رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وليد فارس : لقاء السيسى - ترامب سيحسم مصير « الإرهابية »

29-3-2017 | 11:38


حوار: أمانى عزام

أيام قليلة تفصلنا عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التى من المقرر أن تجرى فى أوائل أبريل المقبل، وتمثل هذه الزيارة محورًا هامًا فى رسم مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

وتعتبر الزيارة أول لقاء رسمى يجمع الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى دونالد ترامب عقب تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.. وللحديث عن تفاصيل الزيارة التقت «المصور» المستشار السابق لحملة ترامب للشئون الخارجية ومنطقة الشرق الأوسط، ومستشار مجلس النواب الأمريكى لمكافحة الإرهاب الدكتور وليد فارس، حيث أكد أهمية هذه الزيارة فى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.. وكشف «فارس» عن أهم الملفات المطروحة للنقاش خلال لقاء الرئيسين.

ووليد فارس هو أكاديمى أمريكى من أصل لبنانى، اختاره ترامب كمستشار له، وكان مرافقًا أساسيًا له منذ بداية ترشحه للرئاسة، وله خبرة فى عدة هيئات أمريكية ودولية مثل وزارة العدل، والأمن القومي، والكونجرس الأمريكى بصفته خبيرا فى الشرق الأوسط والعالم العربى ومكافحة الإرهاب.

«فارس» أجاب عن كثير من التساؤلات، التى تشغل الرأى العام العربى بشكل خاص والعالمى بشكل عام، أهمها شكل السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه منطقة الشرق الأوسط فى الفترة القادمة، مؤكدًا ضرورة مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله.

«فارس» اعترف أن هناك انقسامات حادة بين القوى السياسية الأمريكية، تُصعب تمرير بعض المشاريع والقوانين فى الكونجرس، وتؤثر على قدرة الإدارة الأمريكية على تنفيذ تعهداتها فيما يتعلق بعدة أمور تخص منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها موضوع الاتفاق النووي، نتيجة لوجود العديد ممن يقودون هذه الوقيعة لحساب النظام الإيراني.. موضوعات كثيرة، وتفاصيل مُهمة فى السطور التالية:

برأيك.. ما العنوان الذى يمكن أن نضعه للزيارة المرتقبة للرئيس السيسى إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس ترامب؟

بتقديرنا عنوان هذه الزيارة، هو تمتين وتوسيع وتعميق العلاقات الأمريكية المصرية الجديدة، على أساس الشراكة فى مواجهة الإرهاب، والشراكة فى تمتين الاستقرار فى المنطقة، والشراكة المستقبلية على جميع الأصعدة، وعلى رأسها الصعيد الاقتصادى والاستراتيجى والاجتماعي، كما أنها ستفتح صفحة جديدة وآفاقًا مميزة فى تاريخ العلاقات بين البلدين.

وكيف ترى أهمية هذه الزيارة وتأثيرها على مستقبل العلاقات المصرية- الأمريكية فى عهد السيسى وترامب؟

هذه الزيارة مهمة لأنها ستعمل على استعادة وتجديد العلاقة، التى كانت جيدة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، والتى تراجعت شيئًا ما إلى الوراء فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ولذا فإنه من خلال هذه الزيارة سنرى تجديدًا للعلاقات بين البلدين وتعاونًا بينهما فى الفترة المستقبلية.

فى ظل المعارضة الشرسة التى يواجهها الرئيس ترامب داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. هل تعتقد أنه سيتمكن من رسم سياسة خارجية واضحة تجاه منطقة الشرق الأوسط تحديدًا؟

نعم، فكل ماهو فى صلب سياسة الرئيس ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط أعلنه فى خطاباته السياسية، وأثبته عمليًا من خلال إعادة الشراكة مع الدول المعتدلة فى هذه المنطقة، ومع شعوبها ومجتمعاتها المدنية، وأهمها اعتزامه على مواجهة الإرهاب بشكل عام والتطرف بشكل خاص.

