قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، تعليقا على تصويت مجلس العموم البريطاني أمس ضد" بريكست" ، إن "بريطانيا العظمى الآن أصبحت (في القطار) بمعنى أنها هي التي تحدد مصيرها" موضحا "أنه تم رفض ما كنا نتفاوض عليه منذ شهور، وهو اتفاق وافقت عليه الحكومة البريطانية بالفعل. لكن ما يريده الأعضاء بالفعل في لندن لم يتضح بالأمس، لقد أصبح الأمر غير واضح".
وأضاف ماس ، في حوار له مع الإذاعة الألمانية اليوم الثلاثاء، "أنه حان الوقت الآن لبريطانيا باتخاذ القرار" موضحا أنه يتعين على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تقديم اقتراح بحلول يوم الاثنين المقبل.
وحول وجود حل وسط للخروج من الأزمة، قال هايكو ماس "لدينا حل وسط وهو الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بين المفوضية الأوروبية والحكومة البريطانية. والآن علينا أن ننظر إلى ما بعد التصويت بسحب الثقة اليوم في لندن، وما الذي يمكن أن يتفق عليه مجلس النواب البريطاني، وبعد ذلك سوف نتعرف على ما نحتاج التفاوض بشأنه لأنه يجب أن تكون هناك محادثات مرة أخرى وهو أمر مؤكد".
وحول محتوى هذه المحادثات، قال ماس "على البريطانيين أن يقولوا ما هو مهم بالنسبة لهم أو ما هي أولوياتهم" وأضاف "في الواقع، لقد تطرقنا إلى جميع القضايا في هذا الاتفاق من أجل الحصول على انتقال لائق يتناسب مع خروج بريطانيا العظمى من الاتحاد الأوروبي، والآن نواجه مرة أخرى قضايا شائكة، أي ما إذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يؤدي مرة أخرى إلى التطرق للملف الصعب بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، والذي من شأنه أن يجلب مشاكل كبيرة على الصعيد المحلي هناك، فضلا عن غيرها من الملفات التي لابد من عادة فتحها ومناقشتها".
وتابع بالقول "أعتقد أن جميع الأطراف المعنية تريد منع هذه الحدود الصعبة بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، وأنه سيكون هناك اضطراب سياسي، كما هو معروف من تجارب الماضي".
واستطرد هايكو ماس "إذا استمرت أيرلندا كدولة داخل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فسيكون هناك بالفعل حدود جمركية بين كل من أيرلندا وأيرلندا الشمالية، وهو ما نريد حقاً تجنبه، لهذا نحن بحاجة إلى هذا الدعم".
وحول تصويت حجب الثقة من حكومة ماي، قال ماس "آمل ألا يكون الوضع أكثر صعوبة، وأن يكون هناك تعقل، فأعضاء البرلمان الأوروبي يفكرون أيضا في أن بريطانيا بحاجة إلى أن تكون قادرة على التصرف واتخاذ القرارات خلال الأيام القليلة القادمة".