أطلقت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي نداءً وطنيًا لمعارضيها من نواب حزبها "المحافظين" الذين يفكرون في عدم تأييد اتفاقها لانسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في التصويت الحاسم المرتقب في البرلمان، داعيةً إياهم إلى عدم المخاطرة بالديمقراطية والوظائف.
وقالت ماي، في مقال لها بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم الأحد: "ينبغي عليهم إدراك ما يخاطرون به تجاه ديمقراطيتنا".
وقبل يوم من عودة مجلس العموم للانعقاد بعد عطلة أعياد الميلاد لمناقشة اتفاقها من جديد، أشارت ماي إلى أن "النواب الذين يفكرون في التصويت ضد اتفاق البريكست عليهم أن يضعوا في اعتبارهم الأثر المترتب على الوظائف التي تعتمد عليها دوائرنا البرلمانية لجلب الطعام إلى مائدة عائلاتهم".
ووصفت ماي -في مقالها- العام 2019 بأنه العام الذي ستتمكن فيه بريطانيا من التعافي، قائلة: "في لحظات التحديات البالغة، دائمًا ما نجد طريقًا للأمام يحصد ثقة ورضا المجتمع بأكمله، وها هي تلك اللحظة"، داعيةً جميع النواب من كافة الأحزاب إلى مراجعة ضمائرهم، مضيفة أن "الطريق الوحيد لاحترام نتيجة الاستفتاء وحماية الوظائف والأمن هو تأييد الاتفاق المطروح على الطاولة".
كما وجهت ماي الانتقاد لخصمها زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، قائلة إنه يعطي وعودًا لمجموعة من الناس بأنه سيبقي بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، بينما يعطي وعودًا لأخرى بإنهاء حرية الحركة مع الاتحاد، معتبرةً أن كوربين يمثل نقيضا للقيادية، ولا يخدم مصالح البلاد، بل مصلحته السياسية دائما.
وكانت ماي قد أرجأت إجراء التصويت الحاسم في اللحظات الأخيرة في ديسمبر الماضي، بعد أن أبلغها مراقبو حزب المحافظين بأن أكثر من 100 من أعضائه من المتوقع أن يوحدوا قواهم مع حزب العمال والحزب الديمقراطي الوحدوي الأيرلندي لإلحاق الهزيمة بخطتها، احتجاجا على البند المتعلق بالحدود الأيرلندية المعروف بـ"شبكة الأمان"، حيث يرون أن من شأن هذا البند أن يحتجز بريطانيا إلى أجل غير مسمى في شكل من أشكال الاتحاد الجمركي لتجنب حدود صارمة مع إيرلندا الشمالية.
ومع عودة النواب إلى مجلس العموم غدًا، لا توجد سوى القليل من المؤشرات على وجود تراجع من جانب النواب المعارضين، مع عدم وجود تنازل كبير من جانب بروكسل، والأمل الوحيد لدى ماي الآن لتأمين التأييد في تصويت العموم يكمن في إقناع عدد كافٍ من نواب حزب العمال المعارض بدعم اتفاقها.