وهل ترى أن وضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب ستكون فى صلب سياسته تجاه المنطقة؟

مصير وضع منظمة معينة على لائحة الإرهاب هنا فى الولايات المتحدة الأمريكية، أمر يتطلب أمورا قانونية معينة ومنها التصويت على مشروع قرار فى مجلس النواب، ومشروع قرار آخر فى مجلس الشيوخ، ثم يذهب المشروعان بعد التصويت عليهما إلى البيت الأبيض لتوقيع الرئيس ترامب عليهما.

والرئيس ترامب التزم بأنه سوف يواجه التطرف عمليا على الأرض، والإرهاب بكل صوره وأِشكاله، وبتقديرنا أن اللقاء بين الرئيسين سوف يكون توضيحيًا على مختلف الأصعدة، بما فيها هذه المسألة بالتحديد، إذ إن القيادة المصرية سوف تعلم الرئيس الأمريكى بما تملكه من معلومات، ثم ترد عليها القيادة الأمريكية بتوضيح آلية وضع أى تنظيم معين على لائحة الإرهاب الأمريكية إذا ثبت بأنه إرهابي، وبناء عليه فإن زيارة الرئيس السيسى المرتقبة لواشنطن ستحدد مصير وضع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وحسب المعلومات المقدمة.

علقت مؤخرا بالقول «ليست مصادفة أن تتصاعد الحملات المضادة ضد الإدارة الأمريكية بعد التحذير الذى تم توجيهه إلى إيران».. كيف نفسر هذا التعليق ومن له مصلحة داخل الولايات المتحدة بحماية إيران؟

بالواقع نحن رأينا عمليًا أن هناك لهجة قوية تصاعدت ضد الإدارة الأمريكية بعد التحذيرات، التى أطلقها مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين، ضد إيران بشكل مباشر، ونحن لاحظنا بقوة حدوث هذا التصعيد، وفى هذه الفترة يوجد هنا العديد ممن لهم مصلحة بأن يستمر هذا الاتفاق، ويوجد هنا من يؤيده، كما يوجد من يعارضه، كما أن هناك الكثير ممن لديهم مصلحة فى أن تختلف القوى السياسية فى الولايات المتحدة الأمريكية بين بعضها، فيستفيد النظام الإيرانى من هذا الخلاف العميق، وهو ما يحدث الآن فعليًا على الأرض، فالآن يصعب تمرير مشاريع وقوانين فى الكونجرس بسبب هذه الانقسامات الحادة، وبالطبع سيكون هناك تأثير ولو مرحليا على قدرة الإدارة على تنفيذ تعهداتها فيما يتعلق بعدة أمور فى المنطقة بما فيها طبعًا موضوع الاتفاق النووي، ولكن الحقيقة أن معارضة إدارة الرئيس ترامب لموضوع الاتفاق النووى هى أصلًا حول تنفيذ بعض الموجبات، التى ينبغى على إيران تنفيذها، ولكن ماهو أهم أن تتوقف القيادة الإيرانية عن التوسع فى المنطقة لأن ذلك يؤدى إلى مواجهة مع الدول العربية المعتدلة، لاسيما فى الخليج، كما أن هناك تدخلا إيرانيا فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهو ما تهتم واشنطن بتوقفه الآن.

كان هناك حديث فى الأسابيع القليلة الماضية عن إنشاء تحالف إقليمى ترعاه الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب.. هل ما زال هذا الموضوع مطروحًا بجدية؟، وماهى أهم الدول التى سيتشكل منها التحالف إذا تم تشكيله فعليًا، وماهى حدود وصلاحيات عمله؟

طبعًا هذا المبدأ موجود لدى الإدارة الأمريكية الحالية منذ أيام حملتها الانتخابية، وبالتأكيد فهى ستسعى بعلاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة والشريكة والحليفة لها فى منطقة الشرق الأوسط، وفى أوربا إلى أن يتم تشكيل هذا التحالف على الأرض من دول عربية قادرة على المساعدة فى مواجهة داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى.

