«ورد» أصغر «قهوجي».. حينما يهزم الفقر البراءة
«ورد» طفلة في عمر الزهور لا يتجاوز عمرها 6 سنوات، أنهكها الشقاء رغم أعوامها المعدودة أجبرتها الحياة على أن تهدر طفولتها للعمل من أجل لقمة العيش، تحب الحياة ولكن الظروف تأبى أن تحيا كباقي الأطفال، تشعر بالقهر، لا تعرف سببًا لشقائها سوى مساندة أسرتها التي اهلكها الفقر، تحلم كأي طفلة بأن تحمل عروسًا وتلهو كما يحلو لها، ولكن أحلامها مجرد سراب تنسجه قسوة الأيام دون رحمة أو رأفة لتضيع طفولتها في دروب الشقاء والحرمان.
حكاية ورد
داخل أحد المقاهي بمنطقة المنيب تحمل "ورد" صينية عليها كوب من الماء والشاي؛ لتقدمه لأحد الزبائن كما تعودت في عملها كل يوم، والتي حدثتنا قائلة " أنا باشتغل صبي قهوجي من 3 شهور، بقدم القهوة والشاي للناس وللمحلات اللي حولينا والناس هنا بتحبني وبتطبطب عليا"، لافتة إلى أنها تعمل من العاشرة صباحًا حتى الثالثة عصرًا بشكلٍ متواصل، وتتناول في منتصف اليوم وجبة الغداء، وتحصل على مقابل "يومية" 25 جنيهًا.
أحلام الطفولة ومساندة الأب
تتابع الطفلة حديثها قائلة "أنا لسه مدخلتش المدرسة، المفروض أخش السنة الجاية، ونفسي ألعب كاراتيه عشان أدافع عن نفسي، ونفسي أتعلم وأبقى دكتورة عشان أعالج الناس الغلابة، وبحب العرايس أوي ونفسي يبقى عندي وحدة ألعب بيها وكمان بحب القطط وبالعب معاهم عشان طيبين"، مشيرة إلى أنها تعمل من أجل مساندة والدها الذي لا يجد عملًا ليعولها هي وأسرتها؛ فاضطرت تساعده.
«عمر وورد»
التقط أخوها "عمر" الذي يكبرها بسنة واحدة، أطراف الحديث قائلاً" باساعد أنا وأختى ابويا وبابيع عيش مع أمي، ولسه بدرس في أولى ابتدائي، وباحب أختي وبخاف عليها واللي بيزعلها باتخانق معه، لأننا ملناش غير بعض فى الدنيا ونفسي اطلع ضابط عشان أحمي الأطفال الصغيرة اللي بيتعبوا زيي وزي ورد أختى".
ما باليد حيلة
تجلس أم الطفلين أمام أقفاص العيش لتبيع للمارة، وحدثتنا قائلة "الظروف أجبرتنا أنا وأولادي نشتغل وأنا عارفة أن سنهم صغير لكن ما باليد حيله، أبوهم مش بيتشغل وإحنا اللي بنصرف على البيت، ونفسي اعلم ولادي كويس واطلعهم احسن ناس بس الشقاء انكتب علينا ولازم نعافر ونعيش"، لافته إلى أنها تقوم بإرسال ابنها إلى المدرسة طلية الوقت.
27.8% نسبة الفقر
الجدير بالذكر أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، كشف أن 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، وأن 57% من سكان ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحري.
وأشار التقرير إلى أن 10.8% "أكثر من 11.8 مليون مواطن" في أدنى فئة إنفاق في مصر، ويبلغ معدل إنفاق الفرد سنويا أقل من 4 آلاف جنيه سنويا "أي أقل من 333 جنيهًا شهريا"، وأوضح أن 14.7% من إجمالي الأفراد في مصر بأغنى فئة وينفقون أكثر من 12 ألف جنيه سنويًا.