أحدثها مساحيق الغسيل وخل التفاح.. وأفضلها حبوب منع الحمل حيل عفاريت الأسفلت للهروب من كمين تحليل المخدرات
تقرير: وليد محسن
فى مقابل المواد القانونية الصارمة التى تضعها الدولة لفرض حالة من السيطرة على الطرق، والعمل على الحد من حوادث الطرق، لجأ عدد من السائقين لعدة حيل تمكنهم من عدم الوقوع تحت طائلة القانون، وتحديدا فيما يتعلق بإجراء «تحاليل المخدرات»، التى تتم على الطرق السريعة عن طريق الكمائن الأمنية المنتشرة على مختلف الطرق.
الأدوية، كانت فى مقدمة الأدوات التى تم اللجوء إليها من جانب السائقين، سواء لإخفاء آثار تناولهم مواد مخدرة، أو العمل - فى أقل تقدير- على تشويش نتائج الاختبارات، بشكل لا يجعلهم عرضة للمحاسبة القانونية، حيث إنه حال ثبوت تعاطى السائق للمواد المخدرة، فإنه تتم معاقبته بطرق عدة منها اللجوء إلى «سحب الرخصة» أو دفع غرامة مالية كبيرة، أو السجن فى بعض الحالات.
ووفقا لشهادات عدة، اتضح أن قائمة «حيل التهرب من تحليل المخدرات» تضم شرب كميات من الخل أو عصير القصب، وأحيانا تعاطى حبوب منع الحمل لاعتقادهم أنها تؤثر على تحليل البول، حيث تقوم بتنشيط الكلى وتنظيفها من أى مواد مخدرة أو مسكرة، وهناك بعض السائقين يحصلون على عينة من شخص سليم لا يتعاطى أى مواد مخدرة، ويتم ربطها فى زجاجة صغيرة حول البطن وعندما يذهب لإحضار العينة المطلوبة منه، ينقل العينة الخالية من المواد المخدرة إلى عبوة التحليل لتظهر النتيجة سلبية ولا يقع تحت طائلة القانون.
أيمن، سائق سيارة أجرة بموقف عبود، عن هذه الحيل، وكيفية الهروب من «تحليل المخدرات»، قال: الرخصة بالنسبة للسائق هى مصدر رزقه الوحيد، وبالتالى فإن تحليل المخدرات كان سببا فى دخول عدد كبير من السائقين إلى السجن، ودفع عدد آخر غرامات كبيرة، وهو ما دفع البعض للجوء إلى حيل مبتكرة تشوش على نتائج تحليل البول إذا كان السائق يتعاطى المخدرات ويأتى فى مقدمتها خل التفاح حيث إن عددا كبيرا من السائقين يكون معه زجاجة خل التفاح، يشرب منها كمية فى حالة وجود كمين على الطريق السريع، وهذه الكمية تعمل على التشويش على نتائج التحليل وتظهرها سلبية.
وأضاف: هناك حيل أخرى منها مسحوق الغسيل، حيث يتم تناول بضعة حبات من المسحوق وهذه الكمية تعمل على تغيير النتائج وإظهارها سلبية، وهناك الأدوية المدرة للبول التى يستخدمها البعض للتلاعب بنتائج التحليل، أما أكثر الحيل انتشارا لسهولتها فى الفترة الأخيرة تتمثل فى شرب عصير القصب أو العسل الأسود، وهناك البعض الذين لا يثقون فى تلك الحيل يلجأون إلى أخذ عينة من شخص سليم لا يتعاطى المخدرات ويقومون بلفها حول البطن فى زجاجة صغيرة ثم يقوم بنقلها فى الكوب الذى يأخذه فى كمين المرور- قائلا:» مش معقول الضابط ولا أمين الشرطة هيقف مع السواق وهو بيعمل عينة البول».
سائق عبود، واصل حديثه قائلا: هناك حيل أخرى مثل محلول الملح، أو أى أدوية تحتوى على الملح، و بلبعة حبوب الضغط قرصين على الأقل، ولكن الحيل الأكثر إنتشارا ونتائجها مضمونة مائة فى المائة هى حبوب منع الحمل وهى الأشهر التى يلجأ إليها السائقون حيث يتم أخذ قرص منها قبل السير على الطريق لأن مفعولها لا يؤثر إلا بعد فترة ساعتين أو ثلاث ساعات مثلا.
من جهته، أكد مصدر أمنى، أن قانون المرور غلظ عقوبة تعاطى السائق للمخدرات وهى الحبس لمدة لا تقل عن سنة، والسجن مدة لا تقل عن سنتين، وغرامة عشرة آلاف جنيه إذا ترتب على القيادة تحت تأثير مخدر إصابة شخص أو أكثر، ويعاقب الجانى بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن سبع سنوات، وغرامة ٢٠ ألف جنيه، إذا ترتب على ذلك وفاة شخص أو أكثر أو إصابته بعجز كلى.
وحول الحيل التى يلجأ إليها السائقون للتحايل على أمر «تحليل المخدرات»، قال المصدر ذاته: هناك الكثير من الحيل التى يتلاعب بها السائقون عند تحليل المخدرات، ويأتى فى مقدمتها حبوب منع الحمل أو أخذ عينة بول من أحد الأشخاص الذين لا يتعاطون المخدرات، ولذلك يتم تفتيش السائق قبل أخذ عينة التحليل منه، وهناك من يلجأ لتناول العسل الأسود وهو منتشر بين السائقين حيث يقوم السائق بأخذ كمية منه فى الصباح وهذه الكمية تجعل المخدرات لا تظهر فى عينة التحليل أو يتم التشويش عليها والنتيجة لا تظهر بشكل سليم.