«تعاون ثلاثي» يمكن مصر اقتصاديا.. مراقبون: علاقات القاهرة مع قبرص واليونان نقلة نوعية واقتصادية كبرى.. تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة في وقت قياسي.. تمنح مصر مزايا تنقيبية بـ«المتوسط»
ثمن مراقبون، الجهود المصرية في استعادة علاقتها
مع الدول الخارجية وتمكنها من فتح صفحات جديدة مع تلك الدول ساهمت في تمكين مصر اقتصاديا
وعلى رأسها العلاقات مع قبرص واليونان التي مكنت مصر من التنقيب عن الغاز في البحر
المتوسط وتعزيز دورها الإقليمي وتحويلها لمركز للطاقة.
واستقبل سامح شكري وزير الخارجية، اليوم السبت،
نائب وزير الخارجية اليوناني "تيرينس كويك"، حيث تناول اللقاء سبل تطوير
العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك فى إطار علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية،
فضلاً عن تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم
وزارة الخارجية، بأن اللقاء تناول ترتيبات انعقاد المرحلة الثالثة من مبادرة إحياء
الجذور المصرية اليونانية القبرصية "NOSTOS
3"، والتي من المقرر
أن تنعقد فى أستراليا خلال العام الجاري برعاية رؤساء الدول الثلاث، حيث عقدت المرحلة
الأولى لمبادرة إحياء الجذور بمدينة الإسكندرية فى أبريل 2018 والمرحلة الثانية فى
لندن متضمنة مؤتمر لأطباء جاليات الدول الثلاث فى أكتوبر 2018، مشيراً إلى أن هذه المبادرة
تعكس مدى عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين شعوب الدول الثلاث.
وأضاف حافظ، أن اللقاء تطرق أيضا إلى سبل تعزيز
مجمل العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة فى مجال الطاقة.
هذا، ومن جانبه، ثمن المسئول اليوناني على عمق
وخصوصية العلاقات مع مصر، مشيراً إلى ضرورة العمل على مواصلة دفع التعاون بين البلدين
فى المجالات المختلفة إلى أفاق أرحب سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون
الثلاثي مع قبرص، بما يحقق المصالح المشتركة ويلبى تطلعات شعبي البلدين الصديقين للازدهار
والتنمية. كما حرص " كويك" على الاستماع لرؤية مصر حول التحديات ذات الاهتمام
المشترك والأزمات فى منطقة الشرق الأوسط.
وكشف حافظ، أن وزير الخارجية والمسئول اليوناني
تشاورا أيضا بشأن تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير الجاري لعام 2019، وذلك
على ضوء الاجتماع الوزارى بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبى المقرر عقده بالعاصمة
البلجيكية بروكسل يومي 21 و22 يناير الجاري.
امتيازات خاصة
الدكتور يمن الحماقي أستاذة الاقتصاد بجامعة
عين شمس، قالت إن العلاقات المصرية اليونانية القبرصية تمكن مصر من تعزيز اقتصادها
في ظل اكتشافات الغاز والبترول في البحر المتوسط، مشيرة إلى أن الاتفاقيات الأخيرة
الخاصة بإعادة ترسيم الحدود مكنت مصر من التنقيب والبحث عن الغاز بشكل أكبر وأعمق داخل
المياه الإقليمية.
ولفتت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس لـ«الهلال
اليوم» إلى أن هناك تبادلا مشتركا بين الدول الثلاث في كافة المجالات وعلى رأسها خطوط
ربط وتكرير الغاز عن طريق تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة.
وأشارت إلى أن مبادرة إحياء الجذور المصرية اليونانية
القبرصية "NOSTOS 3"، تساهم في تدفق الأفواج السياحية بين البلدان الثلاث وتعزز وضع
مصر الاقتصادي والثقافي في ظل التعاون المستمر بين دول الجوار.
مكانة اقتصادية كبرى
وقال أبو بكر الديب المحلل الاقتصادي، إن علاقات
مصر الخارجية شهدت نقلة نوعية كبيرة وخاصة التعاون مع قبرص واليونان والاتفاقيات الأخيرة
المشتركة التي تمكن مصر من التنقيب بشكل موسع عن حقول الغاز، وتحول مصر لمركز إقليمي
للطاقة.
وأضاف "الديب" أن التعاون الثنائي
بين البلدين لم يتوقف عند حدود التعاون الاقتصادي ولكن يتطرق إلى التعاون الشعبي والتبادل
الثقافي من خلال إطلاق مبادرة إحياء الجذور المصرية اليونانية القبرصية "NOSTOS
3" في شهر أبريل من
عام 2018.
ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن مصر تشهد انتعاشة
اقتصادية كبيرة وتدفق سياحي ضخم لأول مرحلة منذ سنوات، مؤكدا أن مصر حققت طفرة كبيرة
في البنية التحتية والملف الأمني مكن البلاد من تحقيق الاستقرار في وقت قياسي رغم التحديات
التي تشهدها المنطقة.
وبيّن أن التعاون مع قبرص واليونان بات في شتى
المجالات وليس الاقتصادي فقط، مشيرا إلى أن انعقاد مبادرة إحياء الجذور فى أستراليا
خلال العام الجاري للمرة الثالثة تعكس مدى عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين شعوب
الدول الثلاث.
آليات محورية
وقال مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس
المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مصر نجحت في إعادة علاقتها القوية
مع الدول التي تعتبر ذات أهمية حيوية بالنسبة لها، مؤكدا أن الرئيس السيسي يحمل رؤية
صائبة خاصة في إعادة العلاقات مع دولة مثل قبرص واليونان لأنها ساهمت في تعزيز وضع
القاهرة اقتصادية من خلال الاكتشافات في البحر المتوسط.
وأضاف ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية
لـ«الهلال اليوم» أن الدول الثلاث يربطها علاقات تاريخية ربما مرت بمرحلة فتور إلا
أن الرئيس السيسي أعادها إلى طبيعتها وتعميقها من خلال مبادرة الجذور التي عقدت مرتين
بين القاهرة ولندن وتحتضنها أستراليا للمرة الثالثة خلال العام الجاري.
وأشار "الغباشي" إلى أن المبادرة الثلاثية
تمكن الشعوب الثلاثة من التعاون الثقافي والإطلاع على الحضارات بما يفتح الأفق إلى
أهمية الحضارات الثلاث وتعزز التعاون الشعبي وتدفق الأفواج السياحية.
وبين المحلل السياسي، أن لقاء وزير الخارجية
المصري سامح شكري ونائب وزير الخارجية اليوناني "تيرينس كويك"، يهدف إلى
استكمال بحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعميق علاقات الشراكة الإستراتيجية
بين البلدين، وتبادل الرؤى والاقتراحات بشأن القضايا المحورية.