رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تقارير: تركيا البلد الأول بلا منازع في قمع الحريات بسبب غطرسة أردوغان خلال 2018

2-1-2019 | 14:22


كان 2018 عاما صعبا وحافلا بالأحداث بالنسبة للعالم كله، ولا سيما بالنسبة لتركيا، حيث تدهورت الحياة  الاقتصادية السياسية الداخلية للبلاد خلال العام الماضي، ذلك بسبب الغطرسة الواضحة التي يمارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المستوى المحلي والدولي.


وبدأت الأحوال التركية في التدهور منذ بدء المشكلة الاقتصادية للبلاد والتي، بحسب ما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" دفعت أردوغان إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة من أجل الحفاظ على منصبه، قبل تراجع أكثر لشعبيته مع تدهور سعر الليرة واستنزاف الأموال بعمليات عسكرية تتسع في سوريا.


ويرى الباحث السياسي التركي إسلام أوزكان، أن أردوغان يسعى بخطوة الانتخابات المبكرة إلى "مباغتة الأحزاب الأخرى"، فالوقت المتبقي لإجراء الانتخابات أقل من 70 يوما، وهذا غير كاف لأي حزب لتجهيز مرشح يستطيع منافسة الرئيس الحالي، رئيس الوزراء السابق.



ولم يتوقف تأثير الانقلاب العسكري 2016 عند ذلك العام فقط، فما زال تأثيره مستمر إلى الآن، حيث يستمر أردوغان في عمليات القمع السياسية على خلفية ذلك الانقلاب، حيث تفاقمت معدلات الاعتقالات في ظل حكمه، مما انعكس ذلك بالسلب على تركيا، وجعلها علامة بارزة في سجل التعدي على حقوق الإنسان، حيث تم اعتقال أكثر من 50 ألف شخص ، وتم طرد أكثر من 100 ألف من مناصبهم. 


وتم اعتبار تركيا خلال 2018 البلد الأول بلا منازع في قمع الحريات، حيث طالت الاعتقالات التركية العديد من أصحاب الرأي البارزين وأصحاب الخبرات والحرفيين والسياسيين، مما أدى إلى هجرة البعض، بعد الافراج عنهم، إلى دول أوروبية يأسا من وطنهم.


وفي تقرير نشرته صحيفة "أحوال" التركية، وصفت هجرة أولئك الشخصيات بهجرة العقول، حيث تسببت هجرتهم في العديد من الخسائر في الصناعات، إلى جانب فصل آلاف الأكاديمين المعارضين من جامعاتهم بموجب حالة الطوارئ المفروضة منذ محاولة الانقلاب، والتي أدت إلى تدهور في التعليم العالي التركي.


وامتدت ممارسات أردوغان للإرهاب إلى الأجانب، وأبرز أولئك، القس الأمريكي أندرو برانسون الذي اعتقلته السلطات التركية بتهمة التجسس ورفضت الافراج عنه بسلاسة، إلى جانب ممارسات الإرهاب ضد الصحفيين الأجانب، حيث اعتقلت السلطات التركية الصحفي والناشط الاجتماعي النمساوي ماكس زيرنجاست، في سبتمبر الماضي، وذكرت صحيفة هاآرتس"الإسرائيلية أن التهمة التي يواجهها زيرنجاست هي نفس التهمة الغامضة التي تواجه معظم السجناء السياسيين في تركيا.


وأوضحت صحيفة "العرب" الأسبوعية في تقرير لها، كيف أن أردوغان تسبب في تدهور الاقتصاد التركي، ومن المرجح أن تستمر تركيا في دفع الثمن لسنوات قادمة، حيث تجاوزت الخسائر الإجمالية التي لحقت بالاقتصاد التركي 100 مليار دولار خلال سبع سنوات، ذلك بسبب أخطاء السياسة الخارجية التي يرتكبها حزب العدالة والتنمية منذ بداية الربيع العربي.


وفي سياق الحديث عن غطرسة أردوغان والأزمة القتصادية، فمن المعروف أن ما يعانيه الاقتصاد التركي من تدهور، بدأ في الأساس منذ انطلاق الشرارة الاولى للأزمة بين أنقرة وواشنطن، على خلفية احتجاز القس الأمريكي برانسون، ويرى خبراء اقتصاديين أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وتدخله بشؤون السياسة النقدية، هي التي أوصلت الاقتصاد إلى هذه الحالة.