى خطورة الخطوة الأمريكية المرتقبة.