رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نشاط الرئيس السيسي في أسبوع

18-1-2019 | 09:52


تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث قام بزيارة للأردن، وعقد عدة اجتماعات لمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية بمحافظة الوادي الجديد، وتطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، وتحقيق التنمية السياحية المستدامة، واستقبل رئيس جمهورية جنوب السودان، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، والممثل الخاص للرئيس الصيني، والوفد الاستثماري المشارك في أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وبمشاركة رئيس الوزراء، وبحضور وزاري موسع.


وأكد الرئيس أن هذا الاجتماع يعد بداية لسلسة من الاجتماعات الدورية ستشمل جميع المحافظات، وذلك في إطار حرصه على متابعة تنفيذ الخطط التنموية والبرامج الخدمية المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية، فضلا عن إتاحة الفرصة للتفاعل بشكل مباشر وصريح مع الجهات المركزية للدولة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المحافظات في أداء مهامها والعمل على تذليل أية صعوبات في هذا الصدد، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في عملية اتخاذ القرار ونقل نبض الحكومة في متابعتها لإدارة شئون الدولة.

في هذا السياق؛ عرض محافظ الوادي الجديد أبرز الإنجازات التي تمت بالمحافظة منذ عام 2014، ووجه الرئيس بتعزيز التنسيق بين المحافظة والوزارات المعنية للنظر في إمكانية تنفيذ مقترحاتها وتلبية متطلباتها عقب دراستها بصورة متكاملة، مؤكدا أن محافظة الوادي الجديد تعد إحدى المحافظات الواعدة بفرصها الاستثمارية المتنوعة، خاصةً مع التطور الذي تشهده حاليا شبكة الطرق القومية لربط المحافظات ببعضها البعض.


كما أكد الرئيس أهمية العمل على تنمية مسار الزراعة والإنتاج الحيواني بمحافظة الوادي الجديد في ضوء الميزة النسبية والتنافسية التي تتمتع بها، لا سيما من خلال التركيز على جودة إنتاج التمور، الأمر الذي سيحافظ بدوره على تراث المنطقة ويساعد في استغلال مقومات النجاح التي تتمتع بها.


ووجه الرئيس أيضا بإنشاء مجمع نموذجي مميكن بمحافظة الوادي الجديد يضم كافة المقرات الفرعية للأجهزة والمصالح الحكومية، وكذلك استمرار العمل على تقنين وتسوية التعديات على الأراضي بالمحافظة لضمان صون موارد الدولة، بالإضافة إلى دراسة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية ، ودراسة سبل التحفيز للقضاء على ندرة الأطباء بالمحافظات النائية بشكلٍ عام والوادي الجديد على وجه الخصوص.


وقام الرئيس السيسي بزيارة للعاصمة الأردنية عمان، حيث عقد جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، وبحضور ولي عهد المملكة الأردنية الأمير الحسين بن عبد الله، حيث أشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر والأردن على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدا اهتمام مصر بمواصلة تعزيز تلك العلاقات ودفعها قدما للأمام على كافة المستويات.


كما ثمن الرئيس التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.


وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين ولاسيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعات الدوائية والنقل والطاقة، وتصدير الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن.


كما تم استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وأكد الزعيمان أهمية العمل على استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذى يساهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.

كما تباحث الجانبان حول الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، مؤكدين ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية للتصدى للإرهاب، فى إطار استراتيجية شاملة تسعى للقضاء على هذه الآفة التى باتت تهدد المجتمع الدولى بأسره.

واستعرض الزعيمان كذلك الجهود الجارية لتسوية الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، وخاصة في سوريا وليبيا واليمن، حيث تم تأكيد ضرورة الحل السياسي السلمي لأزمات المنطقة، ودعم الجهود الرامية لوقف العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية لإنهاء المُعاناة التى تتعرض لها شعوب هذه الدول، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية.

واستقبل الرئيس السيسي فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أشاد الرئيس بعلاقة التعاون القائمة بين مصر والمفوضية والممتدة منذ عقود، مثمناً الجهود التي تبذلها المفوضية على الصعيد الدولي في ظل تصاعد الأزمة العالمية للاجئين.

وتم خلال اللقاء استعراض سبل مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ونزوح اللاجئين، حيث أكد الرئيس أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح البشرى من خلال مقاربة شاملة تعالج جذورها وأبعادها المتعلقة بشكل أساسي بالتنمية والاستقرار الأمني والسياسي، مشيرا إلى الأعباء التي تتحملها مصر باعتبارها مقصداً للاجئين، لاسيما على ضوء حرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية وتوفير سُبل العيش الكريم للاجئين وعدم عزلهم في مخيمات أو مراكز إيواء، موضحا أنه رغم تحمل مصر لتلك الأعباء وفي ظل دقة الظرف الاقتصادي، إلا أن مصر لم تزايد بتلك القضية ولم تتلق أي دعم دولي للمساعدة في تحمل الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين المنتشرين في عدد كبير من محافظات مصر يمارسون حياتهم الطبيعية جنباً إلى جنب مع الشعب المصري.

وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع لجنة تطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية؛ ووجه بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي بالمقام الأول ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة، بالإضافة إلى ظهيرها الأخضر الشاسع والذي يعد القلب النابض للمنطقة.

كما وجه الرئيس في ذات السياق باستيفاء كافة الدراسات الفنية والهندسية المطلوبة لتطوير المنطقة وما بها من قصور ومبان ومرافق، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة واستعادة القيمة والوجه الحضاري لأحد أهم معالم الإسكندرية، وذلك لتصبح منطقة جذب للسائحين من مختلف دول العالم لتساهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية.

ثم عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، بحضور المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، واللواء أمير سيد مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.

ووجه الرئيس خلال الاجتماع بتحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري ومساهمته الإيجابية في أغلب الجوانب التنموية بالدولة، من خلال تعظيم الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدولة من العملة الصعبة وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.

واستقبل الرئيس السيسي كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى عدد من مسئولي الشركة.

وأشاد الرئيس السيسي بجهود شركة "إيني" في المساهمة في الاستغلال الأمثل لثروات مصر من الغاز الطبيعي، وما تنفذه الشركة من أنشطة في مصر بأسلوب مهني ومعايير عالمية، ووجه الرئيس وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع شركة "إيني"، وتذليل أي عقبات قد تواجه أعمالها، مشددا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لمعدلات تنمية الحقول التي تعمل بها الشركة في مصر، ومعربا عن التطلع لمواصلة الشركة للتوسع في أنشطتها الاستثمارية في مصر من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة، أخذا في الاعتبار ما يتوفر بقطاع الطاقة في مصر من آفاق رحبة، وفي ضوء تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذي اتخذ القاهرة مقرا له.

واستقبل الرئيس السيسي "يانج جيتشى" الممثل الخاص للرئيس الصيني، الذي سلم الرئيس رسالة من نظيره الصيني "شي جين بينج"، تتضمن الدعوة للمشاركة في قمة منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، والمقرر عقدها في بكين في إبريل القادم، مؤكداً حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر في إطار "مبادرة الحزام والطريق"، في ظل محورية الدور الإقليمي والدولي لمصر وموقعها الاستراتيجي باعتبارها قلب الشرق الأوسط.

من جانبه ، أشاد الرئيس بالتطور الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، في ضوء اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وكذا البرنامج التنفيذي لتعزيز تلك الشراكة، معربا عن التطلع لتحقيق المزيد من معدلات الاستثمارات المباشرة للصين في مصر، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة على صعيد المشروعات المشتركة الجاري تنفيذها حالياً في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والمتجددة والغزل والنسيج وصناعة السيارات الكهربائية، فضلا عن الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة.

واستقبل الرئيس السيسي الوفد الاستثماري المشارك في أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أكد الرئيس حرص الدولة على التفاعل المباشر مع المستثمرين لإلقاء الضوء على تطورات المشهد الاقتصادي والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة بالسوق المصري في مختلف القطاعات، فضلا عن استعراض المقومات المتنوعة التي باتت تتمتع بها مصر حاليا، والتي ضاعفت من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك استعادة الدولة للاستقرار الأمني والحفاظ عليه في إطار من الوعي الشعبي، بالإضافة إلى وفرة الأيدي العاملة المدربة، والسوق المصرية الواسعة، وكذلك اتفاقات التجارة الحرة التي تربط مصر بالأسواق في أفريقيا والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس في ختام اللقاء اعتزام الدولة استمرار قوة الدفع للتحرك بشكل متوازن ومدروس في سبيل تحقيق أهداف برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل كمسار وطني ملزم على المدى البعيد لبناء الدولة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المشروعات التنموية في مصر قد انتقلت من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وأن التركيز سينصب خلال الفترة المقبلة على عدد من القطاعات الاقتصادية الوطنية الواعدة للمساهمة في إعادة صياغة شكل الدولة المصرية وتلبية احتياجات السوق من الإنتاج المحلي.

وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، تناول عددا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال سيلفا كبير رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أكد دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد كامتداد للأمن القومي المصري.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أشار الرئيس السيسي إلى حرص مصر على دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعزيز الدعم المصري لجهود التنمية في جنوب السودان، لا سيما من خلال إعادة إحياء العديد من المشروعات المصرية المتواجدة هناك بالفعل أو تدشين مشروعات جديدة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات في عدد من القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والري.

وتناولت المباحثات كذلك عددا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل.