قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إن الأوضاع والمصاعب التي يشهدها لبنان على مستوى المؤسسات ومتطلبات الشعب من السلطة السياسية، من المستحيل أن يتم التعامل معها من خلال تشكيل حكومة عادية على النحو الذي تعمل عليه في الوقت الحالي القوى السياسية اللبنانية، وإنما الأمر يتطلب حكومة غير تقليدية.
واعتبر البطريرك الراعي - في كلمة له خلال قداس رأس السنة الجديدة - أن المسئولين السياسيين الذين يعرقلون أو لا يسهلون عملية تأليف الحكومة الجديدة " إنما ينتهكون واجب العمل من أجل إحلال السلام الذي يحتاجه اللبنانيون".
وقال " نعني بالسلام الاستقرار السياسي والاقتصادي والمعيشي، وتوفير فرص العمل للجميع، وتعزيز تحفيز القدرات الشخصية، وتأسيس عائلة وتأمين مسكن، والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة والالتزام بالميثاق الوطني والدستور وتطبيق اتفاق الطائف روحا ونصا".
كما جدد البطريرك الماروني دعوته إلى العمل على تشكيل حكومة مصغرة من ذوي الاختصاص (تكنوقراط) الذين يتسمون بالحيادية السياسية، ومشهود لهم في المجتمع اللبناني بـ "الحس الوطني والفهم لأصول السياسة وممارستها".. مشيرا إلى أن تلك الحكومة – حال تأليفها – يجب أن تكون مهمتها إجراء الإصلاحات اللازمة في كافة قطاعات الدولة، وتوظيف الاستحقاقات المالية التي نتجت عن مؤتمر دعم الاقتصاد والبنى التحتية للبنان (سيدر) الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس شهر أبريل الماضي، وذلك من أجل النهوض باقتصاد البلاد.
ويشهد مسار تأليف الحكومة الجديدة في لبنان صعوبات عديدة جراء الخلافات الشديدة بين الفرقاء السياسيين، حيث تعد أزمة التمثيل الوزاري للنواب السُنّة من قوى الثامن من آذار (حلفاء حزب الله) العقبة الأصعب أمام إنجاز الحكومة، إلى جانب طلب بعض القوى السياسية إجراء عملية تبادل للحقائب الوزارية التي تتضمنها الحصص الوزارية لها، رغبة في الحصول على وزارات خدمية ومؤثرة تشملها المشروعات والمخصصات المالية التي تضمنها مؤتمر سيدر.