أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نعيم حسن، أن المخاطر الكبرى التي تواجهها البلاد تتطلب تكوين حكومة وحدة وطنية، مشيرا إلى أن عجز الطبقة السياسية اللبنانية عن إنجاز تكوين الحكومة بعد شهور طويلة من إجراء الانتخابات النيابية، وبوصفها شأن وطني ضروري ومُلّح، يعد أمرا مُعيبا.
وقال شيخ عقل الطائفة الدرزية في تصريح له اليوم الثلاثاء: "من المعيب أن يكون لدينا مجلس نيابي منتخب، وآليات دستورية حاضرة، وحكومة تصريف أعمال مُعلقة، ولا يكون لدى العقل السياسي استدراك للأمر الذي يحول دون وقوع البلد في العواقب الوخيمة التي يتردد صداها من كل جانب".
وأكد أن مواقف مشيخة الطائفة الدرزية تشهد على الثوابت التي انتهجتها؛ تعبيرا عن الالتزام الوطني والقومي للموحدين الدروز، مشيرا إلى أن من الثوابت دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها وجيشها ووحدتها الوطنية، وتجنب تعطيل آليات النظام الديمقراطي، والتوافق الوثيق على الركائز الوطنية المتفق عليها بين القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية.
وأضاف أنه من الثوابت أيضا مشاركة الأمة الإسلامية في التصدي لظواهر العنف والغلو والتطرف، والدعوة إلى تعزيز مفهوم المواطنة والدولة الوطنية، واحترام سُنّة الاختلاف، والبناء على المشتركات الجامعة الكفيلة بتعزيز الوحدة الإسلامية، والدعوة الدائمة إلى التأكيد على التوافق الإسلامي المسيحي، على قاعدة تعزيز الوحدة الوطنية وصون مبدأ العيش المشترك.
وكُلف سعد الحريري في 24 مايو الماضي بإعادة تكوين الحكومة الجديدة في أعقاب إجراء الانتخابات النيابية، غير أن الخلافات بين الفرقاء السياسيين حول الحصص الوزارية وحجم ونوعية الحقائب، تعرقل الانتهاء من التأليف الحكومي، حيث تتبقى أزمة التمثيل الوزاري للنواب الستة السُنّة من فريق "8 آذار" السياسي حلفاء حزب الله، فضلا عن رغبة بعض القوى السياسية الفاعلة - خلال الأيام الأخيرة - في إجراء عملية تبادل للحقائب الوزارية التي تتضمنها الحصص الوزارية لكل منها.