«نيويورك تايمز»: ترامب أصبح أكثر عزلة.. وعاماه المقبلين أشد خطورة
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبح أكثر استئثارا برأيه وأكثر عزلة عن الجميع من أي وقت مضى، مع وصوله لنصف فترته الرئاسية، مرجحة أن يكون العامان المقبلان من رئاسته أكثر صخبا من العامين الماضيين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى كثرة اختلاف الرئيس الأمريكي مع مستشاريه، لافتة إلى أنه شنّ، على مدار العامين السابقين، حربا على أعضاء حكومته، في ظل غضبه الدائم منهم بسبب مقاومتهم لرغباته، واعتقاده بأن من حوله حمقى، وهو ما يجعله غير مهتم بسماع إفاداتهم، ويزداد قلقا بشكل خاص إذا أخبروه أنه ليست لديه الصلاحية لفعل ما يريده، إذ يجعله ذلك يتشكك في أنهم يعملون بشكل سري على إفساد حكمه.
وأضاف التقرير -الذي قالت "نيويورك تايمز" أنه اعتمد على مقابلات مع نحو 30 من المسئولين السابقين والحاليين بالإدارة الأمريكية، والأصدقاء الشخصيين والحلفاء السياسيين لترامب ونواب ومستشاري الكونجرس- أن الرئيس الأمريكي الذي أعلن ذات مرة أنه يستطيع بمفرده إصلاح النظام أصبح، وبشكل متزايد، يقف وحيدا داخل نظام يبدو منهارا.
وأوضح أن سلسلة الأحداث الصاخبة التي شهدتها الأيام الأخيرة؛ من الإغلاق الحكومي وتعثر أسواق الأسهم والسحب المفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان ، واستقالة وزير دفاعه جيم ماتيس، تركت انطباعا بكون حكم ترامب مهددا بالخروج عن السيطرة.
ونقلت الصحيفة عن مستشارين لترامب -لم تذكرهم- أن الأخير مستهلَك جراء التحقيقات المتعددة، والتي طالت محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين ومدير حملته السابق لانتخابات الرئاسة بول مانافورت ومستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين ومؤسسة الأعمال الخاصة بعائلته، غير أنه بات يهاجم، بشكل متكرر، أعداءه الذين كانوا أصدقاء له في وقت ما، وسط إحساس عميق منه بالخيانة والمظلومية مع ردهم عليه.
ورجحت "نيويورك تايمز" أن يكون النصف المتبقي من الفترة الرئاسية الجارية لترامب أكثر خطورة وصخبا من النصف المنصرم، مشيرة إلى أن النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي ستتسلم رئاسة مجلس النواب خلال أقل من أسبوعين، وسيصبح لدى الديمقراطيين القوة للتحقيق في ما يخص عائلة ترامب وأعماله وحملته الانتخابية وإدارته، كما سيواجه بعدها نتائج تحقيق المحقق الخاص المكلف من وزارة العدل روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة عام 2016 وتواطؤ حملة ترامب مع موسكو في هذا الصدد وإعاقة الرئيس الأمريكي لسير العدالة.
فضلا عن أنه عند نقطة أخرى، وفق ما ترى الصحيفة، ستتزايد الضغوط بشكل كبير على بيلوسي من أجل فتح تحقيق ضد ترامب من أجل عزله.