رئيس "العامة للاستعلامات": الإعلام التحريضي يسهم في نشر الإرهاب والترويع.. والمهنية هي الحل
قال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إن الإعلام يساعد الإرهاب على الانتشار، موضحًا أن الإرهاب الحقيقي يبدأ بعد عملية القتل بهدف الترويع للوصول إلى هدف سياسي، لتصبح عملية نقل حادث إرهابي إلى ترويع، بمساعدة الإعلام.
جاء ذلك في كلمته، اليوم الإثنين، خلال الندوة التثقيفية التي تنظمها وزارة العدل عن الإرهاب ومواجهة التطرف، والتي تنعقد بديوان عام الوزارة.
وأوضح رشوان أن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية تبنى أفكار سيد قطب التكفيرية والإرهابية عقب 30 يونيو 2013، وبدأ في الاهتمام بكل وسائل الإعلام، عن طريق القنوات الخاصة التي تبث من تركيا، دون الظهور بمظهر الأخونة ومحاولة إعطاء صورة وهمية عن الوطن تتحدث باسم مجموعة من المواطنين المعارضين وليس الجماعة.
وتابع أن إدراك الجماعات والمنظمات الإرهابية أهمية الإعلام، ظهر مع تنظيم القاعدة عبر الاعتماد على المنتديات الإلكترونية الخاصة به، وصولًا بتطوير أداء تلك الجماعات إلى مرحلة "الواقعية" عبر خلق الخبر، وهو ما تقوم به قناة "الجزيرة" عن طريق إجراء لقاءات مع قيادات التنظيم، بترتيبات مع الدولة القطرية.
وأضاف أنه رغم ذلك هناك بعض المذيعين في تلك القنوات التحريضية يحرضون صراحة على قتل المعارضين للجماعة، ولكن السمة الغالبة هي محاولة انتقاد الدولة بشكل احترافي.
وانتقد رشوان المشاكل العلمية والمهنية في كثير من وسائل الإعلام؛ خاصة فيما يُنقل وما لا ينقل، مؤكدًا أنه لا يوجد وسيلة واحدة تتحكم في النشر على المستوى العالم، خاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي ينتشر الخبر أسرع.
وأشار إلى أن الإعلام الدولي اكتشف آليات ترويج أفكار الجماعات الإرهابية وبدأ في وضع تحفظات على ما ينشر وما لا ينشر، ورغم ذلك لن يتوقف النشر، ليظل الخطر الأكبر هو وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه خلال السنوات الأخيرة وضعت الشركات التي تدير مواقع التواصل الاجتماعي عددا من القيود للحد من ظاهرة الإرهاب عبر هذه المواقع.
وأوضح أن الإرهاب على مر التاريخ له عشرات التعريفات التي يختلف عليها كل مسمى، ولكن يتفق معها الفعل، ويساعد الإعلام في انتشاره والمهنية هي الحل، لافتًا إلى اهتمام جماعة الإخوان الإرهابية بتقوية وسائل الإعلام والاستقواء بها ضد الدولة.
واستعرض رشوان تاريخ جماعة الإخوان في استغلال الإعلام، ومنها أن سيد قطب كان أول من قرر إصدار مجلة تابعة للجماعة، لافتًا إلى أنه في منتصف التسعينات من القرن الماضي دشنت الجماعة الإسلامية أول موقع إلكتروني من الدنمارك.
وأضاف أنه منذ حقبة التسعينات استغلت الجماعات الإرهابية والمتطرفة المنتديات الإلكترونية كمنصة لتجنيد الشباب، مؤكدًا أن تنظيم (داعش) الإرهابي ينتقي بدقة كيف يروع متابعيه عن طريق الفيديوهات والصور من خلال عدد كبير من المجلات والمواقع الإلكترونية ما أسهم في انتشاره.
وأوضح أن عمليات تجنيد المنضمين لتلك الجماعات الإرهابية بات عبر التنظيم الشبكي، بعكس الماضي حيث كان يتم التجنيد عن طريق التواصل المباشر، وكذلك استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر التوجيهات.