وهناك الكثير من الدول العربية سيكون لها الأولوية فى تشكيل هذا التحالف، فالخليج برمته، والأردن، ومصر، وتونس، وبعض الدول الأخرى ذات السياسات المعتدلة فى المنطقة ستكون بمثابة الجزء الأساسى فى هذا التحالف، وبالطبع سيكون لهذا التحالف علاقات استراتيجية مع التحالفات الدولية الأوسع فى مكافحة الإرهاب مثل التحالف العالمى لمواجهة «داعش».. وأعتقد أن إدارة الرئيس ترامب سوف تستمر فى هذا النهج حتى تتوصل إلى تشكيل هذا التحالف على الأرض.

وهل تعتقد أن الإدارة الأمريكية باتت تملك خطة واضحة لإنهاء النزاع فى سوريا؟، وكيف ستتعامل برأيك مع تشابك المصالح الدولية والإقليمية، التى بدأت تظهر على الساحة السورية مؤخرا بشكل لافت؟

فيما يتعلق بالأزمة السورية هناك وقائع على الأرض سوف تضع وزرها وثقلها على القرارات الدولية، وقرارات الولايات المتحدة الأمريكية، وماهو واضح أن الأولوية لدى واشنطن الآن هو تحرير مناطق سيطرة «داعش»، وتسليم هذه المناطق إلى قوى معتدلة، وهذا هو ما يجرى على الأرض فى سوريا الآن، وليس هنالك خطط أكبر وأوسع من ذلك.. فأولوية واشنطن الآن إنهاء «داعش»، وتمكين المجتمع المدنى السورى وتنظيم نفسه فى المناطق المحررة من «داعش».

برأيك.. هل ترى أن الرئيس ترامب سيمضى فى عقد تفاهمات دولية مع روسيا بعد الأزمات الداخلية المتصاعدة التى أثارها موضوع التقارب الروسى الأمريكي؟، وهل تعتقد أن خطوة كهذه قد تنطوى على مغامرة كبيرة يمكن أن يستفيد منها المعارضون بشكل كبير؟، وهل يمكن أن يصل البلدان لحل يرضيهما بخصوص الأزمة السورية؟

دون شك، وهذا أمر معروف للجميع إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تصل إلى حل غير عسكرى للصراع الدائر فى سوريا، فعليها بعد أن تساعد القوى السورية المعتدلة وغير المتطرفة على الأرض، أن تقوم بنقل الموضوع بعد ذلك إلى المواقع الدولية، كالحوار والحل السياسى فى جنيف أو فيينا أو أماكن أخرى، وهنا المنطق يقول: إنه دون شك سيتم حوار بين الدول الكبرى الأعضاء فى مجلس الأمن، وطبعا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سيكون لهم دور كبير فى هذا الموضوع، لأن الولايات المتحدة موجودة فى شرق سوريا، وروسيا موجودة فى الغرب.

وهناك تناقضات وملفات خلافية كبيرة موجودة بين البلدين، ولكن على الأقل ربما فى سوريا تتمكن الدولتين بعد إنهاء داعش من الضغط على كل الأطراف لكى تأتى إلى الحوار السياسي، وأن يكون هناك مصلحة مشتركة فى إنهاء هذه الأزمة، ولكن يبدو هناك شرط أساسى، وهو ضرورة أن تنسحب كل القوات الغريبة المتطرفة، مثل بقايا «داعش» و»النصرة» وغيرها من القوى المتطرفة، والعناصر غير السورية منها عليها أن تنسحب، وعلى الجانب الآخر ينبغى أن ينسحب حزب الله والمليشيات الموالية لإيران، وعلى هذه الشروط يستطيع السوريون من مختلف مواقعهم السياسية أن يلتقوا ويقرروا مستقبل سوريا.