رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لأول مرة في مصر.. حصاد القمح المزروع "بالتبريد"

15-1-2017 | 17:39


كتبت: سناء الطاهر


    ستشهد محافظه الشرقية خلال أيام قليلة وتحديدا في 26 يناير احتفالا كبيرا بمناسبة ميلاد "حصاد" أول قطعه أرض مزروعة قمحا بطريقة التبريد بمحطة البحوث الزراعية "بالزنكلون" ولأول مرة في تاريخ الزراعه المصرية،  ومن المقرر حضور عدد كبير من الوزراء هذه الاحتفالية التي يؤكد فريق عمل المعهد أنها ستبهر الجميع كما أبهرت الباحثين الذين زاروا المعهد لمشاهدة التجربة وقاموا بكتابة “الله اكبر” بحبات القمح.

    وفي تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" قال د. علي فرج رئيس فريق العمل والباحث بمحطة البحوث الزراعية بقرية الزنكلون مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية وصاحب التجربة، أنه من خلال رحلته العملية لإحدى الدول الأوروبية شاهد عملية زرع القمح بعد تغطيته بالجليد وحصاده بعد ثلاثة أشهر ففكر في نقل التجربة وتنفيذها علي أرض الواقع بالأراضي الرملية والطينية والحمد لله حققت نتائج طيبة ستؤدي إلى مضاعفة العائد القومي من القمح بعد التوسع في زراعته، متوقعا أن يحقق القمح 13 أردبًا في الأراضي الرميلة و17 أردبا بالأراضي الطينية لافتا إلى أن الطريقة المبتكرة تتلخص في معالجة بذور القمح قبل الزراعة بالتبريد لمدة زمنية مختلفة تترتب عليها زراعة القمح في مواعيد عديدة، ومن ثم اختصار مدة بقاء المحصول في التربة إلى النصف تقريبا، كما أن الباحثين درسوا بعمق كيفية اكتساب بذور القمح لكميات معينة من البرودة والتي تضمن مستوي معينا من الإنبات عند زراعتها في كمية الرطوبة المطلوبة التي تضمن الانبات عن الزراعة .ونجحنا في الوصول ببذور القمح إلى درجة معينة من الرطوبة يمكن معها الحفاظ علي الخصائص الفسيولوجية لها بما يضمن زراعتها في مواعيد مختلفة عن تلك المواعيد المحددة


    وأشار د.فرج إلى أنه لوحظ أثر معاملة البذور بالتبريد عبر تحويل الغذاء الموجود حول جنين بذرة القمح والمتمثل في كميات من النشا ومكوناتها من سكريات وكربوهيدرات معقدة التركيب إلى سكريات أحادية عن طريق عمليات الهضم داخل البذرة نفسها مما أدى لزيادة سرعة النمو وقصر عمر النبات في الأرض كما أنه لوحظ أن العامل الأكثر تأثيرا على النمو يكمن في اختيار مواعيد زراعة جديدة تناسب مرحلة التلقيح وتكوين الحبوب داخل السنابل، ومع التغيرات المناخية الجديدة تم التوصل إلى أفضل مواعيد تتناسب معها زراعة محصول القمح بالطريقة الجديدة بالتبريد وكان ذلك من خلال تجارب استمرت سنوات وهي في منتصف شهر سبتمبر للميعاد الأول وأول فبراير للميعاد الثاني مطالبا بزراعة المحصول الجديد في الحقول الإرشادية والتوسع في زراعته من أجل مستقبل أفضل لمصر.

    كما أكد فرج على أنه تمت محاكاتها ومشاهدة نمو البذور بطريقة سريعة فقمنا تنفيذ التجربة بالاراضي التابعة لنا في عدد 12 محطة علي مستوي الجمهورية والحمد لله النتائج مبشرة بالخير، كما تشهد محطة الزنكلون أيضا تجربة جديدة لزراعة ذرة الفشار والتي تبشر بالخير أيضا من أجل التوسع في زراعة مساحات كبيرة تعوضنا عن استيرادها من الخارج بعملات صعبة نحن أحوج إليها، لافتا إلى أن تجربة القمح ثبت نجاحها وجدواها الاقتصادية للمزارعين حيث إنها تتيح لهم الفرصة لزراعة محصول القمح في الموسم الشتوي خلال 3 شهور فقط في حين تحتاج زراعته بالطريقة العادية لستة أشهر. كما أنها ستحافظ علي الصحة العامة للمواطنين بعدم استيراد أقماح مصابة بأمراض إلى جانب توفير كمية من مياه الري بمتوسط 1000 متر مكعب للفدان بما يساوي 3 ريات من أراضي الدلتا ، والمساهمة بنسبة 30% في الوقت الحالي لسد الفجوة الغذائية لمصر من استيراد الاقماح.
كما أن تطبيق التجربة في المواعيد الجديدة يجنبنا الاصابة ببعض الأمراض التي تصيب محصول القمح في فترة زراعته التقليدية من نوفمبر حتى مايو والبعد عن الحشائش التي تظهر في الشتاء وتؤثر علي الانتاجية.

 

    ويقول د. هشام مصطفي مدير المعهد القومي لبحوث إدارة المياه بأنه يتم وضع الحبوب في الثلاجة لمدة معينة وبعدها تتم الزراعة وكانت النتيجة مذهلة ، فنمو السنبلة أطول ويستغرق المحصول في الأرض مدة ثلاثة أشهر مما يحقق فائدة للدول والفلاح عن طريق سد الفجوة في نقص القمح وتحقيق ربح للفلاح الطاق طاقين من خلال بيع المحصول والتبن لاستخدامه للمواشي والبذور التي تتم زراعتها هي نفس الأصناف الموجودة في مصر ولكن الاختراع كله في عملية التبريد إلى جانب استخدام الأسمدة وكل المستلزمات من رش وخلافه.
وأضاف د. مصطفي أن نجاح التجربة سيؤدي إلى إحداث نقلة نوعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في محصول القمح بل والتصدير، كما أن طريقة الزراعة الجديدة توفر كميات كبيرة من المياه والأبراج في السنبلة 18 برجا بينما في القمح العادي 15 برجا مما يؤكد أن التجربة عالية الإنتاجية فضلا علي كبر حجم الحبة.

 

    ودعا د. مصطفي جموع المزارعين على مستوي الجمهورية للإطلاع على التجربة الجديدة للزراعة وتنفيذها بأراضيهم لزيادة المساحات المنزرعة لضخ كميات أكبر من محصول القمح من أجل توفير احتياجاتنا منه وتحقيق أرباح كبيرة خاصة وأن نجاح التجربة جاء بعد 3 سنوات من الأبحاث وستتم مضاعفة المساحات المنزرعة لتصل إلى 103 أفدنة علي مستوي الجمهورية بواقع 40 فدانا بنجع حمادي و20 فدانا بأنشاص و30 فدانا بشرق العوينات و5 بالنوبارية و5 بالتل الكبير و3 بالقليوبية.