"شركات بيع الهوا والأوهام" تتجول بالدقي والمهندسين.. وشعارها "لا أحد يحمي المواطنين"
يتداول البعض مثلا يقول "للنشل أساليب ولكل فهلوى طريقة".. وهناك مثل آخر قد يبدو أحيانا مقابلا له سمعناه كثيرا "القانون لا يحمى المغفلين"، الا ان الاهم من المثلين، ان من يفترض ان يعنيهم الامر لحماية الناس من استغلال بساطتهم من قبل النصابين وتجار الاوهام يبدون غير مبالين ان يتحول المواطنون لمغفلين، فلا رقابة ولا رقيب رغم ان النصب والضحك على العقول عيني عينك في الشارع، لكن طبعا الاهتمام والانتباه هو لمن لا يريد ان يتغافل عمن يستغفل خلق الله.
فمن منا لم يستوقفه شاب أو فتاة جميلة المظهر تحمل فى يديها مجموعة من الكوبونات التى تحمل صورا لأجمل أماكن مصر السياحية، فأثناء مرورك فى الطرقات وبالأخص فى منطقتي الدقى والمهندسين بالجيزة تجد من يقول لك "أتفضل ياأستاذ .. أتفضلى يافندم واذا دفعك فضولك وتفضلت.. فيالك من فريسة نجح أحدهم فى تحصيل ما فى جيبك وبكامل موافقتك وتخرج وأنت فى أعلى درجات السعادة والإقتناع بإنك على موعد قريب لقضاء أحلى رحلة بأجمل سواحل مصر أو ستحصل على جهاز تكييف أو أحدث كاميرا أو موبايل ..وغيرها من التوهمات التى مع الأسف يقع فيها الكثيرون .
فأثناء جولة "الهلال اليوم" بحى الدقى تجد شركة تدعى "شركة الرمال" للاستيراد والتصدير والحج والعمرة لسان حال شعارها "كل اللى انت عاوزه..عندنا ياباشا".
تنشر هذه الشركة "موظفيها" بالشوارع من أجل صيد المواطنين الابرياء ونهب أموالهم.. وفى محاولة لرصد ما ما حدث لمن تعاملوا مع هذه الشركة قابلنا بعضهم.
عبير سعد 22 عاما تسرد لنا عن تجربتها مع هذه الشركة قائلة " أثناء مرورى بشارع التحرير أستوقفنى شاب ووجدته يعطيني كوبونا ويقول لى اتفضلى يافندم معنا رحلة وهدية جايزة من الشركة شوفى عروضنا ومن ثم توجهت معه وأدخلنى مكتب داخل عمارة وكان به تجلس فيه فتاة بدأتْ في الاستفسار عن بعض الأشياء في دردشة بسيطة مثل " روحتى مدينة دهب قبل كده ؟.. فكانت اجابتى "لا" وبدأت في الحديث معي عن تحقيق هذا الحلم قائلة أنها ستهديني واسرتي رحلة إلى دهب ولأسرتي هذا العام.
صور وعروض في الخيال
وبدأت في عرض بعض الكوبونات التي تحتوي على صور لأجهزة الكترونية من لاب توب وموبايلات وكاميرات وأجهزة كهربائية عديدة وقالت لي "انتِ تختاري اللى على كيفك ياستى واحنا تحت أمرك" , وأوضحت عبير انها عندما اختارت فوجئت بها تطلب 30 جنيها مقابل ورقة بيانات ,وعندما سألتها عن السبب، قالت هو مجرد تأمين تسترديه بعد إستلام الجائزة وأخبرتنى بأن عنوان الشركة قريب من المكتب الذى دخلته وحددت معى موعدا لحضور حفل استلام الجائزة، وفوجئت فى الموعد الذى تحدد لى بأن العنوان التى اعطته لي لم يكن حقيقىا، ولم أجد سوى شقة تحت التشطيب ليس بها أحد.
فى حين أكدت" أم يونس" 35 عاما أنها اثناء خروجها من عملها بحى الدقى استوقفها نفس الشاب ليعرض عليها ويدخلها إلى نفس الفتاه لتقدم لها ما عرضته على عبير , وأضافت أنها عندما طلبت أخذ كارنية الشركة المدون عليه اسم "شركة الرمال" للاستيراد والتصدير رفضت الفتاة وقالت لها ادفعى 30 جنيها أولا وحينما قالت لها أم يونس أنها لاتملك المبلغ قالت لها " ممكن تعطينى نصف المبلغ " وذلك على حد قولها مما جعل " أم يونس " تشك فيما قالته هذه الفتاه ولم تدفع ..قائلة " فررت منهم بأعجوبة ..بعد تحايلات كتيرة منهم حتى لو هدفع نصف المبلغ ..فإلحاحهم الشديد أكد عندى يقينى بأن فيه شئ غلط.. فطلبت أن أمشى".
نموذج آخر
وهناك نموذج آخر وهو شركة "الدار" للرحلات والاستيراد والتصدير فاثناء جولتنا وجدنا السيدة نجوى تغادر مقر الشركة , وعندما سألناها عن تجربتها , قالت:أنهم أخبروها بأنهم لديهم عروض قوية من رحلات وسفارى الى اجمل الاماكن المصرية مثل شرم الشيخ والساحل الشمالى وغيرهم من الاماكن الخلابة فضلا عن عروض صور لأجهزة الكترونية بمختلف الاشكال والأنواع، وما على المواطن سوى الاختيار.
وبعد ذلك يفاجأ المواطن بعد ان اكدت له "الفتاة إياها" أنها لن تقبض منه "مليم"، وأن الشركة غير مستفيدة بشئ الا عندما يقوم المواطن بعمل دعاية للشركة من تلقاء نفسه بعد شعوره بخدماتها المجانية له.
وأكدت السيدة نجوى أن الفتاة طلبت منها مبلغ 20 جنيها كتأمين للشركة وأكدت الفتاه لها أن مواصلات الرحلة علي العميل فى حين وصفت لنا نجوى أن المكان بالداخل سيء للغاية ولا يعبر عن أنه مكتب لشركة فما هو إلا غرفة بها " كرسي و تربيزة وحائط تأكله الرطوبة وموظفة "ثرثارة" تحاول أخذ أي أموال من أى عميل يدخل " لتطلع بأي سبوبة"!.
فى حين أكد لنا يوسف محمد 40 عاما بأن ذلك حدث معه فقد أخبرته الفتاة بانه حين اختيار اى مكان سياحى من الأماكن المتاحه للشركة سيسافر هو وزوجته , وعندما عرضت عليه كوبون الاجهزه الالكترونية المختلفة وحينما اختار طلبت منه 15 جنيها, وحينما دفع اخبرته بموقع الشركة لاستلام جائزته ولكن اكد لنا انه عند بحثه عن موقع الشركة وجد انها شقة تحت الانشاء، وأكد له البواب بأن لا يوجد بالعمارة شركة بهذا الإسم.
فإلى متى تترك الامور دون ضابط (او حتى عسكري) او رابط ومراقبة لما يجري جهار نهارا على قارعة اهم الطرق والشوراع. ومن ينقذ المواطن البسيط، ام ان هناك بالفعل من لا يزعجه ان يتحول المواطنون إلى مغفلين.